يوافق اليوم الأربعاء الذكرى الـ 35 على رحيل الشاعر والمؤلف صلاح جاهين، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 21 أبريل عام 1986، واسمه الحقيقي محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي، وعرف بـ"صلاح جاهين"، وهو شاعر ورسام كاريكاتير وممثل مصري يساري الفكر. ولد في شارع جميل باشا في شبرا كان والده المستشار بهجت حلمي يعمل في السلك القضائي، حيث بدأ كوكيل نيابة وانتهى كرئيس محكمة استئناف المنصورة، ودرس الفنون الجميلة ولكنه لم يكملها حيث درس الحقوق. اشتعر كشاعر وارتبط فى أذهان الكثيرين بالبهجة، وربعياته التي ما زالت تترد حتى الآن، فاستطاع مع الفنانة سعاد حسنى أن يشكلا ثنائيًا رائعًا هو بكلماته، وهى باستعراضاتها، فبين "الدنيا ربيع"، إلى "الحياة بق لونها بمبى" استطاع أن ينقل الفرحة والسعادة لكثيرين، لكن الشاعر العبقرى ورسام الكاريكاتير المبدع كما كان يُحرض بأشعاره على التفاؤل، إلا أنه كذلك لم ينسى الموت الذى أخذ نصيب كبير من رباعياته التى بدأ فى نشرها للمرة الأولى عام 1959، وكان ينشرها آنذاك فى مجلة صباح الخير، ونذكر فى هذا التقرير أشهر رباعياته التى قدم للقارىء بها حكمة ما عن الموت، الذى طالما شغله، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. عمل صلاح جاهين رساما للكاريكاتير في جريدة الأهرام حيث كان كاريكاتير صلاح جاهين يُتابع بقوة وظل بابًا ثابتًا حتى اليوم متميزًا بخفة الدم المصرية والقدرة على النقد البناء، وأنتج العديد من الأفلام التي تعتبر خالدة في تاريخ السينما الحديثة مثل أميرة حبي أنا وفيلم عودة الابن الضال، ولعبت زوجته أدوار في بعض الأفلام التي أنتجها. وقد دخل العبقري صلاح جاهين ، الشاعر والسيناريست والممثل ، قلوب رجل الشارع المصري من أوسع أبواب البساطة والاتساق مع الواقع والتعبير عن أوجاع الغلابة. ويذخر سجل "جاهين" بالعديد من الأعمال الخالدة .. ولكن لعل الدور الذي ظهر به لدقائق معدودات أمام النجم شكري سرحان في رائعة نجيب محفوظ "اللص والكلاب" هو أكثر ما لمس المشاعر الإنسانية .. فهو المعلم طرزان ابن البلد ذو الشهامة والجدعنة الذي يساند صاحبه وعشرة عمره سعيد مهران الذي أدارت له الدنيا ظهرها وأمعنت في تلطيشه يمنة ويسارا . فيقف بجانب صديقه ويمنحه كل ما تمتد إليه يديه من دعم وعون دون أي مقابل ، في نموذج على أروع ما يكون للوفاء والإخلاص الذي يندر أن تجده في هذا الزمان .. وحين يتورط "مهران" في قتل شخص بريء برصاص "سعيد" الطائش ، بدلاً من عدوه الحقيقي ، يقول المعلم طرزان مقولته التي لا تنسى : دنيا لها العجب ، خردواتي لا له في الطور ولا في الطحين يموت عشان نبوية اتجوزت عليش . أما النذل عليش سدرة ، الذي جسد شخصيته باحترافية تدعو للكراهية الفنان الراحل زين العشماوي ، فهو نموذج صارخ للنذالة والخيانة وقلة الأصل والغدر حيث ينصب فخاً لـ"ولي نعمته" ويرميه في غياهب السجن ليفوز بالزوجة اللعوب التي قبلت أن تخون زوجها لتحظى بحضن عشيقها . انها قصة الوفاء والخيانة التي أصبحت مضرب الأمثال في الحياة الواقعية لكل من صادف ظروفاً مشابهة .
مشاركة :