نيويورك في 21 إبريل/وام/ شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على أهمية تعزيز العلاقات البشرية مع الطبيعة، بما في ذلك مع المحيطات، وذلك من أجل دعم الحياة على كوكب الأرض، والتعافي بشكل أفضل، بما في ذلك تحقيق أهداف التنمية المستدامة. جاء ذلك في كلمته اليوم خلال فعالية "إطلاق التقييم العالمي الثاني للمحيط /WOA II/" وهو الإنتاج الرئيسي للدورة الثانية من العملية المنتظمة للإبلاغ العالمي وتقييم الدول للبيئة البحرية، بما في ذلك الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، بالتزامن مع "يوم الأرض" 2021 الذي تحييه الأمم المتحدة بتاريخ 22 أبريل من كل عام. ونوه الأمين العام إلى أن جائحة كوفيد-19 كشفت هشاشة المجتمعات، وأظهرت الإرتباط الوثيق بين صحة الإنسان وصحة كوكب الأرض، معتبرا الأنشطة البشرية بأنها كانت السبب الرئيسي في تدهور المحيط وتدمير الموائل الأساسية، مثل غابات المنغروف والشعاب المرجانية، وهو الأمر الذي أشار إلى أنه أسهم في إعاقة قدرته على المساعدة في معالجة تأثيرات تغير المناخ". وذكر أن هذه الضغوط على المحيطات تأتي أيضا من الأنشطة البشرية على اليابسة والمناطق الساحلية، والتي تدفع بملوثات خطيرة نحو المحيط، بما في ذلك النفايات البلاستيكية، حيث تشير التقديرات البحثية إلى أن الصيد الجائر أدى إلى خسارة سنوية قدرها 88.9 مليار دولار من الفوائد الصافية. وأوضح أن الكربون المنبعث في الغلاف الجوي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة المحيطات وتحمضها، وهو الأمر الذي دمر التنوع البيولوجي. ولفت إلى أن تهديدات ارتفاع مستوى سطح البحر تعدد سواحل العالم برمتها. وحذر غوتيريش من تضاعف عدد "المناطق الميتة" في المحيط، حيث ارتفع من أكثر من 400 على مستوى العالم في عام 2008، وإلى حوالي 700 خلال عام 2019. مما تسبب بتعرض نحو 90 في المائة من أشجار المانغروف والأعشاب البحرية وأنواع نباتات المستنقعات، بالإضافة إلى أكثر من 30 في المائة من أنواع الطيور البحرية إلى خطر الانقراض. ولفت الأمين العام إلى ما ما جاء في التقييم من نتيجة تشير إلى أن استدامة المحيطات، تعتمد بشكل أساسي على عمل المجتمع الدولي بما في ذلك من خلال البحث المشترك، وتنمية القدرات ومشاركة البيانات والمعلومات والتكنولوجيا. كما شدد على الحاجة إلى دمج المعرفة العلمية وصنع السياسات بشكل أفضل. وإعتبر الأمين العام عقد الأمم المتحدة ل"علوم المحيط من أجل التنمية المستدامة" بالمهم لأنه يوفر إطارا للعمل الجماعي، وقال "معا، يمكننا تعزيز ليس فقط التعافي الأخضر، ولكن أيضا الأزرق، والمساعدة في ضمان علاقة مرنة ومستدامة طويلة الأجل مع المحيط". ويعد تقرير التقييم بمثابة أحدث نتاج للتقييم المتكامل الوحيد لمحيطات العالم على المستوى العالمي الذي يغطي الركائز الثلاث للتنمية المستدامة. وقد وضع التقييم العالمي الأول للمحيط /WOA I/ الذي صدر في نهاية عام 2015، خط أساس لقياس حالة البيئة البحرية، بما في ذلك الجوانب الاجتماعية والاقتصادية. وأوضح الأمين العام أن التقييم العالمي الأول للمحيطات، أبرز جدية تدهور العديد من مناطق المحيطات في العالم - وخلص إلى أن قدرتها الاستيعابية وصلت إلى حدها الأقصى أو بالقرب منه. وتجدر الإشارة إلى أن التقييم العالمي الثاني للمحيط /WOA II/ الذي تم إطلاقه اليوم "الأربعاء"، يشكل ثمرة عمل مئات العلماء من جميع أنحاء العالم، ويتبع نهج التقرير الأول لعام 2015. وام/ نيو
مشاركة :