جولة محادثات ثانية بين طهران والرياض لتخفيف التوتر

  • 4/21/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دبي - قال مسؤولون بالشرق الأوسط ومصادر إن مسؤولين سعوديين وإيرانيين يعتزمون عقد المزيد من المحادثات المباشرة هذا الشهر، لكن لم يتحدد بعد موعد لها وذلك بهدف تهدئة حدة التوتر بين البلدين في خطوة مهمة لتحقيق الاستقرار الإقليمي. والسعودية وإيران قوتان إقليميتان ويسود علاقاتهما توتر لم يهدأ منذ سنوات. وحملت الرياض طهران مسؤولية هجوم وقع في 2019 على منشآت نفطية سعودية، ونفت إيران ذلك. ولم تؤكد أي من الرياض أو طهران علنا أو تنف عقد اجتماع أول في العراق في وقت سابق هذا الشهر رغم أن السفير الإيراني لدى بغداد رحب بالوساطة العراقية لإصلاح العلاقات مع دول الخليج. وقطعت الدولتان علاقاتهما الدبلوماسية في 2016 عقب إعدام المملكة لرجل الدين الشيعي الموالي لإيران نمر النمر بتهم تتعلق بالإرهاب وأعقب ذلك محاولات لإحراق السفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد. وتأتي المحادثات بينما تواصل الولايات المتحدة الجهود الدبلوماسية في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين القوى العالمية وإيران والذي انسحبت منه واشنطن قبل نحو ثلاث سنوات وعارضته الرياض لعدم معالجته برنامج طهران للصواريخ الباليستية وتصرفات إيران الإقليمية. وقال مسؤول في الشرق الأوسط "اجتماع أبريل كان بناء للغاية، نوقشت خلاله قضايا عديدة، بينها أزمة اليمن بشكل أساسي والاتفاق النووي الإيراني". وقال المسؤول ومصدران إقليميان إن مزيدا من المحادثات قد تجرى قبل نهاية الشهر، لكن التوقيت يعتمد على التقدم في محادثات فيينا. وقال دبلوماسي أجنبي في الرياض إنه من المتوقع عقد اجتماع ثان في أواخر أبريل/نيسان أو أوائل مايو/أيار. وقالت مصادر مطلعة إن المحادثات التي بدأت بعد زيارة رئيس الوزراء العراقي للرياض، يقودها رئيس المخابرات السعودية خالد حميدان وسعيد عرافاني نائب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. وقالت ثلاثة من المصادر بينهم الدبلوماسي، إن التركيز الأساسي كان على اليمن حيث يقاتل تحالف بقيادة السعودية حركة الحوثي المتحالفة مع إيران والتي صعّدت هجماتها بالطائرات المسيرة والصواريخ على السعودية. وقال المسؤول الإقليمي إن الجانب الإيراني وعد باستخدام نفوذ طهران لوقف هجمات الحوثيين على السعودية وطلب في المقابل أن تدعم الرياض المحادثات النووية وهو ما أكده مصدر آخر مطلع على الأمر. وجعل الرئيس الأميركي جو بايدن إنهاء حرب اليمن الدائرة منذ نحو ست سنوات من أولويات إدارته. وقال تيم ليندركينج، مبعوث واشنطن الخاص باليمن اليوم الأربعاء "سنرحب بقيام إيران بدور بناء، إذا كانوا على استعداد لذلك"، لكنه قال "لم نلحظ أي مؤشر على ذلك". وقال مصدران إقليميان آخران إن الاجتماع تطرق أيضا لقضية لبنان حيث تشعر الرياض بالقلق إزاء النفوذ المتزايد لجماعة حزب الله المدعومة من إيران. وقال الدبلوماسي "لا أعتقد أنه من المحتمل أن يبرما اتفاقا في الوقت الحالي"، مضيفا أن الهدف على الأرجح هو منع أي عمل قد يتسبب في اشتعال التوتر. وتهدف محادثات فيينا إلى إعادة واشنطن وطهران إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي. كانت إيران قد انتهكت قيودا نووية أساسية في الاتفاق ردا على العقوبات التي عاودت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرضها عليها في 2018. وقالت الأطراف الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران اليوم الأربعاء إنها لمست تقدما في أول جولتين من المفاوضات لإحياء الاتفاق الذي أبرم عام 2015 لكن لا تزال هناك عقبات كبيرة ينبغي التغلب عليها. وسوف تتواصل المحادثات التي تهدف إلى دفع الولايات المتحدة وإيران للعودة إلى الامتثال للاتفاق، الأسبوع المقبل. وتجتمع إيران والقوى العالمية وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا، في فيينا منذ أوائل أبريل/نيسان لتحديد الخطوات التي ينبغي اتخاذها فيما يتعلق بالعقوبات الأميركية من جانب وانتهاكات طهران للقيود على قدراتها النووية من جانب آخر. ويوجد وفد أمريكي في موقع منفصل في فيينا، مما يمكّن القوى من التنقل بين الجانبين. وقال دبلوماسيون من فرنسا وبريطانيا وألمانيا للصحفيين "نرحب بالمناقشات البناءة التي جرت في فيينا وبالمشاركة الإيجابية من جميع الأطراف حتى الآن...أحرزنا بعض التقدم لكن لا يزال الطريق طويلا". ودعت الرياض إيران إلى الانخراط في المحادثات وطالبت المجتمع الدولي بالتوصل لاتفاق نووي أقوى وأطول مدى. كما طالبت السعودية وحلفاؤها بمحادثات موسعة تشارك فيها دول الخليج. وقال مسؤول في وزارة الخارجية السعودية إنه من المتوقع أن يكون أي اتفاق في فيينا نقطة بداية تقود إلى محادثات أوسع يمكن تيسيرها من خلال إجراءات لبناء الثقة.

مشاركة :