طالبت اللجنة الرباعية بشأن ليبيا التي تضم جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي بانسحاب فوري لجميع القوات الأجنبية من ليبيا. ودعا بيان صادر عن اللجنة بعد اجتماع لقادتها عبر الفيديو إلى «الامتثال التام لحظر السلاح والانسحاب الفوري وغير المشروط لكافة القوات الأجنبية والمرتزقة من كافة أراضي ليبيا بشكل يعيد بالكامل لليبيا مبادئها ويحافظ على وحدتها الوطنية واستقلالها وسلامة أراضيها». ودانت اللجنة الرباعية خلال اجتماعها الانتهاكات المستمرة لحظر السلاح المفروض من الأمم المتحدة وشددت على أن كافة التدخلات العسكرية الخارجية في ليبيا غير مقبولة. كما شددت اللجنة أيضا على الحاجة الملحة للوصول إلى حل شامل ودائم للتهديد الذي تمثله الجماعات المسلحة والميليشيات، وطالبوا بالتنفيذ المتواصل لإجراءات لتحديد وتفكيك هذه الجماعات بشكل كامل. إلى ذلك، دعا مجلس النواب اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» للإسراع في توحيد المؤسسـة العسكريـة لضمان أمن واستقرار البلاد وتأمين حدودها وصون سيادتها. في غضون ذلك، أمر رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، كافة الوحدات العسكرية المتواجدة بجنوب البلاد إلى اتخاذ الإجراءات الفورية بتأمين وحماية الحدود الليبية الجنوبية والتعامل مع أي أهداف معادية مع إبلاغ المجلس بتطورات الأوضاع لحظة بلحظة. وطالب القائد الأعلى للجيش الليبي، أمس، القوات بضرورة مراعاة أقصى درجات الحيطة والحذر والاستعداد للتعامل مع أي طارئ في حينه. وكان مجلس النواب الليبي قد طالب أمس الأول، رئيس المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الحدود الجنوبية تحسبًا لتداعيات الوضع في تشاد، مشددا على ضرورة إسراع اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، في توحيد المؤسسة العسكرية لضمان أمن البلاد واستقرارها. وأهاب المجلس الرئاسي، بكافة الجهات المختصة بحماية البلاد وأمنها من المجلس الرئاسي والقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية وحكومة الوحدة الوطنية، إلى اتخاذ كافة الإجراءات العاجلة والحازمة من أجل تأمين وحماية البلاد وحدودها الجنوبية وصون سيادتها. وفي سياق متصل، بحث رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي خلال اجتماع مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية آخر المستجدات حول الأحداث الدائرة في دولة تشاد لما لها من تأثير على الجانب الأمني في الجنوب الليبي، كما ناقش الاجتماع عدداً من القضايا ذات العلاقة بالجانب الخدمي ومن أهمها موضوع الكهرباء، والاستمرار في توريد وتوزيع لقاح كورونا المستجد على كافة مناطق ليبيا. وفي نفس السياق، بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي الدكتور محمد المنفي في اتصال هاتفي أمس، مع رئيس النيجر محمد بازوم العلاقات الثنائية بين البلدين، كما تبادلا وجهات النظر حول الأوضاع الحالية في تشاد، مؤكدين ضرورة أن يضطلع الاتحاد الإفريقي بدوره لاتخاذ خطوات لتخفيف التوتر في المنطقة، وضرورة التنسيق المستمر، والمشترك بين البلدين، لإيجاد حل للقضايا المصيرية المشتركة ولضمان الاستقرار. بدوره، قال عضو مجلس النواب الليبي مصباح دومة إن الوضع المضطرب في تشاد سيكون له آثار سلبية على الوضع في ليبيا وخاصة الجنوب، مؤكداً أن من شأن ذلك أن يفقد السيطرة على الحدود وازدياد تجارة الأسلحة والعمليات الإرهابية وجلب المرتزقة والتدخل الخارجي. وفي سياق آخر، بحث رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي آخر تطورات الوضع في ليبيا خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش. وقال قصر كيجي الإيطالي «مقر الحكومة» إنه جرى تبادل التقييمات حول المناطق الرئيسية للأزمة الدولية وخصوصا مستجدات الوضع ليبيا. وتزور وزير خارجية حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش اليوم الخميس العاصمة الإيطالية روما للتشاور مع وزير خارجية إيطاليا للاتفاق على الاجتماع القادم للجنة الاقتصادية الفنية الإيطالية الليبية المشتركة. وقال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، إن الشركات الإيطالية على وشك استئناف أعمالها بمطار طرابلس الدولي وبناء أكبر طريق ليبي سريع يمتد من تونس إلى الحدود المصرية. أضاف دي مايو في تصريحات لإذاعة محلية إيطالية «سنفتتح الجزء الشرقي من الطريق السريع في ليبيا في غضون أشهر قليلة، ولدينا عدة اتفاقيات مبرمة في الماضي ويتعيّن علينا تنفيذها». مدبولي: وضع أطر عودة العمالة المصرية إلى ليبيا أكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أن بلاده على أتم الاستعداد لمساعدة الليبيين في مختلف المجالات، ودعم جميع الإجراءات التي تؤدي لتحسين ‏الأوضاع الاقتصادية، مشيراً إلى تشكيل لجنة من الوزارات المعنية لوضع أطُر عودة العمالة المصرية إلى ليبيا. وقال مدبولي، خلال اجتماع مجلس الوزراء أمس: إنهم سيعملون بكل جهد على زيادة فرص التعاون المتاحة في مختلف المجالات. وأشار مدبولي إلى الملفات العديدة التي ناقشها، خلال زيارته إلى طرابلس أمس الأول، مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، والتي كان من بينها طلب الجانب الليبي أهمية اتخاذ الإجراءات العاجلة لعودة العمالة المصرية إلى ليبيا، بالإضافة إلى تيسير حركة التنقل بين البلدين، لافتا إلى قيامه بتشكيل لجنة من الوزارات المعنية لوضع الأطر الخاصة بتنفيذ ذلك. كما لفت إلى أن الزيارة أسفرت كذلك عن تحديد موعد لاستئناف انعقاد أعمال اللجنة المصرية الليبية العليا المشتركة، بعد توقفها منذ عام 2009، مطالبا الوزراء المعنيين بالتنسيق مع نظرائهم في حكومة الوحدة الوطنية من أجل وضع الخطط التنفيذية لبدء التحضير للاجتماعات المقبلة لهذه اللجنة. وقال إن من أبرز ما تم التوافق بشأنه خلال زيارته لليبيا، هو ما لمسه من وجود اتفاق عام على ضرورة توسيع أطر التعاون بين البلدين، وتضمن ذلك الاتفاق على دخول السلع والبضائع المصرية المختلفة للأسواق الليبية، وأن تكون ذات مستوى عالٍ من الجودة. وأطلع مدبولي مجلس الوزراء على ما تم خلال هذه الزيارة من توقيع 11 وثيقة تعاون مع حكومة الوحدة الوطنية الليبية في عدة مجالات شملت النقل والمواصلات، والإسكان والمرافق، وتنفيذ مشروعات الطرق والبنية التحتية، إلى جانب المجال الصحي، بالإضافة إلى التعاون في مجال القوى العاملة، والاستثمار في مجال الكهرباء.