تلقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم (الأربعاء)، رسالة من العاهل الأردني عبد الله الثاني نقلها إليه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي. وقال رئيس هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية حسين الشيخ عقب استقبال عباس الصفدي في مدينة رام الله، إن رسالة العاهل الأردني "تؤكد عمق العلاقة التاريخية والتنسيق على أعلى مستوى بين الأردن وفلسطين". وذكر الشيخ أن الرسالة الأردنية تناولت التطورات السياسية الحاصلة في المنطقة وبعض القضايا المتعلقة بالعلاقات الثنائية، والتأكيد على القضايا والعلاقات التاريخية المشتركة واستمرار التنسيق على أعلى مستوى. وأكد على "الانسجام في مواقف الطرفين في كل الملفات سواء كانت التطورات السياسية الأخيرة في المنطقة أو دعم الأردن الكامل والثابت للحقوق السياسية الفلسطينية". وأشار الشيخ إلى أن العاهل الأردني أكد دعمه للانتخابات الفلسطينية وخيار القيادة في الاستمرار بالخيار الديمقراطي، ومطالبتها المجتمع الدولي بتسهيل العملية الانتخابية وتذليل كل الصعوبات من أجل إنجازها. بدوره، قال الصفدي إن رسالة العاهل الأردني تناولت "الجهود المشتركة التي تقوم بها عمان للقيام بالخطوات العلمية القادرة على كسر الجمود وإيجاد الأفق السياسي الذي يسمح باستعادة مفاوضات جادة وفاعلة". وأكد الصفدي أن تحقيق المصلحة الاستراتيجية للمنطقة والعالم يتم بتحقيق السلام العادل الذي لا يمكن أن يتحقق إلا إذا حصل الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة كاملة. وأضاف أن "هناك ظروفا مختلفة إقليميا ودوليا، خاصة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وما بدر عنها من مؤشرات إيجابية تتطلب أن نتفاعل معها إيجابيا، وأن نضغط باتجاه إيجاد هذا التحرك الذي يجب أن يتم". وشدد على ضرورة إيجاد التحرك الدولي القادر على وقف الخطوات الاسرائيلية الأحادية "التي تقوض حل الدولتين، وتحديدا بناء المستوطنات وتوسعتها، والاستيلاء على منازل المواطنين وترحيلهم منها كما يجري في القدس". وحول ملف الانتخابات الفلسطينية، أكد الصفدي وقوف الأردن بكل إمكانياته من أجل المساعدة في إنجاح العملية الانتخابية الفلسطينية بوصفها "خطوة ضرورية ومهمة اتخذتها القيادة الفلسطينية". وجدد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن، وأن المملكة ستبقى السند والأقرب للفلسطينيين، من أجل تلبية حقوقهم المشروعة، قائلا "القدس خط أحمر بالنسبة للأردن ملكا وشعبنا، كما هي خط أحمر لدولة فلسطين". وأعرب الصفدي عن رفض الأردن لكل الإجراءات والمحاولات الإسرائيلية ومحاولات تغيير الهوية العربية الإسلامية المسيحية للقدس المحتلة، ولكل جهد يحاول تغيير الوضع التاريخي للمقدسات في القدس. وتصدر ملف القدس الحراك السياسي الفلسطيني مؤخرا في ظل المطالب بضرورة سماح إسرائيل بإجراء الانتخابات التشريعية في شرق القدس كجزء من باقي الأراضي الفلسطينية. واشتكى الفلسطينيون من منع إسرائيل أي تجمعات انتخابية في شرق القدس علما أنها لم ترد على طلب فلسطيني رسمي تم توجيهه في فبراير الماضي بشأن إجراء الانتخابات في المدينة. ومن المقرر إجراء انتخابات تشريعية فلسطينية في 22 مايو المقبل، تتبعها انتخابات رئاسية في 31 يوليو المقبل، على أن تتبع بانتخابات لتشكيل المجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية في 31 أغسطس المقبل.