وقعت ليبيا ومصر يوم الثلاثاء عدة مذكرات تفاهم "هامة" في مجالات مختلفة، واتفقتا على إعادة فتح السفارة المصرية عقب عيد الفطر، وذلك خلال زيارة رسمية لرئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، إلى طرابلس. ووصل رئيس الوزراء المصري في وقت سابق اليوم إلى طرابلس في زيارة رسمية، وترأس مع نظيره الليبي عبد الحميد الدبيبة، جلسة مباحثات بين الجانبين. وقال الدبيبة في مؤتمر صحفي مشترك مع مدبولي، في طرابلس إنه "في ظل الظروف الحالية، نحن بحاجة إلى عقد شراكات استراتيجية لنكون شركاء في التنمية مع الجارة مصر (...) وقعنا مذكرات تفاهم هامة في مجالات الكهرباء والاتصالات والبنى التحتية والمواصلات والقوى العاملة والصحة". وأضاف "تربطنا علاقة تاريخية مع مصر، ونسعى إلى إعادة تعزيز التواجد الدبلوماسي من خلال إعادة السفارة المصرية والقنصلية، وتم الاتفاق على إعادة فتحها عقب عيد الفطر". وأشار رئيس الوزراء الليبي إلى الاتفاق على إعادة الرحلات الجوية بين القاهرة وطرابلس. من جهته، وصف رئيس الوزراء المصري مذكرات التفاهم الموقعة بأنها "مهمة"، مؤكدا عزم القاهرة إعادة العلاقات مع ليبيا إلى كامل مستوياتها. وقال مدبولي "وقعنا عددا من مذكرات التفاهم المهمة مع الجانب الليبي، ومستعدون من خلال الشركات المصرية على مد يد العون للأشقاء في ليبيا". وتابع أن "هذه أول زيارة منذ فترة طويلة لرئيس وزراء مصري إلى ليبيا (...) سنعيد مستوى العلاقات المشتركة إلى أفضل مستوياتها في أقرب وقت". وأبدى رئيس الوزراء المصري دعم بلاده للسلطة السياسية الجديدة لتحقيق الاستقرار، وفي طريق إقامة الانتخابات المقبلة. وفي القاهرة، أعلنت رئاسة الوزراء المصرية التوقيع على 11 وثيقة لتعزيز التعاون الثنائي بين مصر وليبيا في مجالات مختلفة. وتضمنت وثائق التعاون المشترك مذكرة تفاهم بشأن التعاون الفني في مجال المواصلات والنقل، وأخرى بشأن التعاون في تنفيذ مشروعات الطرق والبنية التحتية، وثالثة في المجال الصحي. كما وقعتا مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجال القوي العاملة، ومذكرة تفاهم بشأن الاستثمار في مجال الكهرباء. وتضمنت وثائق التعاون أيضاً التوقيع على ثلاث اتفاقيات في مجال تطوير الكهرباء. كما تم التوقيع علي مذكرة تفاهم بشأن الربط الدولي للاتصالات، وثانية بشأن رفع السعات الدولية في منظومة الألياف البصرية، وأخرى في مجالات التدريب التقني وبناء القدرات. وكان الدبيبة قد زار مصر في 18 فبراير الماضي، والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه. وأكد الدبيبة، خلال اللقاء مع السيسي، أن "ليبيا، حكومة وشعبا، تتطلع إلى إقامة شراكة شاملة مع مصر، بهدف استنساخ نماذج ناجحة من تجربتها التنموية الملهمة التي تحققت خلال السنوات الماضية، خاصة فيما يتعلق باستعادة الأمن والاستقرار وانطلاق عملية التنمية والإصلاح". وانتخب الدبيبة رئيسا لحكومة الوحدة الوطنية الليبية ضمن سلطة تنفيذية جديدة خلال اجتماع للأطراف الليبية المشاركة في ملتقى الحوار السياسي في جنيف برعاية الأمم المتحدة في مطلع فبراير الماضي. وستقود الحكومة الجديدة المؤقتة برئاسة الدبيبة، البلاد حتى إجراء الانتخابات المقررة في نهاية العام الجاري. وعانت ليبيا من فوضى أمنية وصراع على السلطة منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي في العام 2011، لكن يسودها في الوقت الحالي وقف لإطلاق النار برعاية الأمم المتحدة منذ أكتوبر الماضي.