داخل المنظومة النجم ليس شخصا، النادي وحده فوق الكل.. هذا هو شعار الأهلي الذي استخدمه في العديد والعديد من المواقف لينتصر دوما على أزمات مر بها. الأهلي في أزمة إدارية؟ ربما. هي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة بأي حال. لكن عبر تاريخ النادي كانت إدارة القلعة الحمراء تعرف دائما كيف تخرج من تلك الأزمات. يقدم FilGoal.com بعضا من أكبر الأزمات التي مر بها الأهلي إداريا، وكيف نجح النادي في الخروج منها منتصرا. قصص تحكي كيف كان المسؤولون عن الأهلي يدركون قيمة الشعار الذي يرفعوه دوما داخل ناديهم.. الأهلي فوق الجميع.. فوق جميع أبناءه.. رئيسا وإدارة ومسؤولين ولاعبين. قصص يحكيها رموز القلعة الحمراء لـFilGoal.com. تلتف وتأتي تحت مظلة عنوان كبير، حول مقولة تاريخية لأيقونة القلعة الحمراء صالح سليم الأهلي فوق الجميع. الحلقة الأولى عن صالح سليم. عن صدام مع نجوم الفريق يتقدمهم محمود الخطيب وعن فريق التلامذة.. -- صيف 1985.. الأهلي يستعد لملاقاة الزمالك في ربع نهائي كأس مصر.. أزمة حادة تنشب بين مجلس إدارة الأهلي برئاسة صالح سليم والجهاز الفني للفريق بقيادة محمود الجوهري.. وعلى إثرها يصدر النادي قراراً بإيقاف 16 لاعباً لأجل غير مسمى، وخوض مباراة الزمالك بفريق الشباب تحت 20 و18 سنة.. ما الذي حدث.. وكيف اتخذت الإدارة هذا القرار؟ كل ما يلي على لسان نجم الأهلي وقتها والمدير الفني السابق لمنتخب الشباب ربيع ياسين.. يرويها لـFilGoal.com: -- في صيف 1985 نشب خلاف ضخم بين رئيس النادي صالح سليم والمدير الفني للفريق الأول محمود الجوهري بسبب المهاجم محمد عباس. الجوهري كان مصراً على عودة عباس للمران بعد خروجه من أزمة تسببت في القبض عليه، فيما كان صالح سليم رافضاً تماماً لهذا الموقف ولعودة عباس للفريق. في هذا الوقت كان ثمانية من كبار لاعبي الفريق متواجدين في المغرب في معسكر المنتخب استعدادا للقاء المغرب في تصفيات مونديال 1986. اجتمع بنا محمود الخطيب أنا ومصطفى عبده ومجدي عبد الغني وعلاء ميهوب وأيمن شوقي وبقية الكبار الموجودين في المعسكر ليسألنا عن موقفنا من هذه الأزمة، واتخذنا قراراً بمساندة الكابتن الجوهري في موقفه. لدى عودتنا للقاهرة اجتمعنا بالجوهري وأخبرناه بقرارنا.. رفضه وقال لنا لا علاقة لكم بالأمر. طلبنا منه أن نتدرب معه خارج النادي لو لزم الأمر ورفض هو تماماً، وطلب منا الامتثال لأوامر رئيس النادي صالح سليم، لكننا أصررنا على موقفنا. حينما عرف صالح سليم بالأمر اتخذ قراراً فورياً بإيقافنا جميعاً. بالرغم من أنني تضررت من هذا الأمر إلا أن هذا القرار كان هو الأفضل في تاريخ الأهلي. القرار الأفضل في تاريخ الأهلي هذا القرار كان تجسدياً لقيم ومبادئ الأهلي العريقة وساهم في تكوين شخصية النادي التي عرفها عبر تاريخه. الأهلي اتخذ قراراً بإيقاف كل كبار الفريق بالرغم من أنه سيلاقي الزمالك بنجومه وقتها فاروق جعفر وكوارشي.. لكن إرساء المبدأ كان أهم مائة مرة من الخسارة. اجتمع الجوهري وقتها بصالح سليم ليطلب منه ان يتقدم اللاعبون باعتذار مكتوب ويعودوا للمران لكن صالح رفض الأمر تماماً.. ليوافق الجوهري على خوض المباراة بتشكيلة من فريقي تحت 20 و18 سنة. كانت المفاجأة لنا حتى كلاعبين أن هذا الفريق نجح في هزم الزمالك بثلاثة أهداف لهدفين وتأهل لنصف نهائي الكأس. في هذا الوقت كنا قد عرفنا خطأنا.. احترمنا القرار واعترفنا بالخطأ الفادح الذي ارتكبناه، ووافقنا على قرار النادي. قيمة الأهلي هنا عرفنا قيمة أن يكون هناك رجل وإدارة تحافظ على إسم النادي ومبادئه. هنا علمنا أن قيمة الأهلي أعلى منا كلاعبين. وتعلمنا الدرس. في وجود صالح سليم لم يكن أي لاعب مهما كانت قيمته يجرؤ على الاعتراض.. كان إسم الأهلي وحده أكبر وأقوى من كل اللاعبين. في مباراة نصف النهائي عاد أربعة لاعبين منا. أنا وطاهر أبو زيد وعلاء ميهوب ومجدي عبد الغني.. فزنا على الترسانة، ثم هزمنا الإسماعيلي في النهائي بهدف وفزنا بالكأس.. لكن الأهم أننا فزنا بأنفسنا وعرفنا قيمة القرار الذي اتخذه النادي. لم يكن هناك شخص في العالم قادر على اتخاذ هذا القرار سوى صالح سليم.. كان المبدأ أهم من الفوز على الزمالك وأهم من البطولة. 2015 هل لو كان صالح سليم على قيد الحياة كان يمكن أن يحدث ما حدث في مباراة نهائي الكأس الأخيرة وأن يضع النادي في هذا الموقف وقت تسلم الميداليات؟ بالطبع لا. لم يكن أحد سيجرؤ أن يهين إسم رئيس الأهلي. وبالتالي لم يكن هذا الموقف ليحدث من الأساس.