وسط أجواء احتفالية غمرت الشوارع، وبهجة حلت بنفوس العوام مع ظهور هلال الشهر الفضيل، استقبل المصريون رمضان بعد شوق طويل، ففيه، تفرض النفحات الطيبة ألفة وودًا على الجميع، كما يجد البعض ضالتهم فيه بكسب قوت يومهم، وبين هذا وذاك، تكتسي هذه المظاهر بصبغة إيمانية وروحانية جميلة. ورغم تزين الشارع المصري بكل ما هو طيب خلال شهر رمضان، مازال كثيرون في حيرة من بعض الأمور، التي تشغل بالهم في مثل هذا التوقيت من كل عام، وهو ما يحاول «المصري لايت» الإجابة عنه على مدار 30 يومًا. ومن بين الأمور المثيرة للاهتمام، خاصة بالنسبة للمصابين بأمراض الصدر، هو حقيقة إفساد البخاخة للصيام، حال استخدامها في نهار رمضان، وهو ما تناوله الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق. فقال «جمعة»، في الفتوى التي حملت رقم (362): «البخاخة آلةٌ يستخدمها مريض الربو، بها دواء سائل مصحوب بهواء مضغوط بغاز خامل، يدفع الدواء من خلال جرعات هوائية يجذبها المريض عن طريق الفم، فيعمل كموسع قصبي تعود معه عملية التنفس لحالها الطبيعي». وتابع: «استعمال هذه البخاخة يفسدالصوم، لأن فيها إيصالًا لهذا السائل على هيئة رذاذ له جرم مؤثر إلى الجوف عن طريق منفذ منفتح وهو الفم، وليس صحيحًا ما يُقال من أنه مجرد غاز، بل هو غاز مصحوب برذاذ الدواء». وحال ضرورة استعمال البخاخة في نهار رمضان، كشف «جمعة»: «للمريض الذي لا يستغني عن هذه البخاخة في شفائه أن يفطر، بل إذا كان يخشى على نفسه الهلاك إن لم يستخدمها طوال النهار فإن الفطر واجب عليه شرعًا، حتى لو طال ذلك أو استدام معه، فإذا علم من أهل الخبرة في الطب أن مرضه هذا لا يرجى برؤه وجب عليه إخراج الفدية، وهي أن يُطعم عن كل يوم مسكينًا». وتابع: «فإذا كان المصاب برئ من مرضه وقدر على الصيام لم يجب عليه القضاء، وكفته الفدية التي أخرجها قبل ذلك؛ لسقوط الصوم عنه حينئذٍ وعدمِ مخاطبته به، حيث إن الفدية على الأصح واجبةٌ في حقه ابتداءً لا بدلًا عن الصيام».
مشاركة :