ابرمت مجموعة بوينغ الاميركية للصناعات الجوية صفقات مع مجموعة من الشركات الصينية لبيع 300 طائرة وفتح مركز للتشطيب في الصين، بحسب ما اعلنت وسائل اعلام الاربعاء. وتدل هذه الصفقة الضخمة، التي لم تؤكدها مجموعة بوينغ على الفور، على الاهمية الحيوية للسوق الصينية رغم تباطؤ النمو الذي يهدد بالحد من توسع النقل الجوي. واعلنت وكالة انباء الصين الجديدة ان شركة الطائرات التجارية كوماك المملوكة من الدولة توصلت الى اتفاق مع بوينغ لاقامة مركز للاعمال النهائية لطائرات الرحلات المتوسطة بي737 في الصين. وهذا القرار يمثل خطوة لبوينغ للدخول الى السوق الصينية حيث منافستها الاوروبية ايرباص تمتلك مصنعا. ولم يشر تقرير الوكالة الصينية، ومصدر سياتل حيث بدأ الرئيس شي جينبينغ زيارته، الى اي تفاصيل حول قيمة هذه الصفقة او النماذج التي اشترتها مجموعة الشركات الصينية. ووصف محلل الطيران شكور يوسف الصفقة بأنها اكبر صفقة يقوم بها بلد في التاريخ. ومن المقرر ان يزور شي مصنع بوينغ الرئيسي في واشنطن الاربعاء. وقال رئيس شركة بوينغ جيم ماكنيرني في بيان الاسبوع الماضي ان سوق الطيران المتنامية بسرعة في الصين تلعب دورا حاسما في نجاحنا الحالي والمستقبلي. واكدت شركة كوماك الصينية لوكالة فرانس برس انها ستنشئ مصنعا مشتركا مع بوينغ مهمته القيام بالاعمال النهائية الداخلية والطلاء وخدمات التسليم للمستهلكين الصينيين. وقالت الشركة الصينية في بيان ان هذا يدل على رفع التعاون بين بوينغ والشركة الصينية الى مستوى عال. وتأتي هذه الصفقة ترجمة لأصداء النموذج الجديد للعلاقات بين البلدان الرئيسية وهي العبارة التي يستخدمها المسؤولون الصينيون لتوصيف العلاقات مع الولايات المتحدة، للاشارة الى التكاقؤ بين القوتين. قالت بوينغ الشهر الماضي في توقعاتها السنوية للسوق الصينية الحالية انه من المتوقع ان تدخل الصين 630 طائرة جديدة بقيمة 950 مليار دولار الى اسطولها التجاري بحلول العام 2034. وقال المحلل محسن عزيز لوكالة بلومبرغ ان الطبقة الوسطى الناشئة في الصين تساعد على تعزيز الطلب، مضيفا ان معظم الطائرات المطلوبة ستكون إضافية وعددا قليلا جدا سيكون للاستبدال. وسيكون مصنع الاعمال النهائية لطائرات الرحلات المتوسطة بي737، اول مركز لبوينغ خارج الولايات المتحدة. وتملك منافستها الاوروبية ايرباص مركزا للاعمال النهائية لطائرات الرحلات المتوسطة ايرباص 320 في مدينة تيانجين الساحلية الشمالية، وتخطط لافتتاح مركز جديد لطائرات الرحلات الطويلة اي 330. لكن هذه الخطوة قد تثير جدلا لبوينغ في الولايات المتحدة. وقال راي كونر، الرئيس التنفيذي لطائرات بوينغ التجارية في مذكرة للموظفين الثلاثاء انها لن تؤدي الى تسريح عمال من مصنع واشنطن، بحسب ما نقلت بلومبرغ. وقال تقرير صادر عن شنغهاي سيكيوريتيز نيوز الثلاثاء انه تم بالفعل عرض خطط لاقامة منشأة بوينغ في اقليم تشيجيانغ الشرقي الى الحكومة المركزية للموافقة عليها. واشار شكور الى ان الصين انفردت في ان طلباتها اتت من الحكومة وسيتم توزيع الطائرات في ما بعد على خطوط الطيران وشركات التأجير. وقال لوكالة فرانس برس لنقولها ببساطة، انها مقايضة. واضاف تشتري الصين 300 طائرة بوينغ وتبني بوينغ مصنعا لديها في المقابل. واعتبر شكور ان الصين تستفيد من المنافسة بين بوينغ وايرباص للحصول على الافضل من كلا الشركتين لتطوير صناعة طائراتها الخاصة. ولم يتضح على الفور ما اذا كانت جميع الطائرات الـ300 التي ذكرتها وكالة الانباء الصينية جديدة. لكن احد المشترين، بنك الصين للتنمية، قال في بيان انه وقع اتفاقا لشراء 30 طائرة بوينغ من جيل 737-800 القادم، بقيمة ثلاثة مليارات دولار.
مشاركة :