لم يحدث أن ركن الهلاليون إلى بطولة نالوها أو إنجاز حصلوا عليه ولم يحدث أن تنازلوا عن هذه الثقافة، ولكن الذي يحدث هذا الموسم حتى الآن يوحي لنا بأن الفريق قد ركن لما غنم من بطولات الموسم المنصرم فأفل نجمه وخفت بريقه حتى أصبح فريقاً هشاً متهالكاً مملاً لا تكاد تستطيع اكمال مشاهدة مبارياته لسوئه وبطء رتمه قرنها بتردي نتائجه كذلك. أتذكر جيداً تصريحاً لرئيس مجلس الإدارة الأستاذ فهد بن نافل عندما سُئل عن إمكانية تطعيم الفريق بلاعبين جدد فأجاب: هؤلاء اللاعبون هم من حصلوا على دوري أبطال آسيا والدوري وكأس الملك ولا مبرر للتغيير.! حينها أوجست خيفة من هذا التصريح وتنبأت بتردي النتائج وهذا ما حدث، في عالم كرة القدم لا بد من سياسة الإحلال والإبدال كي تستمر المنظومة بالعمل لاسيمّا بعد جني البطولات بشكل متتالي لأن بعض اللاعبين يصابون بالتشبع وبعضهم يُستهلك وييتراجع مستواه ولا يعد يملك ما يُقدمه للفريق، ولكن الإدارة لم تعي هذه النقطة تحديداً فتردت نتائج الفريق بشكل مخيف فتلقى الهزائم تتراً (من الوحدة، ضمك، أبها، الفتح، الاتحاد، النصر في لقاءين) فخسر كأس السوبر وخرج من كأس الملك وفرّط بالصدارة في الدوري، ومسألة تجريده من لقبه في الدوري وخروجه من دوري الأبطال مسألة وقت إن استمر على هذه الفوضى الفنية والعبث الإداري، ويبدو أن هذه الإدارة عاجزة تماماً عن إيجاد الحلول ورأب الصدع وسد الخلل، فنقول لها بأنه لا يضيرها ولن يقلل من قدرها إن استعانت بالخبراء الفنيين والإداريين المخلصين أمثال طيبو الذكر نواف بن سعد، سامي الجابر ونواف التمياط، لما يتمتعون به من قدرات إدارية وفنية عالية ولما يملكون من خبرات متراكمة يستطيعون معها انتشال الفريق من وضعه المأساوي وشكله الفني الذي يدعو للشفقة، المهم تدارك ما تبقى من هذا الموسم الآيل للنسيان.. والمسؤولية تقع على عاتق مسيري النادي في البحث منذ الآن عن جهاز فني كفؤ ومتمكن وليس بالضرورة أن يكون عالمياً فلقد مل الجمهور من هذه الإسطوانة المشروخة فيكفي أن يكون مدرباً مناسباً للفريق وقدراته العالية ومنتمياً للمدراس التي تتكيف معه كالمدرسة اللاتينيه أو الرومانية على سبيل المثال لا الحصر ولا مجال للتأخير أو التوسيف في هذا الملف المهم فهو الأهم لأن الجهاز الفني هو من سيختار اللاعبين الأجانب والمحليين وهذا سيحتاج لوقت طويل وبحث مضنٍ وتمحيص عالٍ وبناء عليه سوف يتأخر الإعداد والتجهيز الموسم التالي وبالتالي سيتكرر سوء النتائج موسماً آخر. كذلك يجب أن يطال التغيير الموسم القادم الجانب الإداري فسعود كريري يظهر أنه ليس بالرجل المناسب حالياً والقادر على احتواء الفريق، ويكفي ما قدمه المواسم المنصرمه مشكوراً ولا بد من استبداله بمدير كرة يستطيع انتشال الفريق ذهنياً على الأقل في حال الإخفاق فنياً. أيضاً فهد المفرج الرجل المخلص والمتفاني لم يأل جهداً في خدمة النادي وقدم فوق ما يستطيع ولكن سنة الحياة تتطلب تبديل الأسماء وبقاء المناصب فالرجل قدم وضحى بجهده ووقته وأزف الوقت لرحيله واعطاء الفرصة لغيره. الجمهور الهلالي الكبير عُرف بأنه وفيٌ لا ينسى جهد من خدم النادي ويقدر كل شخص قدم ما يستطيع وفق امكانياته ولن يطالبه بفوق ما يملك من قدرات ولكنه بذات الوقت لا يرضى بالتقاعس والتهاون وإظهار فريقهم بمظهر لا يليق به وهو بطل آسيا الأول وسيطالب مرة بعد مرة بتحسين صورة الفريق وسيطالبه بالقتال للحصول على الدوري وتجاوز مرحلة المجموعات في دوري أبطال آسيا وبعد انتهاء الموسم لكل حاثٍ حديث إن شاء المولى، الكرة الآن في ملعب الجهاز الإداري واللاعبين فقط فيجب التركيز على الجانب النفسي بشحذ همم اللاعبين ومطالبتهم بتقدم كل ما يملكون من قدرات لتجاوز هذه المرحلة الحرجة فالموسم على مشارف الإنتهاء والحديث عن الجانب الفني مع هذا الجهاز الضعيف فنياً لن يجدي ولن ينفع. خاتمة: لا يليق بزعيم آسيا أن يخرج من هذا الموسم خالي الوفاض بعد موسم الثلاثية التاريخي وإن حدث فلن يقبل الجمهور به ولن يرتضي بغير الدوري وتجاوز المجوعات في آسيا حتى يغفر للإدارة أخطاءها هذا الموسم. الهلال - عدسة المركز الإعلامي بالهلال
مشاركة :