أبرز مسلسل «الاختيار- 2» مشهد اغتيال ضابط الأمن الوطني المصري المقدم محمد مبروك على يد عناصر تنظيم داعش الإرهابي الذي ضم عناصر من جماعة الإخوان، لمنعه من الإدلاء بشهادته في قضية خيانة الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي بعد تهريب وثائق تخص الأمن القومي المصري للخارج، بعد خيانة ضابط شرطة من أصدقائه بالإدلاء عن مواعيد تحركاته وخط سيره بعد حصوله على مبلغ مالي كبير مقابل ذلك من جماعة الإخوان. وبحسب شهادة ضابط الشرطة المتقاعد محمد عبدالمنعم، صديق الشهيد محمد مبروك، فإن الشهيد مبروك تخرج من الدفعة الـ 95 شرطة، ويفخر صاحب الشهادة بأنه أحد أبنائها، موضحاً أن آخر جملة سمعها من مبروك كانت في 5 ديسمبر 2012، عندما قال: «هايغتالونا بس مش مهم، المهم يكون سبب موتنا يشرف»، مشيراً أن ما قاله مبروك حدث بالحرف الواحد. وأضاف عبدالمنعم في شهادته: «لن أخوض في وصف مبروك لأني لن أوفيه حقه، فكان نعم الأخ، والصديق»، مستطرداً في وصف الضابط الخائن الذي مد الإرهابيين بخط سير وتحركات مبروك، وهو محمد عويس، مشيراً إلى أن اسمه سيذكره التاريخ بالعار، والتجسيد الفعلي لمعاني الخسة والنذالة، وخيانة مواثيق الصداقة والأمانة. وأوضح عبدالمنعم: «كان عويس دفعة 95 شرطه، نفس دفعة الشهيد محمد مبروك، ودفعتنا اللي كلها متبرئه منه، وكان معنا في نفس السرية من أول سنة بكلية الشرطة، وظلت الصداقة حتى خيانته، واغتيال مبروك»، مضيفاً: «رغم أن الخيانة لا مبرر لها سوى الخسة والنذالة، لكن حتى لو مبررها الملايين التي حصل عليها عويس، فهو من أسرة ميسورة الحال، ووالده تاجر رخام شهير، ويملك ورشة ومصنعا كبيرا بجسر السويس، تنقل بين وحدات وقطاعات وزارة الداخلية من قسم شرطة عتاقة إلى المباحث الجنائية، إلى قسم شرطة الأربعين، وقوات أمن السويس مرورا بشرطة المرافق، وتدرج حتى ترأس وحدة مرور الأميرية ثم وحدة مرور نادي القضاة بشارع شامبليون، نظرا لحساسيتها بناء على ترشيح من رؤسائه، إلى أن ترأس وحدة تراخيص مرور القطامية حتى القبض عليه والتحقيق معه». يصف صديق الشهيد مبروك الضابط الخائن بأنه لم يكن ملتزما دينيا ولا سلوكياَ حتى وفاة والده في 20 مايو 2005، وقتها قرر التوقف عن شرب الخمر، وبدأ في الصلاة بشكل متقطع، وكان يشجعه على ذلك زميل له بإدارة التخطيط والبحوث في الشرطة. ويستطرد: بدأ حضور دروس لأحد مشايخ الفكر السلفي الجهادي ويدعى محمد حلمي بشقة صديق له يدعى تامر العزيزي بجوار كنيسة سانت فاتيما في مصر الجديدة، ثم تلقى دروسا على يد شخص يدعى الشيخ نشأت أحمد، والشيخ خالد أبو شادي كان يعقدها في مسجد الإيمان بمكرم عبيد أسبوعيا بعد صلاة المغرب، خالد أبو شادي كان صهراً لنجله الإرهابي خيرت الشاطر، وكانت الدروس تتحدث عن كيفية تطبيق الشريعة الإسلامية في صورة قوانين وأن الحدود لا تمثل سوى 2% فقط من الشريعة، وأن بعض أجزائها كانت مطبقة بالفعل في عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك. ولفت صديق الشهيد مبروك إلى أن الضابط الخائن شارك في النزول بجمعة الشريعة والشرعية التي سمتها وسائل الإعلام بجمعة «قندهار» التي كانت تطالب بتطبيق الشريعة، معترفا في التحقيقات بأنه ركب الموجة بعدما لاحظ صعود التيار الأصولي ووصوله لسدة الحكم، ورغبة منه في ألا يطاح به في حركة تطهير الداخلية التي أعلن عنها حينها، ثم تم إلقاء القبض عليه بعد أن توصلت التحريات إلى أنه هو من أرشد المتهمين في تنظيم بيت المقدس الإرهابي، على خط سير«مبروك»، ورقمه الكودي ومحل إقامته، ليسهل عليهم اغتياله وذلك في القضية رقم 25 لسنة 2014 جنايات أمن الدولة العليا، المعروفة باسم أنصار بيت المقدس. وأشار إلى التحريات أثبتت اشتراكه إيجابيا في اعتصام رابعة، وبمواجهته بذلك في التحقيقات أمام النيابة اعترف بارتكابه هذه الجرائم. وفي 2 مارس 2020، قضت محكمة جنايات أمن الدولة، بإعدام محمد عويس و36 آخرين من العناصر التكفيرية.
مشاركة :