مفاوضات فيينا تقترب من العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران مكتب واشنطن - علم من مصدر مطّلع على مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي الإيراني أن المفاوضات الجارية بين طهران من جهة ومجموعة الدول المنخرطة في الاتفاق ستنتهي إلى العودة بشكل كامل إلى بنود الاتفاق المبرم في العام 2015. و أفاد مسؤول أميركي رفيع أن بلاده أطلعت إيران على تفاصيل بشأن العقوبات التي هي على استعداد لرفعها في إطار العودة إلى الاتفاق النووي. وتأخذ الولايات المتحدة وإيران استراحتهما الثانية من المحادثات غير المباشرة في فيينا الهادفة إلى إحياء الاتفاق النووي بعد انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب منه. وقال المسؤول الأميركي حول المحادثات الأخيرة التي يقودها الاتحاد الأوروبي “هذه المرة دخلنا في تفاصيل أكثر”. وأضاف “قدمنا إلى إيران عددا من الأمثلة تتعلق بنوع العقوبات التي نعتقد أننا سنحتاج إلى رفعها من أجل العودة إلى السكة، والعقوبات التي نعتقد أننا لن نحتاج إلى رفعها”. وتابع “أعطيناهم أمثلة كثيرة…. أعتقد أن لديهم الآن رؤية واضحة حول العقوبات التي نعتقد أن في الإمكان رفعها، والتي لن نلغيها”. ولم يؤكد المسؤول أو ينفي المعلومات التي أوردتها صحيفة وول ستريت جورنال وفيها أن الوفد الأميركي أبدى استعدادا لرفع عقوبات اتخذتها إدارة ترامب ضد القطاعين النفطي والمالي، على أساس اتهامات بالإرهاب موجهة إلى إيران. لكنه لفت إلى أن الولايات المتحدة تطرقت أيضا إلى فئة ثالثة وصفتها بأنها “حالات صعبة”، في إشارة ربما إلى عقوبات فرضها ترامب لا تتعلق بالأنشطة النووية، لكن “كان هدفها فقط منع” بايدن من العودة إلى الاتفاق. ومارست إيران ضغوطا على واشنطن لرفع جميع العقوبات المفروضة في عهد ترامب مقابل عودتها عن خطوات تخلت فيها عن التزامات بموجب اتفاق 2015. وقال المسؤول الأميركي إن الولايات المتحدة وإيران لم تدخلا بعد في التفاصيل بشأن مسألة من يبدأ أولا، لكنه أضاف “نحن منفتحون على أنواع مختلفة من آليات التسلسل التي تتوافق مع مصلحتنا”. وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني أعرب في وقت سابق عن تفاؤله، قائلا إن المفاوضات حققت “تقدما بنسبة من 60 إلى 70 في المئة”. ومع رفض إيران التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، يجول المسؤولون الأوروبيون بين الطرفين. ويعقد دبلوماسيون من بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وإيران وروسيا اجتماعاتهم في فندق فاخر في فيينا، بينما يشارك دبلوماسيون أميركيون في المحادثات بشكل غير مباشر من فندق قريب. ويشكّل الاتفاق على العقوبات التي سترفعها واشنطن إحدى أبرز النقاط الشائكة في المفاوضات، وكذلك مسألة عودة الإيرانيين إلى احترام كامل لالتزاماتهم الواردة في الاتفاق. وفي المقابل تسعى دول إقليمية إلى تضمين الاتفاق الجديد بنودا تتعلق بالصواريخ الباليستية الإيرانية التي تنهال على أراضي المملكة العربية السعودية من مقاتلي أنصار الله في اليمن المدعومين والممولين من الحرس الثوري الإيراني، وكذلك ملف الميليشيات الإيرانية العابرة للحدود التي هي رأس حربة تقويض الاستقرار في دول الجوار والتي تمد الحوثيين في اليمن بالخبراء والسلاح لضرب المنشآت الحيوية والنفطية في المملكة دونما حسيب ولا رقيب. وفي تل أبيب تشعر الحكومة الإسرائيلية بقلق بليغ إزاء عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي دون تعديل على بنوده وتحاول بشكل حثيث إقناع إدارة جو بايدن بعدم تخفيف الضغط على طهران.
مشاركة :