نجحت مروحية “إنجينويتي” المصغّرة، التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، في تنفيذ طلعة ثانية في أجواء المريخ، وفق ما أعلنته الوكالة، انطوت على مخاطرة أكبر من الطلعة التاريخية التي جرت الاثنين الماضي، وأصبحت بذلك أول مركبة مزودة بمحرك تحلّق فوق كوكب آخر. وأشارت “ناسا” في بيان إلى أن هذه الطلعة استغرقت 51.9 ثانية، في حين لم تدم طلعة الاثنين سوى 39.1 ثانية. وشهدت الطلعة الثانية مجموعة “تحديات جديدة” ميّزتها عن الأولى، أبرزها تحليقها على ارتفاع أعلى وبقاؤها مدة أطول في الجو وتنفيذها حركات جانبية. وأقلعت “إنجينويتي” في الساعة 09:33 بتوقيت غرينيتش، وارتفعت إلى علو خمسة أمتار بعدما كانت في الطلعة السابقة توقفت عند مستوى ثلاثة أمتار. ونفذت المروحية حركة جانبية للمرة الأولى، محققة بذلك اثنين من طموحات “ناسا”. تحديات كبيرة وأوضح هافارد غريب، أحد طياري “إنجينويتي” مِن بُعد: “يبدو الأمر بسيطاً لكن ثمة الكثير من الأمور المجهولة حول كيفية قيادة مروحية على المريخ، لهذا السبب نحن هنا للعثور على إجابات عن هذه الأسئلة”. أما كبير مهندسي المشروع بوب بالارام، فلاحظ أن البيانات الواردة تشير إلى أن هذه الطلعة الثانية “كانت على مستوى التوقعات”. وأضاف: “أصبح في رصيدنا طلعتان فوق المريخ، ما يعني أن ثمة الكثير لنتعلمه هذا الشهر من خلال المروحية”. وقالت رئيسة مشروع المروحية، ميمي أونغ، إنه من المقرر إجراء المزيد من الطلعات الجوية، ولكنها أشارت إلى أن “العمر الافتراضي” للمروحية “تحدده الطريقة التي تهبط بها” في كل مرة. ومهما حصل فستتوقف تجربة “إنجينويتي” بعد شهر أو أقل، لتتيح للعربة الجوالة “برسيفرنس” التفرغ لمهمتها الرئيسية، المتمثلة في البحث عن آثار قديمة للحياة على المريخ.
مشاركة :