عقيل الحلالي (صنعاء) شن طيران التحالف العربي، أمس الأربعاء، غارات على مواقع للمتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في صنعاء وعدد من مدن اليمن، فيما تعهد الرئيس عبدربه منصور هادي لدى ترؤسه، الليلة قبل الماضية، أول اجتماع للحكومة بعد ساعات على عودته إلى عدن (جنوب)، باسترجاع عاصمة البلاد «رغم أنف القوى الظلامية والمتخلفة»، في إشارة للمتمردين الذين يسيطرون على المدينة منذ عام. وشنت مقاتلات التحالف، صباح أمس، غارات على معسكر الصيانة التابع للجيش اليمني الموالي للمتمردين في حي «الحصبة» شمال العاصمة صنعاء، واستهدفت في القطاع نفسه موقعا عسكريا بالقرب من مبنى التليفزيون الحكومي في حي «الجراف». كما أغارت مقاتلات التحالف على مواقع للمتمردين الحوثيين وقوات صالح في بلدتي «بني حشيش» و«بني مطر» شرق وغرب العاصمة اليمنية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بحسب مصادر عسكرية ومحلية. كما قتل ثمانية متمردون وأصيب آخرون في غارة جوية استهدفت جسرا حيويا ونقطة تفتيش تابعة للحوثيين في بلدة «شرس» القريبة من مدينة حجة شمال غرب البلاد. وطال القصف الجوي للتحالف أيضاً مواقع وتجمعات لمتمردي صالح والحوثي في مدينة تعز الواقعة جنوب غرب البلاد وتشهد منذ أبريل معارك عنيفة بين المتمردين والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي. واستهدفت الغارات على تعز معسكر قوات الأمن الخاصة الخاضع لسيطرة الحوثيين، وتجمعات مسلحة في منطقة «بير باشا» شمال المدينة حيث احتدمت المواجهات المسلحة بين المتمردين والمقاومة الشعبية مخلفة عشرات القتلى والجرحى من الجانبين ومدنيين. وقال مصدر في المقاومة الشعبية أن ستة مدنيين قتلوا وأصيب آخرون، بينهم طفلتان، أمس، عندما انفجر لغم أرضي زرعه المتمردون لدى مرور السيارة التي كانت تقلهم في منطقة «الضباب» غرب تعز. وأكد المصدر مقتل سبعة مدنيين، الثلاثاء، في قصف عشوائي للمتمردين على الأحياء السكنية في تعز، مشيرا إلى مصرع 19 متمردا حوثياً وعنصرين من المقاومة الشعبية في مواجهات متفرقة بالمدينة خلال الثماني والأربعين الساعة الماضية. وفي مأرب شرق البلاد، تواصلت المواجهات المسلحة بين المتمردين الحوثيين وقوات صالح، من جهة، والقوات الحكومية المسنودة برا وجوا من التحالف العربي، من جهة ثانية. وقصفت مقاتلات التحالف تجمعات للمتمردين وقوات صالح في جنوب غرب مدينة مأرب، وخلفت غارة جوية على تجمع لهم بالقرب من سد مأرب التاريخي قتلى وجرحى في صفوفهم. إلى ذلك، تعهد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي بتحرير العاصمة صنعاء وبقية مدن البلاد من سيطرة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وترأس هادي الليلة قبل الماضية في مدينة عدن الجنوبية اجتماعا للحكومة اليمنية التي يرأسها نائبه خالد بحاح، وذلك بعد ساعات على عودته إلى المدينة بعدما امضى ستة اشهر في السعودية التي لجأ اليها بسبب الحرب في بلاده. واستعادت حكومة هادي السيطرة على مدينة عدن منتصف يوليو بدعم عسكري كبير من قوات التحالف العربي، ونجحت في أغسطس في دحر المتمردين الحوثيين وقوات المخلوع صالح من كافة مدن الجنوب التي احتلوها في مارس. وقال هادي خلال الاجتماع: «نحن اليوم في عدن، وغدا في تعز، وبعده سنكون في العاصمة صنعاء، وسيعم الأمن والاستقرار والوئام ربوع الوطن اليمن رغم أنف القوى الظلامية والمتخلفة». وأشاد الرئيس اليمني بجهود الحكومة الهادفة لاستعادة الأمن والسكينة العامة في عدن، ووجهها بسرعة العمل على إعادة تأهيل البنية التحتية للمدينة، واستئناف عمل مؤسسات الدولة من عدن باعتبارها العاصمة المؤقتة للبلاد منذ أواخر مارس. كما أكد ضرورة معالجة مخلفات الحرب في عدن والمدن الأخرى المحررة، واستيعاب عناصر المقاومة الشعبية في المؤسستين العسكرية والأمنية، واستكمال معالجة الجرحى من مدنيين وعسكريين. وقام هادي، أمس الأربعاء، بزيارة تفقدية واستطلاعية لمدينة عدن تفقد خلالها أوضاع الخدمات الكهربائية في محطة الحسوه الكهروحراريه بمدينة الشعب (غرب). وجاءت زيارة هادي للمحطة الكهربائية غداة تقارير إعلامية نشرتها صحف ومواقع تابعة للمخلوع صالح تحدثت عن انطفاء الكهرباء في عدن بعد ساعات على عودة هادي لعدن. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ»، أن هادي أظهر ارتياحه إزاء عمل المحطة «رغم الوضع الاستثنائي الذي تمر به المحطة خاصة والوطن بشكل عام»، مؤكدا أن «الظروف التي يمر بها الوطن ستنفرج في القريب العاجل وعلى مختلف المستويات». ووجه الجهات المختصة بتذليل كافة الصعوبات لاستقرار الخدمات الكهربائية واحتياجات البنى التحتية التي طالتها الدمار والخراب من قبل الميليشيا الانقلابية. وقال مدير المحطة الكهربائية إنه سيتم خلال ساعات رفع الطاقة الكهربائية للمحطة من 50 إلى 70 ميجاوات. وقال مسؤول في المقاومة اليمنية، أمس، إن عودة هادي «تمهد الطريق لتحرير يشمل كافة مدن البلاد» التي يسيطر عليها الحوثيون. وأضاف عبدالواحد حيدر، الناطق باسم فصائل المقاومة في محافظة إب (وسط): «عودة رئيس الجمهورية يعد يوما تاريخياً له ما بعده، وتحولًا نوعياً في أداء المقاومة الشعبية، ورسالة واضحة تنذر باقتراب نهاية الانقلاب والانقلابيين». ... المزيد
مشاركة :