كانت الأندية على موعد مع كتابة تاريخ جديد في سجل مشاركاتها في دوري الخليج العربي من خلال تحطيم الأرقام القياسية التي حققت من قبل سواء إيجابياً من خلال الحفاظ على سلسلة نتائج إيجابية، أو عبر تجرع مرارة الهزائم واستمرار العقدة امام فرق أخرى. بعيداً وقبل الحديث عن لغة الأرقام والحسابات، فقد جاءت المرحلة لتؤكد دخول النصر شريكاً أساسياً في صراع اللقب هذا الموسم من خلال القوة الهجومية التي بات يمتلكها الفريق هذا الموسم. وتساوى النصر مع العين في صدارة الترتيب برصيد 9 من 9 ممكنة، وبمعدل تهديفي هو نفسه (7 مقابل 2)، بانتظار مؤجلة الأهلي الذي يمتلك بيده فرصة انتزاع القمة لو تمكن من تجاوز عقبة الإمارات لاحقاً. وفرط بني ياس والشباب في فرصة الدخول مع أهل القمة، بعدما وقعا في فخ التعادل أمام سفيري إمارة الفجيرة، الأول امام مضيفه نادي الفجيرة، والثاني أمام ضيفه دبا الفجيرة. أما اللقاء الأبرز والحدث الساخن فقد تمثل في ديربي العاصمة المجنون الذي احتضنه استاد محمد بن زايد وانتهى بفوز الجزيرة بهدف قاتل ماركة ياسر مطر الذي ضمن انتصار فخر العاصمة على الوحدة بثلاثة أهداف مقابل هدفين بعد مباراة تراجيدية. وكانت الهزيمة بطعمها المر صعبة على الوحدة والوصل، بعدما شرب كل منهما الكأس المر أمام الجار اللدود، بسقوط الأول أمام فخر العاصمة والثاني أمام العميد، ليتراجعا خطوات إلى الخلف ويتأخر كل منهما بفارق 6 نقاط كاملة عن المتصدرين. الديربي بين الجزيرة والوحدة هو الحدث الأبرز في المرحلة الثالثة من عمر المسابقة، وقد شكل علامة استفهام قبل وبعد إقامته، خاصة مع السيناريو الذي انتهى إليه اللقاء الذي جاء مجنوناً في تفاصيله. كان التفوق والتألق لأصحاب الأرض في الحصة الأولى من زمن اللقاء، مع تفوق في بناء الهجمات وصنع الفرص التي ترجم الأولى فوزينيتش إلى هدف الافتتاح، قبل أن يتلقى علي مبخوت هدية من نيفيز بتمريرة قاتلة سجل منها نجم الأبيض والجزيرة هدف التعزيز. وما بين دخول اللاعبين غرفة الملابس وخروجهم منها، كان التحول حين ارتدى الوحدة المتأخر ثوب الجرأة والاندفاع مستفيداً من خروج رجال براغا من أجواء اللقاء، والاكتفاء باللعب لمدة 45 دقيقة، ليتحول العنابي إلى الطرف الأفضل من دون أن يطرق مرمى أصحاب الأرض، قبل أن يقرر علي خصيف إشعال الديربي بمنح الأرجنتيني تيغالي الهدف الأول بعد خطأ فادح. واشتعل الديربي إثارة مع نجاح الوحدة في الوصول إلى سعادة التعادل بركلة جزاء ترجمها تيغالي نفسه، لكن ياسر مطر حمل كلمة السر بتسديدة صاروخية منح بها الجزيرة الانتصار الأغلى، ووجه بها رصاصة الرحمة على الفريق العنابي الذي كان يمني النفس بالخروج ولو بنقطة من معقل جاره اللدود علها تشفي آلام الخسارة التي مني بها في الجولة الثانية أمام الشباب. 14 ديربي بلا انتصار لفهود زعبيل واصل النصر سلسلة التفوق على جاره الوصل حين استطاع تجاوز عقبة فهود زعبيل بهدفين دون مقابل، ليدخل العميد بقوة دائرة المنافسة على اللقب بعد أن تساوى في الصدارة مع العين بنفس الرصيد من النقاط والأهداف. وأثبت العميد أنه عقدة الفهود في العقد الأخير، عندما حافظ أمامه على سجله خالياً من دون خسارة للمباراة 14 على التوالي، ليبرهن الأزرق التفوق الكبير على الجار اللدود في السنوات الأخيرة. وبرهن النصر أنه يمر في حالة من التوهج والتألق لم يصل إليها الجار الذي بدا عاجزاً عن التعامل مع مفاتيح قوة المنافس . وكان وجود إيكوكو وبيتروبيا وبينهما خيمنيز مصدر قوة الفريق الأزرق الذي عرف كيفية التعامل مع مجريات الديربي، حيث أغلق منافذ العبور إلى مرماه، واعتمد على الانطلاقات السريعة. ومع وجود إيكوكو وبيتروبيا بات النصر يمتلك مفاتيح السرعة إلى جانب المهارة التي يمتازان بها وهو ما تجسد بالثنائية التي سجلت في مرمى راشد علي. أما الوصل، فقد بدا أنه خارج الخدمة، وأن مستويات الثلاثي البرازيلي الذي يراهن عليه هجوميا كان خيارا غير موفق خاصة من قبل المدرب الأرجنتيني كالديرون الذي اتخذ قرارات فنية لم تطابق حسابات المباراة الصعبة.
مشاركة :