يحيي المسلمون اليوم، في شتى بقاع الأرض، أول أيام عيد الأضحى، مبتهلين للمولى عز وجل أن يعيده عليهم باليُمن والبركات والطمأنينة، في ظل سلسلة أزمات وأحزان تعيشها المنطقة وشعوبها، تطغى على فرحتنا بالمناسبة المباركة. ملامح الحزن تخيّم على الدولة لفقدان شهدائنا البواسل في اليمن والمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ راشد بن محمد بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراه. فيما تجعل المشاهد المؤلمة، في أكثر من قطر عربي، العيد مثقلاً بالدم والألم. اللاجئون يفترشون البحر والأرض بحثاً عن العيش والحرية والأمان. والتحالف العربي يجاهد لنصرة الحق والمظلومين في اليمن، ويجود بدماء أبنائنا الطاهرة دفاعاً عن أشقائنا اليمنيين. ومصر تخوض حرباً ضروساً ضد الإرهاب. ودماء السوريين تمتزج بالبارود وبراميل النظام المتفجرة. والليبيون تحت وطأة عنف وانقسام في انتظار توافق سياسي يحمل بادرة أمل لإنهاء معاناتهم. والفلسطينيون وحدهم في الميدان يحملون لواء الدفاع عن المسجد الأقصى من هجمة الاحتلال الشرسة ضده، ويبتهلون إلى الله أن يوحد قيادتهم وفصائلهم، وأن يتحرك العالم لنصرتهم. جميعنا نحيي تلك المناسبة بالدعاء إلى الله أن ينصر المسلمين في كل مكان، وأن يرفع عنا كربنا ويعوّضنا خيرنا عنه في تلك الأيام المباركة، وأن يكون هذا العيد فاتحة خير وصلح وسلام على الجميع، وأن تعيش أمتنا العربية والإسلامية في هدوء وطمأنينة واستقرار.