اتخذت المفوضية الأوروبية إجراءً ضد 19 دولة أوروبية بسبب انتهاكات في ميثاق الاتحاد فيما يتعلق بحق اللجوء وسط أنباء عن إطلاق زعماء الاتحاد وعداً بتقديم مليارات اليورو لتمويل اللاجئين السوريين خلال قمة استثنائية عقدت أمس لبحث أزمة المهاجرين، بينما قررت سلوفاكيا التوجه للقضاء للطعن على حصص توزيع طالبي اللجوء الذي أقره وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي أول من أمس في بروكسل. وذكرت صحيفة دي فيلت الألمانية أمس استناداً إلى مصادر أوروبية مطلعة رفيعة المستوى أن المفوضية تتهم تلك الدول بعدم تطبيق تشريعات اللجوء الأوروبية بالقدر الكافي. وأضافت الصحيفة إن من بين الدول التي ستشملها تلك الإجراءات ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والنمسا وإسبانيا وهولندا والمجر. وأشارت الصحيفة إلى أن الدنمارك وإيرلندا وبريطانيا مستبعدة من تلك الإجراءات، لأنها غير مشاركة في تشريعات لجوء الاتحاد. وتتهم بروكسل الدول التسع عشرة بعدم تضمين التشريعات الأوروبية الحالية الخاصة بالاعتراف باللاجئين والحد الأدنى من معايير إجراءات اللجوء وشروط استقبال طالبي اللجوء في التشريعات القومية لكل دولة. وستحصل هذه الدول في أول الأمر على إنذار كتابي من المفوضية الأوروبية، لتجيب عنه في غضون شهرين. وذكرت الصحيفة استناداً إلى المصادر الأوروبية أنه إذا استمرت تلك الدول في عدم تطبيق التشريعات الأوروبية الخاصة باللاجئين وفقاً للقانون، فإنها ستصبح مهددة بدعوى قضائية أمام المحكمة الأوروبية. من جهة أخرى تعهدت المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الذي يضم 28 بلداً، بتخصيص مبلغ 1.7 مليار يورو إضافي (1.9 مليار دولار) كمساعدات. ومع تزايد التوتر، رفض المفوض الأوروبي للهجرة ديمتريس افراموبولوس أي تلميح إلى أن ضرر الفشل في التوصل إلى توافق حول خطة توزيع اللاجئين كان أكبر من فائدته. وقال على العكس، هذا نصر للاتحاد الأوروبي ولجميع الدول الأعضاء، إلا أن رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو انتقد في براتيسلافا إملاءات الاتحاد الأوروبي التي تجبر بلاده على قبول 800 لاجئ بموجب الخطة، وأكد أنه يفضل مخالفة القواعد الأوروبية على قبول الحصص. الطعن وأوضح أن بلاده ستتوجه للقضاء للطعن على حصص توزيع طالبي اللجوء الذي أقره وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي. وقال فيكو للصحافيين سنتحرك في اتجاهين: الأول سنقيم دعوى قضائية في لوكسمبورغ... وثانياً لن ننفذ (قرار) وزراء الداخلية. في الأثناء، دعا رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك القادة الأوروبيين لعقد مناظرة حول الهجرة ترتكز على الحقائق لا العواطف، وذكر أن محادثات الأزمة يجب أن تركز على استعادة السيطرة على حدود التكتل الخارجية. وقال توسك في بروكسل لقد وصلنا الآن إلى نقطة حرجة حيث نحتاج لإنهاء دائرة تبادل الاتهامات وسوء التفاهم. يجب أن يكون حديثنا اليوم مبنياً على الحقائق لا الأوهام والعواطف، وتابع يجب أن تظهر خطة متماسكة في النهاية بدلاً من الفوضى والجدل اللذين شهدناهما في الأسابيع الماضية. تقديم مساعدات وتحدثت مصادر مطلعة أن زعماء الاتحاد الأوروبي سيطلقون خلال قمة استثنائية بدأت أمس لبحث أزمة اللاجئين وعداً بتقديم مليارات اليورو لتمويل اللاجئين السوريين. انتقاد انتقدت رئيسة البرلمان الليتواني لوريتا جراوتسينينه سياسة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل المتعلقة باللجوء. وفي تصريحات لراديو ليتوانيا، وصفت جراوتسينينه وعد ميركل باستقبال لاجئين بأنه واحد من أخطاء التواصل الجماهيري لبعض كبار الساسة من الدول القديمة في الاتحاد الأوروبي، وأشارت إلى أن الساسة يقولون أحياناً شيئاً دون أن يفكروا في أن هذا الشيء سيسبب مشكلات كبرى في أماكن أخرى. ألمانيا وطن أكبر أقلية مسلمة في القارة عندما ينحسر طوفان اللاجئين الوافدين من الشرق الأوسط في أوروبا ويستقر طالبو اللجوء في بيوتهم الجديدة قد تجد ألمانيا نفسها على غير المتوقع وطناً لأكبر أقلية مسلمة في القارة الأوروبية. ومن المحتم أن يغير وصول عدد من السوريين الفارين من الحرب الأهلية الضارية الدائرة في بلادهم وجه الإسلام في ألمانيا، حيث ظل الأتراك مهيمنين منذ جاءوا لألمانيا في الستينات. ورغم وصول لاجئين من دول أخرى مثل أفغانستان والعراق ودول مسلمة أخرى فإن السوريين يمثلون أكبر جنسية منفردة بنسبة تبلغ نحو 45 في المئة من الإجمالي ولهم أفضل الفرص في الحصول على اللجوء السياسي هنا. وليس من الواضح أثر ذلك في الأجل الطويل على ألمانيا التي لم تستقبل المهاجرين من مستعمرات سابقة مثلما هي الحال في بريطانيا وفرنسا. وما زال كثيرون يكافحون للتخلص من المشاكل التي واجهها كل اللاجئين مثل تعلم اللغة والحصول على وظيفة. أمل وخوف ومع ذلك فقد بدأت بعض الاتجاهات في الظهور كما أن بعض الألمان العالمين بأوضاع الأقليمة المسلمة يرون أسباباً للأمل والخوف في آن واحد. فأول تغيير يحدث ببساطة في الأعداد. وقال الخبير المتخصص في الإسلام بمؤسسة كونراد اديناور توماس فولك، وهي مؤسسة أبحاث تربطها صلات بالحزب المسيحي الديمقراطي الذي تنتمي إليه المستشارة انجيلا ميركل، قد نفاجأ بأن لدينا خمسة ملايين مسلم. لكنه أشارإلى أن الترحيب العام الحالي باللاجئين قد يتحول إلى جدل تنقسم فيه الآراء في سياسات ميركل العام المقبل. وتوجد في فرنسا الآن أكبر أقلية مسلمة في أوروبا ويبلغ مجموع أفرادها خمسة ملايين وتليها ألمانيا وفيها نحو أربعة ملايين. لكن عدة خبراء يقولون إن الرقم الخاص بفرنسا مبالغ فيه. وتتوقع ألمانيا استقبال 800 ألف لاجئ هذا العام أغلبهم مسلمون.
مشاركة :