نمر سلمون: الحكواتي ضرورة دائمة

  • 9/24/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جاء الكاتب والمخرج المسرحي السوري الدكتور نمر سلمون، من إسبانيا، للمشاركة في ملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي يُعقد الأحد المقبل 27 يونيو الجاري في قصر الثقافة، ويستمر خمسة أيام، بهدف الإسهام في تعزيز قضية إنعاش ذاكرة الرّاوي والتراث الشفوي، الذي هو في طريقه نحو الاندثار، وكذلك تبادل الخبرات مع الرواة الآخرين من العالم العربي وسائر دول العالم. وقال الكاتب والمخرج المسرحي، نمر سلمون، لـالإمارات اليوم: سأشارك في نشاطات عدة، من ضمنها المشاركة في أمسيات خاصة بفن الرواية (سهرات حكواتي)، كما سأشارك في ندوة فكرية خاصة تحت عنوان (دور الراوي في نقل السرد العربي القديم)، كما سبق لي أن قدّمت دورتين تدريبيّتين لفنون السرد الشفهي عقدتا على هامش الملتقى، كانت الأولى مخصصة لطلبة المدارس، والأخرى مخصصة للكبار، والمدرسين تحديداً. بطاقة تعريف نمر سلمون كاتب ومخرج مسرحي وأكاديمي، تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق عام 1989، وتابع دراسته في المسرح في جامعة السوربون بفرنسا، ونال درجة الماجستير من هناك، ومن ثم حصل على الدكتوراه من إسبانيا، وكانت أطروحته عن الوجه المستتر للمسرح السوري المحتمل. سلمون مؤسس مسرح الجمهور الخلاّق، الذي يتحوّل فيه الجمهور من مجرّد مُتفرّج إلى ممثّل وبطل في العرض المسرحي، وقدّم من خلال هذا المسرح أكثر من 40 عملاً مسرحياً. وأكد سلمون: لا شك في أنّ ملتقى الشارقة الدولي للراوي خطوة في الاتجاه الصحيح للحيلولة دون انقراض فنون السرد الشفهي، ولابد من أن تقام وبشكل دوري فعاليات مماثلة، وورش عمل وملتقيات أخرى للحكايات عموماً والتّراثيّة خصوصاً، سواء العربية أو العالمية، لاسيما أن العالم يتشاجر اليوم حول المادة الموجودة، فربما لو اجتمعنا في حب اللامادي المتمثل في الحكايات، لكان العالم أفضل مما هو عليه الآن. وقال الكاتب والمخرج المسرحي: أقترح إدخال أسلوب الحكواتي إلى المدارس، ليستخدمه المدرسون في تدريس الطلبة، فقد كان يقال في الماضي إن المدرس ينبغي أن يكون ممثلاً جيداً ليصبح مدرساً ناجحاً، وأنا أقول يجب أن يكون المدرس حكواتياً أولاً قبل أن يكون ممثلاً، ليتمكن من جذب اهتمام الطلبة، فالقدرة على ضبط الكلام وتطويعه، والاستمتاع بالمادّة العلميّة كحكاية (خرافيّة)، سيخلق تواصلاً أكبر بين المعلّم وتلاميذه. وتابع: إن القالب الحكائيّ هو أفضل الحلول لإيصال المعلومات العلمية، والشائكة منها تحديداً، إلى الطلبة. وأشار سلمون إلى أنه من الممكن أن تكون التكنولوجيا ووسائط التواصل الاجتماعي عنصراً مساهماً في إنعاش الحكاية، إذا استخدمت ضمن نطاق المعقول، ولكن إن زاد استخدامها على حده، فسنكون جميعاً مهدّدين بإلغاء ذواتنا تماماً. وأضاف: سبق لي وأن قلت إنّه كلما زادت وسائل الاتصال انعدم التواصل بين الناس، وهذه معضلة حقيقية. وتابع: بتنا اليوم لا نتواصل، بل (نتواتسب) نسبة إلى (الواتساب)، وتحول هذا التطبيق إلى ثرثرة فارغة نحشو بها فراغات حياتنا. نحن اليوم نسعى للتواصل بشكل افتراضي مع الآخرين، ولم يعد هنالك علاقات اجتماعية حقيقية. فعلى سبيل المثال، أصبح أداء الواجب، مثل زيارة الأصدقاء والمعارف لتهنئتهم أو لتعزيتهم، يتم اليوم من خلال إرسال الرسائل النصية المرفقة بالأيقونات الحزينة أو المفرحة، وما إلى ذلك. وإذا استمر الحال على هذا المنوال، فنحن في طريقنا لأن نصبح أفراداً افتراضيين. وبشكل عام، ليست كل التقنيات مفيدة للإنسان. وأكد سلمون أن ملتقى الشارقة الدولي للراوي سيلعب دوراً فاعلاً في الحفاظ على فنون السرد الشفهي، ولكن لابدّ من الاستمرارية ومواصلة هذه الجهود لكي تؤتي ثمارها، وإلا تحولت بدورها إلى ذاكرة من الماضي. لذا من الضروري مواصلة هذه المساعي، وعقد مثل هذه الملتقيات بشكل دوري. ولا ننسَ أنّ هذه الملتقيات ستسهم في خلق تراث غير مادي جديد، وتعبد الطريق لتشكيل تراث مقبل. وتابع: أتمنى أن يُنصف الحكواتيّون والحكايات، وأن يرد لهم الاعتبار، ليخرجوا من إطار (المواسم)، بمعنى أن الحكواتيين والحكايات مناسبون لوقت معيّن فقط، مثل شهر رمضان أو غيره من المناسبات السّنويّة، كما أرجو أن يصبح الحكواتي جزءاً من حياتنا اليومية. إلى ذلك، كان معهد الشارقة للتراث عقد دورتين تدريبيتين حول فنون السرد الشفهي، واحدة خصصت لطلبة المدارس، والأخرى للكبار، وجاء تنظيم الدورتين جزءاً من جهود المعهد الرامية إلى إحياء فنون السرد الشفوي، وذلك بالتزامن مع إطلاق النسخة الـ15من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي يقام خلال الفترة من 27 سبتمبر إلى الأول من أكتوبر المقبل. ونفذ الكاتب والمخرج المسرحي نمر سلمون، الدورة الخاصة بطلبة المدارس في مقر المعهد الكائن بالمدينة الجامعية في الشارقة، حيث استعرض أمام الطلبة المشاركين أساليب السرد المختلفة، وآليات الإلقاء، وسبل الاستئثار باهتمام المستمعين، وإثارة اهتمام طلبة المدارس بفن السرد الشفوي والقصصي، بهدف إحياء هذا الفن العريق، نظراً لارتباطه الوثيق بتراثنا الثقافي غير المادي.

مشاركة :