تشير التوقعات إلى أن الطلب على وقود الطائرات والبتروكيماويات سيغذي الطلب على الخام خلال العقد الزمني الحالي، بينما من المتوقع أن يصل الطلب على النفط في قطاع النقل إلى ذروته بحلول عام 2026. ومع تباين التوقعات حول الوصول إلى ذروة الطلب العالمي على النفط، فمن الواضح أنه صناعة النفط والغاز تواجه مستقبلاً مضطربًا. توقعات مختلفة - يرى "جولدمان ساكس" أن الطلب عل النفط سيصل إلى ذروته في عام 2026، بينما تعتقد "بي بي" أن ذروة نمو الطلب العالمي قد انتهت بالفعل. - في حين تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ذروة الطلب يمكن أن تحدث في وقت لاحق في عام 2030. - ومن المتوقع أيضًا تزايد الاعتماد على المركبات الكهربائية بشكل حاد خلال العقد المقبل، مما يتسبب في تراجع الطلب على النفط في تشغيل النقل البري. - ووفقًا لبيانات "ديلويت"، فإن مبيعات السيارات الكهربائية قد ترتفع من 2.5 مليون في 2020 إلى 11.2 مليون بحلول عام 2025، و31.1 مليون بحلول 2030. - من المتوقع أن تمثل الصين 49% من حصة السوق العالمية للسيارات الكهربائية، تليها أوروبا بنسبة 27%، والولايات المتحدة 14%. هل يظل النفط مصدراً حيوياً؟ - ستعمل المستهدفات بالوصول إلى صافي صفر من الانبعاثات في أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، على تعزيز تطوير بدائل الطاقة المتجددة وستشجع على استيعاب السيارات الكهربائية. - وعلى الرغم من ذلك إلا أن الطلب على النفط سيستمر كمصدر حيوي للطاقة بشكل جيد خلال العقدين المقبلين، وإن كان بمستويات أقل. - إلى جانب ذلك، ففي الوقت الذي تضغط فيه الدول المتقدمة لتقليل استهلاكها من الوقود الأحفوري، تواصل العديد من الدول النامية الاعتماد على النفط والغاز كمصادر أساسية للطاقة. - كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن تساهم الزيادة السكانية وارتفاع مستويات الدخل في البلدان النامية وخاصة في آسيا بشكل كبير في الطلب على النفط خلال العقد المقبل وما بعده. - ومن المتوقع أيضًا ارتفاع واردات المنطقة من النفط الخام إلى حوالي 27 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2026، مما يتطلب من الشرق الأوسط زيادة مستويات إنتاجه بشكل كبير. توقعات الأسعار - نتيجة لركود الطلب على النفط بعد عام 2026، يمكن أن تنخفض أسعار النفط العالمية إلى 40 دولارًا للبرميل بحلول 2030، وذلك وفقًا لأحدث تقديرات. - وفي حال استمر اتجاه الطلب في التراجع، فإن خام برنت قد يواصل التراجع ليصل إلى ما يتراوح بين 10 دولارات إلى 18 دولارًا بحلول 2050. ما مدى صحة التوقعات؟ - على الرغم من الأهداف المأمولة لاتفاقية باريس للمناخ، فإن عددًا قليلاً من الدول أحرز تقدمًا يتماشى مع هذه الأهداف حتى الآن. - مما يشير إلى أن هذا التغير في مستويات الطلب متفائل إلى حد ما، فعلى سبيل المثال زادت الانبعاثات من 50 مليارًا إلى 55 مليار طن بين عامي 2015 و2020 وفقًا لإحصاءات الأمم المتحدة. - وعلى الرغم من أن توقعات الطلب على النفط للعقد المقبل تبدو قاتمة، نظرًا للدفعة التي تقدمها الكثير من الحكومات للحد من انبعاثات الكربون وتطوير بدائل من الطاقة المتجددة، فإن الفشل في العمل على وعود اتفاقية باريس على مدى السنوات الخمس الماضية يشير إلى أن هذه التوقعات مبالغ فيها. - إلى جانب أن الاقتصادات النامية يمكن أن تساهم بشكل كبير في مستويات الطلب خلال العقود المقبلة.
مشاركة :