اتفقت موسكو والقاهرة على «استئناف رحلات الطيران الروسي المباشر إلى المنتجعات المصرية»، والمتوقفة منذ حادث تحطم طائرة ركاب روسية فوق شبه جزيرة سيناء عام 2015. وأعلنت الرئاسة المصرية، أمس، أن «الرئيسين عبد الفتاح السيسي وفلاديمير بوتين اتفقا خلال اتصال هاتفي، على استئناف حركة الطيران الكاملة بين مطارات البلدين، بما في ذلك مطارا الغردقة وشرم الشيخ». ويرى مراقبون أن «استئناف رحلات الطيران من روسيا إلى المنتجعات المصرية، سوف يسهم في تعزيز السياحة في مصر، فقبل تعليق الطيران كانت روسيا تعد مصدراً رئيسياً للسياحة في مصر». و«بلغ عدد السائحين الروس في مصر نحو 2.8 مليون سائح في أول 10 أشهر من عام 2015 مقابل 3.1 مليون سائح في عام 2014 بأكمله»، وفق إحصائيات رسمية. وذكر المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، أمس، أن «الاتصال تناول التباحث حول مجمل موضوعات العلاقات الثنائية بين البلدين، خصوصاً تلك المتعلقة بالتعاون في قطاع السياحة، حيث تم التوافق على استئناف حركة الطيران الكاملة بين مطارات البلدين بما في ذلك الغردقة وشرم الشيخ، وذلك بعد التعاون المشترك الناجح بين الجانبين في هذا الإطار، وبناء على ما توفره المطارات المصرية بالمقاصد السياحية من معايير الأمن والراحة للسياح الوافدين». وأوقفت روسيا حركة طيرانها لمصر في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2015 بعد تفجير طائرة روسية عقب إقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما أسفر عن مقتل ركابها الـ224. وأحدث القرار ضربة قوية للسياحة المصرية، التي تعد أحد أهم المصادر الرئيسية للعملة الصعبة. ولم يُحدث الإجراء الروسي باستئناف الرحلات بين العاصمتين موسكو والقاهرة فقط، الذي تم تطبيقه في أبريل (نيسان) عام 2018، تأثيراً واضحاً على عودة حركة السياحة لمصر، نظراً لمحدودية أعداد المسافرين الروس. وفي فبراير (شباط) الماضي، تفقد وفد أمني روسي مطاري شرم الشيخ والغردقة الدوليين. وقال مصدر مطلع حينها، إن «الجولة شملت التفتيش على الإجراءات الأمنية والخدمات المقدمة للركاب داخل المطارين»... وفي نفس الشهر أعلنت روسيا «زيادة عدد الرحلات المنتظمة لمصر». من جانبه، رحب الرئيس المصري أمس، بـ«استئناف حركة الطيران بين البلدين»، معرباً عن «التطلع لأن يمثّل ذلك القرار قوة دفع فعالة في اتجاه مزيد من الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين، ويعزز من حركة الأفراد والوفود السياحية المتبادلة بينهما». فيما أعرب الرئيس الروسي عن «حرص بلاده على تعزيز مختلف أوجه العلاقات الثنائية الوثيقة مع مصر»، مشيداً بـ«الشراكة الممتدة بين البلدين الصديقين، وبالإنجازات الملموسة التي حققتها مصر في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإقامة المشروعات القومية الكبرى وتحسين مناخ الاستثمار وتطوير البنية التحتية». وأكد الرئيس الروسي أن «موسكو تعوّل على دور مصر المحوري في استقرار محيطها الإقليمي بأسره». وسمحت القاهرة لخبراء أمن روس، خلال السنوات الماضية، بمراجعة الإجراءات الأمنية في مطاراتها عدة مرات، بعد تحديثات عدة جرت بها، كما وقّع البلدان اتفاقاً بشأن أمن الطيران المدني». ووفق مصادر مطلعة فإن «معايير التأمين داخل المطارات المصرية، يتم تطبيقها وفقاً لمنظمات الطيران الدولية، وتم تحديث المنظومة الأمنية داخل المطارات بشكل كامل، وقد اجتازت المطارات كثيراً من التفتيشات الأوروبية والأميركية خلال الفترات الأخيرة». وحسب متحدث الرئاسة المصرية أمس، فإن «الاتصال بين الرئيسين السيسي وبوتين تناول كذلك التباحث حول تطورات عدد من أهم القضايا الإقليمية، وعلى رأسها تفاصيل الأوضاع في ليبيا، فضلاً عن مستجدات ملف (سد النهضة)، وكذلك موضوعات التعاون الثنائي في المجالات الاستثمارية خصوصاً ما يتعلق بالمنطقة الاقتصادية لمحور قناة السويس وكذلك محطة الضبعة النووية». وأكد المتحدث الرئاسي المصري أنه «تم التوافق حول زيادة التنسيق المتبادل وتعزيز مسار العلاقات الثنائية على كل المستويات، على نحو يعكس ثقل وأهمية البلدين وتاريخ التعاون المشترك لمواجهة التحديات التي تمسّ مصالح الدولتين والشعبين الصديقين، خصوصاً في ظل اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما».