أيام قليلة تفصلنا عن عودة حركة السياحة الروسية.. حلم طالما انتظره ملايين العاملين بالقطاع السياحي، تماما مثلما انتظره الملايين من الشعب الروسي، في موقف أثار دهشة المتابعين من مختلف الأنحاء، غير أن هذا الشغف المتبادل والحرص على اللقاء له العديد مما يبرره نستعرض بعضه في هذا التقرير. إحصائيا استقبلت مصر خلال السنوات الماضية عددا من السائحين الروس يفوق عدد سكان بعض الدول الكبرى، فقد وصل عدد المواطنين الروس الوافدين لمصر عام ٢٠١٥ إلى نحو ٣ ملايين سائح، وقبلها ولسنوات لم يقل العدد عن مليوني سائح سنويا.. ارتبط خلالها السائح الروسي بحالة عشق وصداقة وطيدة بكافة أرجاء جنوب سيناء والبحر الأحمر، وكان الأعلى إنفاقا والأطول إقامة والأكثر توافدا، حتى مرت البلاد بظروف بالغة التعقيد نالت من الشرائح العليا فيما استمر التوافد من باقي الشرائح في المجتمع الروسي. ترتفع إشغالات الغردقة وشرم الشيخ بفعل التوافد الروسي وحده إلى نحو ٧٠٪ بحسب تقديرات خبراء القطاع، وتكتمل إلى غايتها بالتواجد الإنجليزي "٢ مليون سائح سنويا" والألماني "٢ مليون سائح سنويا"، ثم الأوكراني وباقي الجنسيات، كما لا يشعر السائح الروسي بالغربة في شرم الشيخ والغردقة، فنسبة متحدثي الروسية تكاد تصل لنحو ٨٠٪ من العاملين بالمدينتين، علاوة على يافطات المحال المكتوبة باللغة نفسها، وكل تلك العوامل كانت سببا في العلاقة القوية بين السائحين الروس ومنتجعات شواطئ البحر الأحمر. مصر بدورها استعدت جيدا، فقد قال عبد الفتاح العاصي مساعد وزير السياحة والآثار لشؤن الفنادق والمنشآت، إنه تمت مراجعة نحو ١٣٤ فندقا بجنوب سيناء للتأكد من تطبيق الإجراءات الاحتزازية والصحية المنصوص عليها، ومتابعة استعدادات عودة السياحة الروسية إلى المنتجعات المصرية، كما ان الوزارة انتهت من المرورعلى ١٥٠ فندقا بالقاهرة الكبرى، لمتابعة سير العمل ومدى الالتزام بالإجراءات الاحترازية لمواجهة عدوى فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أن الأسبوع المقبل ستتجه اللجان التفتيشية لمحافظة البحر الأحمر لمتابعة الفنادق والمنشآت السياحية بها. وتابع، أن وزارة السياحة والآثار تعمل حاليا بالتنسيق مع وزارة الصحة والسكان، لتوفير تطعيم لقاح كورونا لكافة العاملين بالقطاع السياحي، مشددا على أن الفنادق تعمل حاليا بنصف طاقتها أي ٥٠٪ من قوة العمالة الموجودة بها. كان الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار أصدر قرارًا وزاريًا بتحديد الحد الأدنى لمقابل خدمة الإقامة في المنشآت الفندقية، وذلك بعد التشاور مع الاتحاد المصري للغرف السياحية، ونص القرار على أن يكون الحد الأدنى لمقابل خدمة الإقامة (بأي من أنواعها) للفرد في الليلة الواحدة بالمنشآت الفندقية الخاضعة لأحكام القانون رقم 1 لسنة 1973، الخمس نجوم 40 دولار أمريكى أو ما يعادلها، و28 دولار أمريكى أو ما يعادلها في الفنادق الأربع نجوم. من جانبه قال تامر نبيل عضو جمعية مستثمري البحر الأحمر، إن قرار عودة السياحة الروسية يبشر بإن مصر على طريق صحيح لاستعادة مكانتها السياحية، وانتعاشة كبرى في القطاع تتخطى به أزمته الحالية. وأضاف نبيل في تصريحات خاصة، أنه على وزارة السياحة والآثار، والقطاع الخاص، استغلال الحدث في بدء حملة ترويجية موسعة تذكيرية بالسوق الروسي، مع التأكيد على تمتعها بالأمن والأمان الصحي، مشيرا إلى أن مصر سوف تستحوذ على الحصة التركية الكبيرة من السوق الروسي خلال تلك الفترة، لتوقف الطيران بين البلدين، مشددا على أن فنادق البحر الأحمر على أتم استعداد لاستقبال الروس وباقي الجنسيات، بإجراءات صحية واحترازية، كما أن جميع العاملين بالقطاع تلقوا لقاح كورونا المستجد. وأكد أن مصر كانت تستقبل ٣ ملايين روسي في العام قبل حادث الطائرة في ٢٠١٥، وهو سائح يعشق المنتجعات المصرية لذا يقضي فترات طويلة من حيث الإقامة، وينفق أكثر من أسواق عديدة أخرى، متوقعا أن تستقبل مصر نحو نصف مليون روسي العام الجاري بعد بدء الطيران المباشر الشهر المقبل. وتابع نبيل، أن السوق الروسي يتميز بالتنوع وتعدد الشرائح، لذا فإن الإشغالات الروسية تكون بكافة الفنادق بداية من الخمس نجوم وحتى الثلاث نجوم، كما أثنى على قرار الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، بوضع حد أدنى لأسعار الغرف الفندقية، واصفا إياه بالقرار الصائب في توقيت صحيح للحفاظ على سمعة ومكانة مصر السياحية ومواجهة ظاهرة حرق الأسعار، ويتناسب مع جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستعادة ريادة مصر ومكانتها ما جعل العالم يتمنى زيارتها. فيما توقعت مايا لوميدزا المديرة التنفيذية لرابطة الشركات السياحية في روسيا "آتور"، استئناف الرحلات الجوية إلى المنتجعات المصرية خلال مايو. وقالت لوميدزا خلال مؤتمر صحفي الذي عقد اليومإنه على الأرجح سيتم استئناف الرحلات الجوية إلى المنتجعات المصرية في النصف الثاني من شهر مايو المقبل واضافت: "يقترب السوق الروسي، والسائحون الروس أكثر من أي وقت مضى من الإعلان الرسمي عن موعد استئناف رحلات جوية مباشرة مع منتجعات مصر. ووفقًا لمعلوماتنا الأولية، من غير المرجح أن يوافق هذا التاريخ عطلة مايو (من 1 إلى 11 مايو) ولكن على الأرجح في النصف الثاني من مايو. وتابعت لوميدزا: "هذا توقع وتقدير أولي. ننطلق ببساطة من المعلومات، التي يمتلكها الجميع في المجال العام، من بيانات وزارة الخارجية، وتقارير من وكالة النقل الجوي الفدرالية. ولكن لا يزال هناك بعض المطلعين، الذين يسمحون لنا بالإدلاء بمثل هذه التوقعات، بأنه على الأرجح لن تكون هناك رحلات إلى مصر في عطلة مايو". كان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، قد أعلن في وقت سابق، أن موسكو تتوقع استئناف الطيران العارض "تشارتر" إلى المنتجعات المصرية في المستقبل القريب". وفيما يتعلق بتكلفة الرحلة لمصر، قالت الرابطة إن الأسعار وفقا لآراء مشغلي الرحلات السياحية ستتأثر بارتفاع سعر وقود الطائرات الذي ارتفع بنسبة 40٪ هذا العام، بالإضافة إلى ضعف الروبل. ومع ذلك، ستبقى الرحلات إلى مصر بعد عودة الطيران العارض هي الأكثر طلبًا بين السياح الروس. وأكدت الرابطة الروسية أن شركات الطيران مستعدة لتسيير الرحلات إلى مصر بعد رفع الطاقة الاستيعابية بنسبة ٢٠% حيث أعلنت عن جاهزتها للتشغيل فور صدور قرارات الحكومة الروسية.
مشاركة :