فضيحة «فولكسفاغن» قد تنعكس على الناتج المحلي الألماني

  • 9/24/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بدا رئيس مجموعة «فولكسفاغن» الألمانية لصناعة السيارات مارتن فينتركورن في موضع اتهام أمس، بينما يتسارع البحث عن المسؤولين عن فضيحة المحركات المغشوشة في ألمانيا التي ما زالت تحت صدمة حجم الفضيحة. وكانت فضيحة محركات الديزل لـ «فولكسفاغن» اتخذت أول من أمس بعداً غير مسبوق بعد اعتراف المجموعة الألمانية العملاقة بأن 11 مليوناً من سياراتها في العالم مزودة ببرنامج معلوماتي للغش في اختبارات مكافحة التلوث كشف في الولايات المتحدة، ما دفع عدداً من الدول إلى فتح تحقيقات. وأشارت وسائل إعلام ألمانية إلى أن هيئة مصغرة ونافذة في مجلس مراقبة المجموعة اجتمعت صباح اليوم في مقر «فولكسفاغن» في فولفسبورغ في حضور فينتركورن لمناقشة القضية، ولكن المجموعة ما زالت تلتزم الصمت. وتضم رئاسة هذا المجلس خمسة أعضاء هم الأكثر نفوذاً في هيئة المراقبة، والقرار الذي اتخذوه أمس قد يقره المجلس بكامله الذي سيعقد غداً اجتماعاً مقرراً منذ فترة طويلة، في حين بات بقاء فينتركورن على رأس المجموعة أو تنحيته مطروحاً علناً في ألمانيا. وكان فينتركورن (68 عاماً) الذي يترأس المجموعة منذ العام 2007 قدم أول من أمس «اعتذاراته العميقة» ووعد بكشف ملابسات هذه القضية التي تهز «فولكسفاغن» وكل قطاع السيارات الأوروبي منذ مطلع الأسبوع، مؤكداً أنه «لا يملك كل الأجوبة» عن الأسئلة المطروحة في هذه المرحلة. وتبخّر خلال يومين نحو 25 بليون يورو من رأسمال الشركة في البورصة بسبب انخفاض سعر السهم 35 في المئة، والذي بدا متقلباً أمس إذ سجّل ارتفاعاً كبيراً بلغ 4 في المئة بعد تراجع في بداية الجلسة. وقالت ناطقة باسم هيئة مراقبة أسواق المال الألمانية في تصريح إلى وكالة «فرانس برس» إن «الهيئة تدرس تقلبات الأسهم التي سُجلت مطلع الأسبوع في معاينة روتينية أولى». وكرر المسؤولون في ألمانيا الدعوات التي أطلقتها المستشارة انغيلا مركل لـ «فولكسفاغن» إلى اعتماد «الشفافية الكاملة». وعبّر رئيس اتحاد غرف التجارة في ألمانيا مارتن فانسليبين عن أسفه لهذه «الضربة» التي وجهت إلى كل قطاع الصناعة الألماني، بينما رأى محللون اقتصاديون أن الفضيحة قد تؤثر سلباً في الناتج المحلي الألماني. وتعتبر «فولكسفاغن» درّة قطاع إنتاج السيارات في ألمانيا برقم أعمالها البالغ 200 بليون يورو عام 2014 وعدد موظفيها البالغ 600 ألف في العالم، وأنواع الشاحنات والسيارات الـ12 التي تنتجها، لتتقدّم أخيراً على منافستها اليابانية «تويوتا» في المبيعات العالمية. أما لائحة الدول التي تحقق في السيارات التي تعمل بمحركات الديزل فتطول، فإلى جانب الولايات المتحدة التي كانت مركز هذا الزلزال وفتح تحقيق جزائي، وآخر لوزارة العدل في نيويورك، بدأت كوريا الجنوبية وفرنسا وايطاليا تحقيقات، بينما طالبت بريطانيا بتحقيق للمفوضية الأوروبية، في حين شكّلت الحكومة الألمانية لجنة خبراء ستزور فولفسبورغ هذا الأسبوع. وفي هذه المدينة التي ترتبط الحياة فيها بـ «فولكسفاغن»، التي يعمل فيها 73 ألفاً من سكان المدينة البالغ عددهم 120 ألفاً، سادت أجواء من الكآبة. ويبدو مصير المنطقة برمتها مرتبطاً بمصير «فولكسفاغن»، إذ إن مقاطعة ساكسونيا السفلى تساهم بـ20 في المئة في المجموعة.

مشاركة :