بات التقاط صور ومقاطع فيديو «السناب شات» واحداً من أكبر الاتجاهات السائدة في عالم التواصل الاجتماعي، والآن خلال موسم الحج الحالي سحب تطبيق السناب شات البساط من مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى كافة مثل «تويتر» و«إنستقرام» و«واتساب»، وتحول لبث «حي» ومباشر ينقل تحركات الحجاج في المشاعر المقدسة أولاً بأول لمتابعيهم عبر حساباتهم الشخصية على التطبيق. ويقول الحاج الأردني إيهاب العقيلي (26) عاماً لـ«الحياة»: «اعتدت منذ قدومي للمطار أن التقط الحكايات لتحركاتي كافة لأنشرها على حسابي الشخصي، تلبية لطلب زوجتي التي منعها المرض من مرافقتي، وهي ترغب بمتابعة أدق التفاصيل في رحلتي لتأدية مناسك الحج بالصوت والصورة»، لافتاً إلى أن هذا التطبيق هو أنسب طريقة «تمكنني من إطلاعها على تحركاتي كافة أولاً بأول في المشاعر المقدسة». ويعتبر الحاج المصري محمود أبو يوسف (34 عاماً) «رصد اليوميات ونشر الحكايات عبر سناب شات ليست سوى وسيلة للتواصل المباشر مع الآخرين خصوصاً من الأسرة والأصدقاء»، لافتاً إلى أنه منذ وصوله المشاعر المقدسة ينشر بشكل يومي نحو 50 حكاية عبر التطبيق بهدف التواصل مع متابعيه المتفاعلين معه والذين يتجاوز عددهم 400 متابع. ويصف مهندس الكمبيوتر، المختص في البرمجيات المهندس وسام عسقلان تطبيق «سناب شات»، بأنه عبارة عن تطبيق رسائل مصورة يمكن التقاط الصور عبره، وتسجيل الفيديو، وإضافة نص ورسومات، وإرسالها إلى قائمة التحكم من المتلقين، مبيناً أن تلك الصور ومقاطع الفيديو المرسلة تمنح المستخدمين مهلة زمنية لعرض لقطاتهم من ثانية واحدة إلى 10 ثوان فقط، وبعد ذلك ستكون مخفية من الجهاز المستلم وتحذف من الخوادم الخاصة بالتطبيق أيضاً، مبيناً أن التطبيق يتيح المحادثات النصية مثلما أنه مدعوم أيضاً لاستخدام المحادثات البصرية، عند الضغط باستمرار على الزر الأزرق، في غضون بضع ثوان، ستضيء الشاشة بوجه الشخص الآخر الذي يرغب المستخدم التحدث معه، أي لا يوجد رنين، ولا يوجد أيضاً مسألة «قبول الدعوة». وقال أحد الواعظين في مشعر منى الشيخ سعد الفايز: «لا بأس بالتقاط صور ومقاطع فيديو للحاج في المشاعر المقدسة شريطة أن تكون بشكل محدود جداً»، موضحاً أن كثرة التقاط الحاج لتلك الصور وانشغاله بها يعد «إهداراً لوقت» بالغ الأهمية، وعدم إدراك «لعظم الشعيرة»، لافتاً إلى أنه ينبغي للحاج التركيز على أداء مناسك فريضة الحج وعدم الانشغال عنها. وكان المدير التنفيذي لتطبيق الدردشة «سناب شات» الأميركي إيفان شبيجل كشف أخيراً أن التطبيق يستخدمه نحو 100 مليون شخص، 70 في المئة منهم من النساء، 71 منهم تقل أعمارهم عن 21 عاماً. يذكر أن عدداً من «المغردين» السعوديين أطلقوا حملة في شهر رمضان الماضي قادها المغرد السعودي أحمد الجبرين وخاطب حينها شركة «سناب شات»، وطلب منها إضافة مكة المكرمة في «ليلة القدر»، إذ يجتمع أكثر من مليون شخص في بقعة واحدة، لإحياء هذه الليلة العظيمة بالقيام والتهجد والاعتكاف. مثلما أسهمت إحدى شركات الاتصالات بالترويج «المدفوع» للهاشتاغ في «تويتر»، في محاولة للحصول على مشاركات كبيرة بغية إقناع الشركة المسؤولة عن التطبيق بأهمية الحدث المشار إليه. وكانت استجابت لتلك المطالب، ودخلت العاصمة المقدسة بتطبيقها في ليلة الـ27 من رمضان، وهي الليلة التي يتحرى فيها ملايين المسلمين ليلة القدر، كما قامت شركة «سناب شات» في نيسان (أبريل) الماضي، بإضافة العاصمة السعودية الرياض إلى قائمة البث المباشر.
مشاركة :