روسيا لا تريد أي منغصات تحولُ دون تمددها في المنطقة

  • 4/24/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة - اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والمصري عبدالفتاح السيسي الجمعة على استئناف حركة الطيران من روسيا إلى مطاري الغردقة وشرم الشيخ المتوقفة منذ سقوط طائرة روسية فوق شرم الشيخ في العام 2015. وتأتي الخطوة في توقيت لافت لجهة محاولات روسيا تعزيز حضورها ودورها في المنطقة، وهو ما ترجم في سعيها لتوثيق العلاقات والروابط مع الدول الوازنة والمؤثرة هناك، وإزالة المنغصات التي يمكن أن تعرقل أهدافها. ومنذ تدخلها العسكري في سوريا في العام 2015 أظهرت روسيا نوايا في استعادة دورها في المنطقة، وهي تعمل على فرض نفسها طرفا فاعلا لا غنى عنه، وهو ما ترجم في تدخلها في المسرح الليبي، بالتزامن مع توثيق علاقتها بمصر ودول الخليج، وإبدائها في الفترة الأخيرة رغبة في الولوج إلى الساحة اللبنانية عبر طرح نفسها وسيطا بين الفرقاء، في ظل تراجع الاهتمام الغربي بهذا البلد. ويرى مراقبون أن قرار موسكو باستئناف كامل للرحلات مع مصر والذي تأخر كثيرا لا يخلو من اعتبارات سياسية في علاقة بسعيها لدعم التقارب الذي تحقق في السنوات الأخيرة مع القاهرة، حيث أنها لا تريد أي شائبة من شأنها أن تؤثر على العلاقة بينهما. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية إن السيسي “تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الروسي صباح الجمعة، وتم التوافق على استئناف حركة الطيران الكاملة بين البلدين، بما في ذلك الغردقة وشرم الشيخ”. ولم يحدّد البيان موعدا لاستئناف الرحلات. وكانت روسيا أوقفت كلّ الرحلات بينها وبين مصر في أعقاب سقوط طائرة روسية فوق شرم الشيخ في 31 أكتوبر 2015 ومقتل 224 شخصا كانوا على متنها. وأعلن السيسي في 2016 أن هذه الطائرة سقطت نتيجة عمل إرهابي. ومنذ سقوط الطائرة الروسية سعت مصر إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في كل مطاراتها وقامت وفود عدة دول من بينها روسيا بأكثر من زيارة لتفقد تلك الإجراءات. وفي أبريل 2018، استؤنفت حركة الطيران بين موسكو والقاهرة، ولكن الرحلات بين روسيا ومنتجعات البحر الأحمر السياحية، خصوصا شرم الشيخ والغردقة، ظلت معلقة. وتوقفت حركة الطيران مرة أخرى لمدة ستة أشهر بين القاهرة وموسكو العام الماضي بسبب جائحة كورونا واستؤنفت في سبتمبر 2020. وشكل التردد الروسي لجهة فتح كامل للرحلات الجوية أحد المنغصات في العلاقة بين الجانبين، على الرغم من إظهار الطرفين حرصا على تحييد هذه المسألة وأبديا رغبة في تكثيف التعاون في ما بينهما في أكثر من مجال. وتأمل مصر أن تساهم عودة السياحة الروسية إلى منتجعات البحر الأحمر في إنعاش قطاع السياحة الذي يشكل مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة في البلاد. وتعاني السياحة من تراجع كبير منذ ثورة العام 2011 التي أسقطت حسني مبارك وما تلاها من اضطرابات سياسية وأمنية. وكادت السياحة تنتعش في العام 2015، إلا أن سقوط الطائرة الروسية شكل ضربة جديدة لها ثم جاءت جائحة كورونا لتبدد مرة أخرى آمال انتعاش السياحة.

مشاركة :