كل عام وأنت بخير يا وطني - مهـا محمد الشريف

  • 9/24/2015
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

يمضي كل فرد حياته محاولاً أن يحقق ذاته وكيانه على أرض وطنه مرتدياً ثياب الكفاح من أجل مستقبل أفضل مجدداً ومؤكداً أن النفع على أرضه لا يعادله نفع ولا حياة، ففي يوم الوطن نقف تقديراً وإجلالاً لجنود الوطن – نقف إكباراً للأبطال على الحدود الجنوبية وننعى الذين فارقونا شهداء بإذن الله اللهم أسكنهم فسيح جناتك واربط على قلوب أهليهم وعظّم أجرهم. فمهما اختلفت حياة الإنسان المعاصر وتوسطت الصورة الحديثة بينه وبين نفسه وعبرت عن تفاعله ومعنى القيمة الجمالية والأخلاقية في داخله، لن يجد أعظم من حب الوطن فلن نستطيع التخلي عن فكرة الحقيقة الواحدة وما يحدث خلف هذه الصورة، فهل ندرك ما نرى من حزم وعزيمة وإصرار وما يكتسح الأفق البعيد من أبطال القوات المسلحة؟ ولعل ذلك الحس العميق بالانتماء يتعدى توزيع المهام بل يؤكد معنى الوطنية ويسقط نمط الاغتراب، لأن الغربة تحتل حجماً غير محدد من الروح وتضيق بها المساحة المكانية، وليس هناك من شك بأن الحاجة إلى الانتماء يزداد بها شعور الفرد بالأمن والتقدير الاجتماعي كما يزداد اعتداده بنفسه وبوطنه فالوطن هو الفصل الخامس من فصول السنة باعتباره أصلاً وأساساً يثبت ماعداه ويكون قابلاً للإثبات وهنا تكمن الحقيقة ولا مجال للبس والظن والنزاع والخلاف. فقد تأسست الثقافة الأخلاقية الرفيعة على القواعد الإسلامية وشرّعها الدين لتكون تربية دينية رشيدة وجدنا آباءنا وأجدادنا عليها، وحملت قلوبنا وكتبنا هذا التاريخ المجيد وكشف عما تنطوي عليه من أدوار عظيمة قام بها مؤسس هذه الأرض المقدسة فتحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني في 23سبتمبر من كل عام، ويرجع هذا اليوم إلى صدور مرسوم الملك عبدالعزيز بتوحيد المملكة العربية؛ حيث أصدر المغفور له في 17 جمادى الأولى 1351ه مرسوماً بتوحيد كل أجزاء الدولة السعودية الحديثة تحت اسم المملكة العربية السعودية، واختار يوم الخميس الموافق 21 جمادى الأولى من نفس العام الموافق 23 سبتمبر 1932م يوماً لإعلان قيام المملكة، ولن ينسى هذا اليوم فرد يدرك معنى العاطفة المثيرة التي يشعلها حب الوطن، لن يستطيع دفنها لأنها دافع فطري فمن هنا تولد الرغبات العميقة في الانتماء والولاء. أما السمة المميزة في تاريخنا الثري أن يوم الوطن وافق يوم وقفة عرفة التي يقف فيها أكثر من مليوني مسلم تدفقوا على مكة المكرمة لأداء مناسك الحج والتي بدأت يوم الثلاثاء الثامن من ذي الحجة، ومن فعاليات هذا اليوم أطلقت وزارة التعليم شعار هويتي وطني، وبالمقابل تقدم باقي مؤسسات الدولة خدمات جليلة لحجاج بيت الله الحرام فيما أكد سمو ولي العهد الأمير محمد بن نايف أن الحكومة تولي أمن الحجيج وسلامتهم أولوية قصوى. وقد اهتم الإنسان بالحياة العامة بكل مناسباتها التي تنبثق منها انطباعات عامة تحرض العواطف على التفاعل، هذا وقد تغنى الشعراء بالوطن وجعلوا جزءاً غير يسير من اهتماماتهم يعنى بالتاريخ والملاحم التي تجاوزت المجلدات والكتب، فالشاعر هو الأكثر دفاعاً عن الجمال والمكان ومايرافقه من أزمنة، يحول البلدة الصغيرة إلى وطن كبير يضم العالم الاجتماعي والأمة المستقرة والجيش الصامد وكل الفوارق الاجتماعية والحدود الجغرافية.

مشاركة :