عــودة الطيـف!

  • 4/25/2021
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

حين سقط في الدقيقة 13 من مواجهة الهلال وشباب الأهلي الإماراتي في 17 فبراير 2020 في ثاني مواجهات الهلال في النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا استوطنت صرخة المهندس عبدالله عطيف قلوب الهلاليين الذين كانوا يخشون أن يكون هذا السقوط هو السقوط الأخير لمحور الارتكاز الذي أدخل على كرة القدم فنون الرسم والموسيقى وعلوم الهندسة والحساب والبرمجة بل ظهر في بعض الأحيان طبيبًا يصف الداء ويصرف الدواء ليظهر وسط الهلال والهلال كله بصحة وعافية!   سقط الطبيب المداوي وأكد المنظار رسميًا إصابته للمرة الثانية بقطع في الرباط المتصالب بعد أن كان تعرض لنفس الإصابة في 2015، ومنذ ذلك الحين ظلَّ لسان حال الهلاليين مع الطيف عطيف وغيابه ومدى قدرته على العودة مرة أخرى يقول: أراقب من طيف الحبيب وصالًا .. ويأبى خيالٌ أن يزور خيالًا!.   بعد الإصابة الأولى في 2015 استطاع عطيف أن يعود أقوى وأجمل وأكثر نضجًا وإبداعًا وإمتاعًا، وأن يساهم مع الهلال والمنتخب السعودي في تحقيق العديد من الإنجازات والمكتسبات التاريخية لعل أهمها التأهل لكأس العالم والمشاركة كعنصر أساسي مع الأخضر في مونديال روسيا؛ وتحقيق لقب دوري أبطال آسيا 2019 مع كبير آسيا الهلال؛ لكن الشكوك والتساؤلات حول قدرته على العودة هذه المرة كانت أقوى باعتبارها الإصابة الثانية بقطع الرباط، وظل الجميع يراقب من طيف عطيف وصالًا!.   ها هو الطيف الأزرق يظهر في نفس البطولة التي سقط فيها، وها هو يقود كبير آسيا في دوري أبطال آسيا 2021 بعد أيام قليلة من استدعائه مرة أخرى للمنتخب السعودي رغم عدم مشاركته كثيرًا وعدم منحه الفرصة الكافية من رازفان ومن بعده المدرب الموقوت ميكالي، وكأن هيرفي رينارد يقول لهما: أنا أي شيء من عطيف يكفني!.   عبدالله عطيف ظهر في مباريات الهلال في دوري أبطال آسيا كعازف وعارف بخبايا الزعيم وصفوفه التي ظهرت أكثر ترتيبًا، وصارت كرة الهلال أسرع وأجمل بعد أن قتل كويلار جمالها وأصابها بالشلل والموت البطيء والملل المزمن، ليشكر الهلاليون الظروف التي أجبرت مدرب الهلال (الموقوت) على تغيير قراره واستبعاد كويلار والاستعانة بعبدالله عطيف ومحمد كنو في دوري أبطال آسيا!.   عاد طيف من عطيف فعاد شيء من الهلال الذي يسر الناظرين، والقادم بإذن الله أجمل لهما، لكن على العازف الأزرق أن يكون أكثر حذرًا وإن كان الحذر لا ينجي من القدر؛ لكن النصيحة النبوية العظيمة تقول: «اعقلها وتوكل»، وعلى عطيف أن يتوكل على الله بعد أن يعقلها بالاحتياطات اللازمة التي تشمل الحرص على المواظبة على التدريبات والاستعانة بالمختصين في مجال تقوية ووقاية العضلات، إضافة إلى ضرورة أن يضيف عطيف لقائمة الفنون التي يجيدها فن تفادي الإصابات وهو أكثر الفنون وأهم الفنون التي يحتاجها عبدالله عطيف في الفترة الحالية، وهذا بالتأكيد لا يعني أن يتخاذل أو يتجابن في مواجهات الخصوم؛ بل أن يكون أكثر ذكاء وأقل تهورًا في التحاماته واقتحاماته الدفاعية من باب (لا ضرر ولا ضرار)!.   أهلًا بعودتك أيها العازف الجميل، والأمل بأن نستمتع وتستمتع بسنواتك الأخيرة في الملاعب دون أن تعكر صفوها إصابات الملاعب التي حرمت عشاق المتعة وكرة القدم الجميلة من طيفك كثيرًا!.

مشاركة :