في مثل هذه الأيام المباركة التي تفيض خيرا ورحمة وتراحما نستعيد ذكرى كثيرين بذلوا في دنياهم الكثير من صنوف الخير والعمل الإنساني النبيل الذي تدفق على الفقراء والمحتاجين والمساكين مثل سحائب المطر في الأيام القفر والصعبة، وهم بذلك لا يعبرون في الذاكرة كما تعبر ذكرى جميلة وإنما هم باقون في القلوب فقد نقشوا فيها بأحرف النور والجلال والجمال كل المعاني النبيلة والكريمة. في مثل هذه الأيام من شهر الرحمات، شهر البركات والعتق من النار، نرفع الأكف لله تعالى بأن يجعل أمثال الأميرة سارة بنت عبدالمحسن العنقري، رحمها الله رحمة واسعة، في أعلى جنات الفردوس وهي عند مليك مقتدر وهبها الخير وجعلها الخير وأبقى ذكرها في الخير، فقد كانت حياتها كلها تجسيدا لعمل الخير وبذله في كل مكان. قدمت الأميرة سارة في مسيرة حياتها الكثير من أعمال الخير الجليلة التي لا يمكن أن تنساها الإنسانية، ويكفي أنها سخرت 25 عاما لأجل العمل الخيري والإنساني والتطوعي، وظلت شعلة من الخير والقدوة الحسنة لأجيال بعدها، ورحلت لتبقى منارة سامقة تضيء سماء الإنسانية بكريم الفعل الخيري الأصيل. كانت سموها، رحمها الله، عنوانا للخير، ولا يذكر الخير والعطاء إلا وكانت في مقدمة الأسماء التي قدمت دون منٍّ أو أذى، ولم تتوقف عن عمل الخير حتى لقيت ربها راضية مرضية والملايين يدعون لها بالرحمة ويذكرونها بكل الخير، وما أعظمها من سيرة عطرة بكل هذا الإحساس والعمق النبيل. لم تتوقف الأميرة سارة عن رعاية المحتاجين وخدمة المرضى والأيتام والأرامل وكبار السن والعجزة، ودعم المرأة والطفل، ودعمت مشاريع كبيرة لتعمل من أجل هذه الشرائح، وأسهمت في دفعها لتواصل مسيرة عملها لتحقيق النفع العام في أكثر من منطقة ببلادنا الحبيبة. تولت بنفسها الإشراف وإدارة اللجان والمؤسسات العاملة في الخير، فقد كانت رئيسة اللجنة النسائية العليا للخدمات الإنسانية والاجتماعية في منطقة مكة المكرمة، ومن هناك كرمها المركز الدولي للنشر في جمهورية مصر العربية كرائدة للعمل الاجتماعي والإنساني العربي، نتيجة لعملها المتواصل في الخدمة الخيرية والإنسانية. ولم يتوقف عطاؤها، رحمها الله تعالى، عند إدارة العمل الخيري وحسب، وإنما قدمت كل الدعم المباشر للعديد من الأعمال الخيرية، وللفقراء والمحتاجين، وظلت على رباطها ذاك في الخير إلى أن انتقلت إلى عليائها، سائلين الله جلت قدرته أن يسكنها الفردوس الأعلى من الجنة، فهي رحلت عنا ولنا في ذكرها مواساة لفقدها وعظيم أعمالها الإنسانية التي يحبها الله سبحانه وتعالى.
مشاركة :