لقي 23 شخصاً على الأقلّ مصرعهم وأصيب حوالى 50 آخرين بجروح في حريق اندلع ليل السبت-الأحد في وحدة للعناية المركّزة مخصّصة لعلاج مرضى كوفيد-19 في بغداد. وقالت مصادر طبية إنّ الكارثة التي وقعت في مستشفى "ابن الخطيب" نجمت عن انفجار سببه "عدم الالتزام بشروط السلامة المتعلّقة بتخزين اسطوانات الأوكسجين" المخصّصة لعلاج مرضى كورونا. وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رجال إطفاء يحاولون إخماد النيران في طوابق المستشفى الواقع في الطرف الجنوبي الشرقي للعاصمة، بينما كان المرضى وأقاربهم يحاولون الفرار من المبنى. وقال مصدر طبّي في مستشفى ابن الخطيب إنّ "ثلاثين مريضاً كانوا في وحدة العناية المركّزة هذه" المخصّصة لعلاج الإصابات الخطرة بكوفيد-19، وكان إلى جانبهم عشرات من أقاربهم حين وقعت الكارثة. وأفادت مصادر طبية بأنّ الكارثة أسفرت في حصيلة أولية عن سقوط 23 قتيلاً وحوالى 50 جريحاً. من جهتها نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن الدفاع المدني أنّ عناصره تمكّنوا من "إنقاذ 90 شخصاً من أصل 120 شخصاً بين مرضى وأقارب لهم" كانوا في مكان وقوع الكارثة، من دون أن يدلي بأي حصيلة تتعلق بالقتلى والجرحى. بدورها أصدرت وزارة الصحة بياناً قالت فيه إنّها "ستعلن في وقت لاحق الموقف الدقيق لأعداد الضحايا والجرحى". بدوره طالب محافظ بغداد محمد جابر "وزارة الصحة بتشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الحادث وتقديم المقصّرين إلى العدالة". ولم يتأخر ردّ رئيس الوزراء إذ أصدر بياناً نعى فيه "شهداء الحادث المأساوي" وأعلن فيه أنه "أمر بالتحقيق الفوري في أسباب وقوع الحادث مع المعنيين في الوزارة، وأمر باستقدام مدير المستشفى ومدير الأمن والمسؤولين عن صيانة الأجهزة في المستشفى، للتحقيق الفوري معهم على خلفية الحادث والتحفّظ عليهم لحين إكمال التحقيقات ومحاسبة جميع المقصّرين قانونياً". وفي بيانها أعلنت وزارة الصحّة أنّ رئيس الوزراء "قرّر سحب يد كلّ من مدير عام دائرة صحّة بغداد الرصافة ومدير مستشفى ابن الخطيب والمعاون الإداري والفنّي للمستشفى ومدير قسم الهندسة والصيانة، وإجراء تحقيق عاجل لإعلان نتائجه أمام الجمهور".
مشاركة :