يرى خبراء في الشئون السياسية والاستراتيجية، أن الوضع في تشاد عقب مقتل رئيس الدولة، إدريس ديبي، لا يزال ملتبس و غير واضح، وقد يبدو أحيانا غير سليم، وأن ميزان القوى بين العسكريين لم يتضح في تشاد، بحسب مدير مركز دراسة العلاقات الروسية الأفريقية والسياسة الخارجية للدول الأفريقية بمعهد أفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، يفغيني كوريندياسوف، موضحا أن الوضع صعب في تشاد. ويؤكد «كوريندياسوف»، أن ميزان القوى بين العسكريين لم يتضح بعد، إثر اغتيال الرئيس إدريس ديبي في الـ 20 من أبريل/ نيسان، وهذا الوضع لا يناسب روسيا، وستبذل موسكو جهودا لحل الأزمة في أقرب وقت ممكن، لأن «لدينا علاقات ودية طويلة الأمد مع تشاد، بما في ذلك في المجال العسكري. لكن الأزمة قد تستمر لفترة طويلة ». ويشير الخبراء إلى صعوبة أن يرث ابن الرئيس الراحل شخصية أبيه وقوته..وأكدوا أن الأزمة في تشاد تهددد المنطقة بأكملها بالاضطراب. فابن الفقيد محمد ديبي، الذي وصل إلى السلطة في تجاوز لدستور البلاد، لا يناسب جميع القوى و قال الباحث الروسي في الشؤون الأفريقية، أنطون تسيلونوف، إن جميع العمليات والاتفاقيات الهامة في الدولة كانت تستند إلى شخصية الضحية. وأضاف: لم يُعد الرئيس إدريس ابنه علنا ليكون خليفة له. وبالتالي، قد يكون العديد من أفراد عائلته مستائين جدا من وصول شخص إلى السلطة «لم يلمع» في شيء، كما يقال. وأشار «تسيلونوف» إلى عامل مهم آخر يتمثل في استياء محتمل عن توريث السلطة، في أوساط جيش البلاد الذي تكبد خسائر فادحة وجهد شاق من الأعمال القتالية على الجبهات. ويؤكد الخبير في الشؤون الأفريقية، أنطون تسيلونوف، أن رئيس تشاد الراحل «إدريس ديبي» كان يُعد حليفا مهما وموثوقا للقوى الغربية، وقد ساعد في التغلب على مشاكل الإرهاب، ولعب دورا مهما في تسوية العديد من النزاعات الإقليمية، ولكن «من المؤسف أن هذه العلاقات لا يمكن توريثها لابنه. بل يجب إعادة بنائها». وأضاف الباحث الروسي: ومن المؤسف «أن هذه هي الطريقة التي تقوم عليها جميع الأنظمة الشخصية، حيث المؤسسات أقل أهمية من الأشخاص. إنما لا يمكن توريث قوة الشخصية». وقال: إن «الجيش التشادي هو العمود الفقري للأمن في منطقة الساحل والصحراء وقد بدأت العواقب عمليا. مع أننا قد لا نفهم تماما كيف ستكون».
مشاركة :