حضرت الثقافة السعودية بشكلٍ لافت في معرض فيينا الدولي للكتاب الذي يختتم مساء اليوم الأحد، حيث حلت فيه المملكة ضيف الشرف لمكانتها الكبيرة التي تحتلها على المستوى العربي والإسلامي والدولي. وقدم نخبة من المثقفين السعوديين محاضرات وندوات متنوعة وقراءات أدبية وشعرية، خلقت تناغماً مع ما ضمه جناح المملكة من عروض للخط العربي وألوان من التراث الشعبي والأزياء السعودية ومجسمات الحرمين الشريفين وركن الأطفال. وشهدت محاضرة عضو مجلس الشورى عبدالله بن محمد الناصر تحت عنوان (ملامح من الشعر القديم) حضوراً كبيراً ومناقشات أثرت الحوار، فقد أثار مستشرقون نمساويون قضية المرأة العربية، وقالوا إن المرأة ليس لها حضور في تاريخ وحضارة الأمم العربية الحاضرة والماضية، ما دفع الناصر إلى تفنيد رأيهم هذا، وأكد أن الأدب العربي خير شاهد على دور المرأة ومكانتها عند الإنسان العربي، وأنها هوية بارزة في عناصر الشعر العربي منذ العصر الجاهلي، لافتاً إلى أن الصورة غير واضحة لدى الغرب عن التاريخ العربي وحضارته، وأن الشعراء العرب تعمقوا في إبراز صورة المرأة في أدبهم، إلى وصف زيها ومحاسنها، كما جاء في البيت: ولقد دخلت على الفتاة الخدر في اليوم المطير.. الكاعب الحسناء ترفل في الدمقس وفي الحرير.. وتساءل أكاديمي نمساوي عن الشاعر الشنفري، وقصيدته "لامية العرب"، ففسر الناصر غياب المرأة عن شعره، أن اختلاف قصيدته عن سائر قصائد العصر الجاهلي، أن الشاعر لم يركب مطيته، ولم يقف على الأطلال، فهذا يفضي إلى سبب منطقي، وهو أنه لا حبيبة له ولا معشوقة، فهو يلوب في الصحاري والأودية طالباً الثأر، ممعناً في القتل، وغير مستقر، بل مطارد من قبل أعدائه الذين قتل منهم ما قتل. واستطرد أن هناك شيئاً من الظلم وقع على شعر الشنفري، خصوصاً من النقاد العرب، ليس لأن القصيدة قوية السبك والإحساس بالبيئة والإنسان مع رقي متباذخ في اللغة فقط، ولكن لكونها تعكس صورة الإنسان العربي المتسامي النبيل، وقال "فلسفته من الحياة والكون، أو الرؤية الأخلاقية تقوم على ركائز في عوامل أربعة، الكرامة، الصبر، الشجاعة والنبل". الثقافة السعودية أبرزت تطور المملكة العلمي والحضاري كما عقدت ندوة قراءات في الأدب السعودي جلسة رواية قراءات سردية شاركت فيها د. ثريا العريض وأميمة خميس والدكتورة هناء الغامدي، وفي القراءات الشعرية شارك كل من الدكتور زياد آل الشيخ، وأحمد البوق، فيما شارك الدكتور عبد الرحمن المحسني والدكتور احمد آل مريع بقراءات في الأدب العربي القديم. وفي ندوة حول آفاق الطاقة البديلة في المملكة العربية السعودية تحدث نائب رئيس مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة الدكتور وليد أبو الفرج قائلاً أن تطوير المصادر البديلة للطاقة يضع المملكة في مصاف الدول الأولى في تطوير الطاقة الذرية والمتجددة واستخدامها، وسيخلق فرصاً استثمارية واعدة وفرصاً جديدة للمواطنين لتطوير قدراتهم وتسخير الوظائف ذات القيمة العالية لهم ولأبنائهم.
مشاركة :