تقاليع النصب تختلف في أشكالها ولكن تجتمع في نهاية الأمر على مبادئ واحدة خالية من الأخلاقيات، وفي أحد التقاليع الجديدة التي انتشرت هي ظاهرة «تزوير سيارات الأجرة» من خلال وضع ملصقات ومصابيح لمركبات هي في الأصل للنقل الخاص، حيث اتجه أصحاب تلك السيارات للتحايل على الأنظمة والمخالفة الصريحة للقوانين. «المدينة» قامت بجولة على عدد من محلات الزينة والتي اكتشفت تفشي الظاهرة بشكل كبيرة، حيث لا يكاد يخلو محل من الملصقات والمصابيح المتعلقة بسيارات الليموزين مما يدعوا للوقوف والنظر بتمعن لمواجهة المشكلة. وفي ذات الصدد، أكد مختصون أن توفر الملصقات والمصابيح في المحلات له دافع كبير في مثل هذه التصرفات، مؤكدين أن الجهل بالنظام وقلة الرقابة ساهمت في تفشي تلك الظاهرة، مشيرين أن أنسب الحلول هي توحيد لون سيارات الأجرة، كما كانت في السابق والقيام بحملات تثقيفية بمخاطر تزوير السيارات الخاصة وتحويلها إلى أجرة. المراقبة والتفتيش في البداية، أوضح المتحدث الرسمي لوزارة النقل عبدالعزيز الصميت أن السمات الخارجية لسيارات الأجرة لا يصعب توفرها وهي الملصقات والفانوس ولوحة السيارة الصادرة من المرور ذات الخط الأصفر للمركبة. وقال: إن هناك فرقا من الوزارة والمرور وبعض الجهات الأخرى في مناطق المملكة تقوم بحملات تفتيشية على أنشطة النقل، وتبين من نتائج جولات الفرق في مناطق المملكة المختلفة ذلك الأمر، كما أنه في حالة طلب الترخيص أو تجديد الترخيص أو تلقي شكوى يتم إرسال مفتشًا لمقر الشركة المعنية وفق آلية قائمة فحص لكل حالة وإعداد محضر نتيجة التفتيش تتخذ على إثرها إدارة النقل بالمنطقة قرارها حسب الحالة. عقوبات للمخالف وقد بين الصميت أن عقوبة من يضع ملصقات دون أن تكون السيارة مرخصة فيعتبر مخالفًا، وإذا ضبط فتطبق عليه عقوبات مالية تصل إلى 5000 ريال مع إزالة الملصقات، وكذلك أصاحب محلات الزينة يعتبرون متواطئين على المخالفة مع صاحب السيارة ولا تشملهم عقوبات نظام النقل العام وفي مثل تلك الحالة تحال قضيته للشرطة، مشيرا أن العمر التشغيلي لسيارة الأجرة خمس سنوات من تاريخ صنع المركبة. الحاجة المادية من جانبه، قال وكيل قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالمجيد طاش: إن لجوء بعض الشباب إلى التحايل في هذه القضية قد يكون له أسباب متعددة منها الحاجة المادية والتسلية والترفيه وحب الاستطلاع والاستكشاف، وكذلك إشباع بعض الحاجات النفسية والاجتماعية بطريقة خاطئة، وبالطبع فإن جميع هذه الأسباب حتى لو كانت مبررة من وجهة نظر من يرتكب هذه الأعمال غير نظامية ولا تسوغ لأي شخص التحايل على الأنظمة والخروج عن القانون. ويقول الطاش: قد يكون هذا الحكم صحيحًا قبل سنوات حينما كان الزبون لا يرغب في الركوب مع قائد الأجرة السعودي أما الآن فلا أعتقد أن الكثير يهتم بهذا الموضوع، والقلة الذين لا يرغبون في الركوب مع سائق سيارة الأجرة السعودي قد يكون ذلك بسبب بعض الأفكار الخاطئة لديهم عن الشباب السعودي وتفكيرهم وسلوكياتهم، وكذلك بعض العادات عند البعض والمرتبطة بالحرج والتخوف من تعرف السائق عليهم، وأوضح أن عدم المعرفة بالأنظمة وجهل البعض قد يؤدي بهم لمثل هذه التصرفات، كما أن شعور البعض بأن تطبيق النظام فيه من المرونة الشيء الكثير وقدرته على الإفلات من العقوبة، أو ضعفها قد يشجعهم على ذلك. لوحات إرشادية وعن العلاج، يرى الطاش أنه يكون من خلال القيام بحملة للتعريف بالنظام المتبع في مثل هذه الحالات، مع أهمية توضيح طبيعة العقوبات التي يمكن أن تترتب على المخالف، مع أهمية وضع لوحات إرشادية للسائقين والركاب في بعض الأماكن التي يكثر فيها وقوف مثل هؤلاء السائقين القيام بحملات دورية للكشف عن هؤلاء السائقين وتطبيق العقوبات حسب الأنظمة. تزوير التاكسي من جهته، قال مصدر في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فضل عدم ذكر اسمه لـ»المدينة»: إن تزوير السيارات الخاصة وتحويلها إلى تاكسي أصبحت بكثرة في الأسواق خاصة وأكثرهم من الشباب صغار السن وتختلف الحيل حتى أن بعضهم يضع تظليلا على اللوحة الخلفية لتصبح مشابهة تماما لسيارة الأجرة خاصة مع لوحات المرور الجديدة التي لا تفرق عن سيارات الأجرة إلا بشيء بسيط يصعب التفريق بينها. الكامري والهونداي وعن السيارات التي يتم تزويرها، يقول المصدر: أغلب ما يتم تزوريها هي سيارات الكامري والهونداي كونها أكثر سيارات الأجرة انتشارا في العاصمة وأغلبهم يستخدمها في وقت محدد لغرض معاكسة النساء وارتكاب بعض الجرائم وخاصة أنه من السهل إرجاعها المركبة إلى وضعها الطبيعي وذلك بإزالة الملصقات. الإجراءات وعن الإجراء لمن يتم ضبطه بين (المصدر)، «نحن بحسب عملنا من نضبطه يتم تحويله إلى مركز الشرطة بحكم اختصاصنا وينتهي دورنا عند هذا الحد وإذا وجدناه مرة أخرى نقوم بتسليمه للشرطة مرة أخرى. ويرى المصدر أن الحل لمثل هذه الظاهر هو أن تكون سيارات الأجرة ذات لون محدد لها مثل ما كانت عليه في السابق باللون الأصفر ويصعب التغيير فيها بدون الرجوع إلى الجهات المختصة في المرور ووزارة النقل، ويؤكد المصدر أننا نتمنى من مرور الرياض بالتواجد في الأسواق خاصة ووضع نقاط تفتيش لرصد مثل هذه الحالات التي يترتب عليها ضياع لحقوق الغير وخاصة الشركات المستثمرة في قطاع الأجرة. قلة الدخل وحول هذا الموضوع تحدث صاحب سيارة أجرة مزورة والذي رمز لاسمه (أبوخالد) بقوله: «إننا نقوم بهذا الفعل لعدم وجود عمل لدي وكذلك شروط وزارة النقل وبنك التسليف لا تنطبق علي وذلك لصغر السن وغيرها من الشروط». وكذلك يوافقه الرأي صاحب تاكسي مزور في نفس الموقع، حيث يقول: إنني صاحب أسرة كبيرة ودخلي الشهري قليل وقمت بشراء ملصقات من أحد محلات الزينة ووضعته على سيارتي للعمل في التوصيل وتحسين دخلي الشهري، وعن الخوف من العقاب يقول: «قد يتغاضى عني لكبر سني». محلات الزينة وعن توافر المصابيح والملصقات، تجولت «المدينة» على عدد من محلات الزينة المعروفة في الرياض ووجدت أن المصابيح في متناول الجميع وذلك في محلات عدة من زينه السيارات وكذلك بأسعار متفاوتة، حيث إن سعر المصابيح تتراوح ما بين الـ40 ريالا إلى الـ60 ريالا، وكذلك الاستيكرات تتراوح ما بين 40 ريالا للاستيكر الصغير و50 ريالا للاستيكر الكبير الجانبي، وذلك حسب الحجم الذي يريده صاحب السيارة.
مشاركة :