تعد منطقة الباحة واحدة من المناطق والمدن العديدة التي تكتنز إرثا كبيرا من فن العمارة القديمة، الذي يبرز في قراها المتناثرة في أنحاء المنطقة، حيث روعي في تصميم مبانيها السكنية وقلاعها وحصونها أن تتواءم مع الظروف البيئية كالتضاريس والمناخ، وأن تتلاءم مع الظروف الاجتماعية كالعادات والتقاليد العربية القديمة.ولعل أبرز ما يميز تلك العمارة القديمة هو اعتمادها على الطبيعة دون سواها، حيث يبنى البيت من الأحجار والأشجار التي تجلب من مختلف أنحاء المنطقة، وعادة ما تكون من صخور الجرانيت والبازلت التي تزين بأحجار المرو، فيما يسقف البيت بأشجار العرعر التي تغطى بالطين. وقال أستاذ التصميم العمراني بجامعة الباحة الدكتور عبدالعزيز حنش إن بناء الإنسان في منطقة الباحة يعد أحد أهم الشواهد على الحضارة العمرانية التي تعكس التطور الحاصل عبر الزمان لهذا المكان، فعمارة الباحة التقليدية وتراثها العمراني يعد أحد أهم المرتكزات والمزايا النسبية التي تميز بها المنطقة، حيث تزخر بعدد من الآثار التاريخية سواء في قطاع السراة أو تهامة والتي تحظى باهتمام الدولة لتطوير السياحة بالباحة وجعلها مقصدا صيفيا، إضافة لتنمية السياحة الشتوية.وأشار إلى أن النسيج العمراني في قرى الباحة قديما متضام بسبب طبيعة المواد المستخدمة للبناء، ولتوفير مساحة أكبر من الأراضي للزراعة ولتعزيز النواحي الأمنية في القرى، فالمباني متلاصقة والشوارع ضيقة مع وجود ساحة في منتصف هذه المساكن لتؤدى فيها العديد من الوظائف الاجتماعية والمعيشية، أما بالنسبة للمباني فهي عالية وقليلة الفتحات واستخدمت الكتل الحجرية المحلية والمنتقاة بعناية لبناء المباني، كما استخدمت الأشجار المحلية كالعرعر والسدر والطلح والزيتون البري في الأسقف والأعمدة الخشبية والأبواب، وهناك ثلاثة عناصر رئيسة يشار إليها عند الحديث عن التراث المعماري في المنطقة وهي الحصون، والمساجد، والمساكن.
مشاركة :