مضتّ "12" حلقة من مسلسل "شليوي ناش" والتي تنبعث من صميم المعاناة والآلام التي يعيشها حارس المدرسة الفقير "شليويح" و"سائق الشاحنة البسيط ناشي" في حقبة السبعينات الميلادية من القرن الماضي، في هذه الثنائية تُولَد الضحكة والمواقف الطريفة في الكوميديا الاجتماعية. يَصف يعقوب عبدالله أوّل تعاون له مع عبدالله السدحان بقوله: "أعتبر لقائي بـ عبدالله السدحان بمثابة اللقاء بـ مدرسة، فهو هامة فنية كبيرة". لا يخفي يعقوب قلقه في بداية التصوير للعمل مع من يصفه بــ "أحد أبرز نجوم الكوميديا"، ويضيف: "زالتْ جميع مخاوفي عند تعرّفي على عبدالله السدحان عن كَثَب، فهو فنان جميل، ويمتلك القدرة على الاندماج بالآخر، ولديه كيمياء خاصة تمكّنه من خلق توليفة مع كل من حوله". يوضح يعقوب أنه لطالما كان من عشّاق "طاش" بأجزائه المتعاقبة، ويضيف: "كنت أنتظر هذه اللحظة للعمل مع عبدالله السدحان، وقد تعلّمت منه الصبر والثقافة والاتزان بالأداء. وأفتخر أنني اكتسبتُ أخاً وصديقاً بحق". وتعليقاً على تقييمه لتجربته الكوميدية، سيّما وأنه قادم من خلفية درامية - تراجيدية، يوضح يعقوب: "رغم كون العمل كوميدياً بامتياز لكنه يقدّم نوعيةً مختلفةً من الكوميديا إذ تعتمد على الموقف التراجيدي، فهي كوميديا نابعة من قلب الألم. ويبدو أن هذه الخلطة بين خلفيّتي التراجيدية وخلفية عبدالله السدحان الكوميدية قد أسفَرَت عن مُنتَج جميل ومميز، وأُشبّه هذه الحالة بحالة الثنائي الذي يكمّل بعضه بعضاً، أو كلاعبَي كرة قدم أحدهما صانع ألعاب والآخر هدّاف.. لذا أعتقد أن المُشاهد سيحب هذا الثنائي، وسيلمَس مقدار المحبة الموجودة بيننا، وهو الأمر الذي شدّد عليه السدحان طوال مراحل التصوير، وأترك الحكم للجمهور". وحول دور "ناشي" الذي يقدمه في العمل، يقول يعقوب: "ناشي شخص بسيط وفقير، لكنه يعتبر أن الفقر الحقيقي هو فقر الأخلاق لا المال، وأن الثراء الحقيقي يكمن في امتلاك عزة النفس والكرامة. لذا سنجد أن ناشي يعمل بجد واجتهاد على شاحنة نقل، ويتعامل مع مختلف الأصناف من البشر بكل أريحية وتصالُح مع النفس". من جانبٍ آخر يضيف يعقوب: "هناك علاقة حب بين "ناشي" وابنة عمه "حصة"، تلك العلاقة تجسّد أسمى معاني الحب الحقيقي النادر الذي قد يكون مفقوداً في هذا الزمن، فهو يحلم بها في صحوه ونومه، ويسعى إلى حمايتها بموازاة حفاظه دائماً على عزة نفسه وكرامته". يتطرّق يعقوب إلى طبيعة النصّ الذي كتبه الأستاذ عبدالله السعد: "يتميز النص بأنه لا يَفرضْ الكوميديا فرْضاً على الممثلين أو الشخصيات، فهو لا يهدف إلى إضحاك الناس بالإكراه. الكوميديا في النصّ تنبع من معاناة الشخصيات والمواقف التي تمرّ بها وتُفرض عليها.. لذا فهي كوميديا الموقف والحياة والطبيعة والمأساة التي تعيشها تلك الشخصيات". يختم يعقوب بالإشارة إلى تَفرُّد أسلوب وأفكار المخرج عيسى دياب، خاصةً وأن أحداث العمل تدور في حقبة السبعينات التي تتميز - على حدّ وصفه - بخصوصية قد لا نجد لها نظيراً اليوم، واصفاً دياب بـ "المخرج الجريء بلقطاته وزواياه ورؤيته وسرده للقصة المليئة بالحب والقيَم والمعاناة والرومانسية والحب". يذكر أن مسلسل "شليوي ناش" يُعرض على "MBC دراما" في رمضان الجاري، وبطولة عبدالله السدحان، يعقوب عبدالله، محمد العجيمي، لطيفة المقرن، غدير زايد، عبدالإمام عبدالله، مرام البلوشي، حصة النبهان، غرور، شهد سلمان، عبدالعزيز النصار، عبدالمحسن القفاص، وآخرون. كوّن عبدالله السدحان والكويتي يعقوب عبدالله ثنائياً استثنائياً في «شليوي ناش»
مشاركة :