يعاني العديد من طلاب التعليم العام بمنطقة بمكة المكرمة، من انعدام القيمة الغذائية في وجبات وعصائر بعض المقاصف المدرسية، إلى جانب ضعف التزامها بالاشتراطات الصحية، حتى أضحى بعض تلك المقاصف، وفي ظل غياب الرقابة من قبل الجهات المختصة، مصدر خطر على صحة الطلاب والطالبات خاصة في المرحلة الابتدائية، وكشفت جولة قامت بها (المدينة) أن العصيرات منخفضة القيمة الغذائية والمأكولات والسكريات والبطاطا المقلية، التي يتم تحضيرها داخل المقاصف، تتصدر قائمة المبيعات.. وفيما أوضحت الصحة المدرسية بمكة أنها تشرف على تلك المقاصف، أكدت صحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة أنها تقوم بتسليم اشتراطات السلامة لإدارة التربية، مبينة أنها غير ملزمة بالقيام بجولات ميدانية على المقاصف. ويستغل العديد من العمالة الوافدة هذه المقاصف لجني أكبر قدر من الأموال، ضاربين بصحة صغار السن عرض الحائط من خلال بيعهم لمأكولات ذات قيمة غذائية منخفضة. وقال المرشد الطلابي محمد موسى: للأسف الشديد إن غالبية الطلاب والطالبات لا يهتمون بتناول وجبة الإفطار في المنازل، وهذا فيه قصور من قبل الآباء والأمهات مما يجعل المقصف المدرسي هو الخيار الوحيد أمامهم للتغذية، مشيرًا إلى أن غالبية المأكولات في المقاصف تفتقر لأبسط الاشتراطات الصحية أو القيم الغذائية. وأضاف: يحتاج الجسم خاصة في السنين الأولى من المرحلة الابتدائية إلى قيم غذائية مهمة تشمل تنوعًا في الفيتامينات وهذا ما يكون مفقودًا فيما تقدمه المقاصف المدرسية، مشيرًا إلى أنه يتعين أن تكون هناك رقابة مشددة من قبل وزارتي التربية والتعليم والشؤون البلدية والقروية لإلزام هذه المقاصف ببيع المواد الغذائية المفيدة. من جهته قال مدير إدارة الصحة المدرسية بمكة المكرمة الدكتور منصور مدابغي إن الإدارة تشرف على المقاصف، بالإضافة لما تقوم به إدارة خدمات الطلاب، وذلك من خلال الزيارات الميدانية اليومية، التي يقوم بها منسوبو الوحدات الصحية المدرسية، ويتم خلال هذه الزيارات الكشف عن وضع مبنى المقصف وتجهيزاته ومكوناته ومدى نظافته وتوفر الثلاجات والشفاطات وأدوات التجهيز ومتابعة العمال ونظافتهم ووجود الشهادات الصحية سارية الصلاحية ومدى التزامهم بالزي الصحي. وأشار إلى أن من أهم عناصر الزيارة الوقوف على نوعيات المواد الغذائية التي تباع في المقصف وهل هي مطابقة للائحة الاشتراطات الصحية التي عممتها الوزارة سابقًا على جميع مناطق المملكة على أن تكون هذه المواد الغذائية ذات صلاحية سارية المفعول ومن المواد المغلفة خارج المقصف أو التي تعد محليًا وﻻ تحتوي على الزيوت والقلي أو المواد سريعة التلف. وأضاف أنه يمنع بيع الحلويات والمواد ذات الأصباغ والملونات والنكهات الصناعية، كما يمنع بيع الفشفاش بأنواعه والمشروبات الغازية أو العصائر التي يقل تركيز العصير فيها عن 30%، مشيرًا إلى أنه يتم كذلك ملاحظة كيفية حفظ المواد الغذائية في المقصف ومدى ملاءمة ذلك صحيًا. وأبان أن برنامج المدارس المعززة للصحة من أهم البرامج التي تساعد على توفير وجبات غذائية صحية في المقاصف، حيث يتم من خلاله تشكيل لجنة خاصة بالمقصف من داخل المدرسة، وأضاف أن اللجنة الوزارية الخاصة بتقييم المدارس المعززة للصحة بمكة لاحظت بيع الفواكه والوجبات الصحية في المقاصف، لافتًا إلى أن إدارة خدمات الطلاب طرحت مشروع شركات الأغذية لتشغيل المقاصف وهي الجهة المختصة بهذا الأمر، ولكن يبدو أنه لم تتقدم شركات مناسبة لتتولى ذلك. من ناحيته أوضح الدكتور محمد بن هاشم فوتاوي مدير عام صحة البيئة بأمانة العاصمة المقدسة أن الإدارة تقوم بتسليم التربية والتعليم بالمنطقة الاشتراطات المطلوبة فيما يتعلق بعمل المقاصف وسلامة الغذاء وأعمال الإصحاح البيئي، مشيرًا إلى أن أمور التعاقد مع شركات أو مطاعم هي من اختصاصات التعليم بعد أن يتم استيفاء الاشتراطات المطلوبة. وأضاف أن متابعة أعمال هذه المقاصف من اختصاصات جهات مثل الصحة المدرسية، مؤكدًا أن صحة البيئة ليست ملزمة بالقيام بجولات ميدانية على المقاصف. المزيد من الصور :
مشاركة :