حصيلة ثقيلة لضحايا مستشفى كوفيد تؤجج غضب الشارع العراقي

  • 4/25/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد – أعلن العراق الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام على أرواح ضحايا الحريق الذي اندلع مساء السبت في مستشفى ابن الخطيب في بغداد، وأسفر عن 82 قتيلا و110 جرحى. وأججت الحادثة المأساوية غضب الشارع العراقي، وسط تعالي الأصوات المطالبة بإقالة المسؤولين المعنيين، وفي مقدمتهم وزير الصحة. وعلى إثر ذلك أوقف رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وزير الصحة حسن التميمي ومحافظ بغداد محمد جابر العطا عن العمل وأحالهما على التحقيق. وأمر الكاظمي عقب اجتماع طارئ مع عدد من الوزراء والقيادات الأمنية والمسؤولين في مقرّ قيادة عمليات بغداد،"بإعلان الحداد على أرواح شهداء الحادث"، معتبرا ما حصل "مسّا بالأمن القومي العراقي". ودعا رئيس الوزراء العراقي إلى فتح تحقيق فوري في أسباب وقوع الحادثة مع المعنيين في الوزارة، واستدعاء مدير المستشفى ومدير الأمن والمسؤولين عن صيانة الأجهزة في المستشفى، للتحقيق الفوري معهم على خلفية الحادث والتحفظ عليهم إلى حين إكمال التحقيقات ومحاسبة جميع المقصرين قانونيا. ونعى الكاظمي في بيان صحافي ضحايا الحادث المأساوي ووجه بمنح عائلاتهم كل حقوق الشهداء، وتوجيه إمكانات الدولة لمعالجة جرحى الحريق بما في ذلك العلاج خارج العراق. وأعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت الأحد عن الصدمة والألم لفداحة الحادث المأساوي، الذي طال مرضى فايروس كورونا المقيمين في مستشفى ابن الخطيب ببغداد الليلة الماضية. ودعت الممثلة الخاصة في بيان صحافي إلى اتخاذ تدابير حماية أقوى لضمان عدم تكرار حدوث مثل هذه الكارثة، مؤكدة استمرار الأمم المتحدة في تقديم دعم حيوي للقطاع الصحي في العراق وسط الجائحة وتزايد الإصابات، وهي على استعداد لتقديم المزيد من المساعدة للجهات الصحية في مكافحة المرض. وكان العضو في مفوضية حقوق الإنسان الحكومية علي البياتي قال في تغريدة على موقع تويتر إن "عدد الوفيات نتيجة حريق مستشفى ابن الخطيب 58 بينهم 28 كانوا في ردهة إنعاش الرئة". وطالبت مفوضية حقوق الإنسان (رسمية مرتبطة بالبرلمان) في بيان الكاظمي بإقالة وزير الصحة حسن التميمي ووكلائه وإحالتهم إلى التحقيق. وقالت المفوضية إنّ "هذه الحادثة أقلّ ما يقال عنها إنّها جريمة بحقّ المرضى الذين اضطرّتهم شدّة المرض إلى منح الثقة لوزارة الصحة والبيئة ومؤسّساتها على أرواحهم وأجسادهم، فكانت النتيجة أن يحترقوا فيها بدل التشافي". وكان اللواء كاظم بوهان مدير عام دائرة الدفاع المدني العراقية قد صرح في وقت سابق، بأنه تم إخماد الحريق الذي اندلع في أقسام مستشفى ابن الخطيب جنوبي بغداد. وقال في تصريح صحافي إن فرق الدفاع المدني انتهت من إخماد الحريق في مستشفى ابن الخطيب. ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن الدفاع المدني أنّ عناصره تمكّنوا من "إنقاذ 90 شخصا من أصل 120 شخصا بين مرضى وأقارب لهم" كانوا في مكان وقوع الكارثة، من دون أن يدلي بأي حصيلة تتعلق بالقتلى والجرحى. ونشب الحريق في منظومة الأكسجين بالمستشفى، لينتشر بشكل سريع في جميع ردهاته، حيث تمكنت فرق الدفاع المدني من إجلاء نحو 200 مريض، وفق السلطات العراقية. وقالت مصادر طبية لوكالة فرانس برس إنّ الكارثة التي وقعت في مستشفى ابن الخطيب نجمت عن انفجار سببه "عدم الالتزام بشروط السلامة المتعلّقة بتخزين أسطوانات الأوكسجين" المخصّصة لعلاج مرضى كورونا. وتأتي هذه المأساة لتزيد من محنة البلد البالغ عدد سكّانه 40 مليون نسمة، والذي أصيب نظامه الصحّي في مقتل بسبب أربعة عقود من الحروب. وأظهرت مقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رجال إطفاء يحاولون إخماد النيران في طوابق المستشفى الواقع في الطرف الجنوبي الشرقي للعاصمة، بينما كان المرضى وأقاربهم يحاولون الفرار من المبنى. وقال مصدر طبّي في مستشفى ابن الخطيب لوكالة فرانس برس إنّ "ثلاثين مريضا كانوا في وحدة العناية المركّزة هذه" المخصّصة لعلاج الإصابات الخطرة بكوفيد - 19، وكان إلى جانبهم العشرات من أقاربهم حين وقعت الكارثة. والعراق البالغ عدد سكانه 40 مليون نسمة يعاني منذ عقود من نقص في الأدوية والأطباء والمستشفيات. والأربعاء تجاوز عدد الذين أصيبوا بكوفيد - 19 في العراق عتبة المليون، توفي منهم أكثر من 15 ألفا. ويعزو خبراء صحيّون الحصيلة المتدنية نسبيا للوفيات بالمقارنة مع أعداد المصابين في العراق إلى التركيبة السكّانية في هذا البلد، الذي يُعتبر من أكثر دول العالم شبابا. وتقول وزارة الصحة العراقية إنّها تجري يوميا حوالي 40 ألف فحص كوفيد - 19، وهو رقم منخفض للغاية في بلد يزيد عدد سكان الكثير من مدنه عن مليوني نسمة، يعيش الكثير منهم في أماكن مكتظة وفي اختلاط دائم. وفي ظلّ النظام الصحّي المهترئ في البلاد ونقص المعدّات الطبيّة اللازمة في المستشفيات، يفضّل عدد كبير من المصابين بكورونا تركيب أسطوانة أوكسجين في منازلهم بدلا من الذهاب إلى المستشفيات المتداعية. وتلقّى العراق الذي أطلق حملة تحصين وطنية لمكافحة جائحة كوفيد - 19، ما يقرب من 650 ألف جرعة من اللّقاحات المختلفة، غالبيتها العظمى على شكل هبات أو عبر برنامج كوفاكس الدولي الذي يهدف إلى ضمان التوزيع العادل للّقاحات. ووفقا لوزارة الصحة العراقية فقد تلقّى ما يقرب من 300 ألف شخص جرعة أولى على الأقلّ من هذه اللّقاحات، علما بأنّ الوزارة تبذل جهودا حثيثة لإقناع السكّان المتشكّكين جدا من اللّقاح، والذين يرفض قسم كبير منهم وضع الكمامات منذ بداية الجائحة.

مشاركة :