كشف معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن الإنفاق العسكري العالمي واصل ارتفاعه في معظم الدول الكبرى عام 2020، فيما حلت روسيا بين أكبر خمس دول في العام من حيث الإنفاق العسكري. ووفقا لتقرير نشره المعهد المعروف باسمه المختصر "سيبري" الاثنين، فقد بلغ إجمالي الإنفاق العسكري في العالم في السنة الماضية 1,981 مليار دولار، بزيادة قدرها 2,6 % على أساس سنوي، في وقت انخفض فيه إجمالي الناتج المحلي العالمي بنسبة 4,4% بسبب جائحة كوفيد-19 وتداعياتها. وكان الإنفاق العسكري العالمي بلغ أصلا في العام 2019 أعلى مستوى له منذ نهاية الحرب الباردة. واستمر الإنفاق العسكري في الارتفاع خلال عام تميز بتباطؤ اقتصادي ما يعني أن "العبء العسكري" (حصة الإنفاق العسكري من الناتج المحلي الإجمالي) ارتفع بدوره. وزادت هذه الحصة في العالم بمقدار 0,2 نقطة مئوية خلال عام، لتصل إلى 2,4%، في أكبر زيادة على أساس سنوي منذ الأزمة المالية في 2009. وأظهر التقرير أن الولايات المتحدة لا تزال تتصدر قائمة أكبر دول العالم من حيث النفقات العسكرية، لا بل إن قيمة هذه النفقات زادت في 2020 بنسبة 4,4% لتصل إلى 778 مليار دولار، أي 39% من إجمالي النفقات العسكرية في العالم. وهذا ثالث عام على التوالي تسجل فيه النفقات العسكرية الأمريكية زيادة بعد سبع سنوات من التراجع. وقالت ألكسندرا ماركشتاينر التي شاركت في إعداد التقرير إن هذه الزيادة "تعكس المخاوف المتزايدة مما تعتبره تهديدات من منافسين استراتيجيين مثل الصين وروسيا، فضلا عن رغبة إدارة ترامب في تعزيز ما تعتبره جيشا أمريكيا منهكا". وفي هذا السياق لفت دييغو لوبيز دا سيلفا، أحد مؤلفي التقرير، إلى أن إدارة بايدن "لم تعط أي مؤشر على أنها ستخفض الإنفاق العسكري". وفي المرتبة الثانية والثالثة حلت الصين والهند تباعا، ووصلت قيمة الإنفاق العسكري للصين في 2020 إلى 13% من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي، علما بأن العملاق الآسيوي يواصل بدون أي انقطاع منذ 26 عاما زيادة إنفاقه العسكري بالتوازي مع نمو اقتصاده. ارتفع الإنفاق العسكري للصين عام 2020 بنسبة 1,9٪ إلى 252 مليار دولار، فيما بلغ الإنفاق العسكري للهند العام الماضي 72,9 مليار دولار. وفقا لتقرير "سيبري"، فقد وصل الإنفاق العسكري الروسي عام 2020 إلى 61,7 مليار دولار، بزيادة 2,5٪ عن العام السابق. بذلك احتلت روسيا المرتبة الرابعة في ترتيب المعهد. وفي الوقت نفسه لفت التقرير إلى أن الإنفاق العسكري الفعلي لروسيا في العام الماضي كان أقل بنسبة 6,6٪ مما ورد في ميزانيتها العسكرية الأصلية. ختمت المملكة المتحدة قائمة الدول الخمس الأولى، حيث بلغ إنفاقها على التسلح في العام الماضي 59,2 مليار دولار، بزيادة قدرها 2.9٪ عن عام 2019. وأشار التقرير إلى زيادة كبيرة في الإنفاق العسكري في عام 2020 في دول الناتو، حيث زاد عدد الدول الأعضاء في الحلف التي أنفقت 2% على الأقل من ناتجها المحلي الإجمالي على جيشها (أي بلغت الهدف المحدد من الحلف)، من 9 دول في 2019 إلى 12 دولة في 2020. المصدر: وكالات تابعوا RT على
مشاركة :