واشنطن: محمد علي صالح أوضح استطلاع أميركي أن الاختراع لا يقتصر على المتعلمين والعلماء، وأن أي شخص يمكن أن يخترع شيئا. لكن، يختلف الناس في التفسيرات: هل يعتمد الاختراع على زيادة في التعليم.. أم يعتمد على الفطرة الطبيعة؟.. على «الحضارة».. أم على أن «الحاجة أم الاختراع»؟ وأوضح الاستطلاع أن هذا الاختلاف في التفسير يعتمد على اختلاف الحضارات والثقافات. فقد ذكر 60 في المائة من الذين جرى استطلاع آرائهم في الإمارات العربية المتحدة أن القدرة على الاختراع مجرد وراثة. ومال نحو هذا الرأي الأتراك والبرازيليون وآخرون في العالم الثالث. في الجانب الآخر، قال 90 في المائة في الصين إن الاختراع يعتمد على التعليم. ومال نحو هذا الرأي بقية الآسيويين، مثل: اليابانيين، والكوريين، والسنغافوريين. وأيضا، مال نحو هذا الرأي الغربيون: 80 في المائة في بريطانيا، و75 في المائة في الولايات المتحدة. هل الاختراع عملية فردية أم جماعية؟.. هل الذكي الانطوائي أكثر قدرة على الاختراع من المجموعة؟ مرة أخرى، أوضح الاستفتاء - الذي أجرته مجلة «تايم» الأميركية - أهمية الاختلافات الثقافية. فقد ذكرت أغلبية الألمان أنها الفردية، والجهد الهادي، والشخصية الصامتة. إلا أن أغلبية الآسيويين ذكرت أنها مجهود جماعي (لسبب ما شذت إندونيسيا: جاءت الأولى في أهمية التعليم، وشذت عن الآسيويين، وركزت على الفردية). غير أن كل الشعوب اتفقت تقريبا على صفات المخترع. وجاءت في المرتبة الأولى القدرة على الخيال، ثم الفضول، ثم الإصرار، ثم الثقة بالنفس، ثم المؤهلات العلمية.. وفي أسفل القائمة: الاستعلاء، والمال. ووجه الاستفتاء سؤالا في 20 دولة تقريبا: ما هو أحسن اختراع في التاريخ؟ قال 70 في المائة إنه الهاتف الذكي (مثل: آيفون، وسامسونغ). وارتفعت النسبة إلى 80 في المائة بين الشباب. بعد ذلك، بمسافة طويلة جدا، خمسة في المائة فقط، جاءت حفاضات تبول الأطفال (قالت ذلك نسبة كبيرة جدا من النساء)، ثم الساعة المنبهة العريقة، ثم مجففة الشعر الكهربائية. لم تقل مجلة «تايم» ذلك، لكن يبدو واضحا أن هذا الاستطلاع إذا أجري قبل 20 سنة تقريبا ما كان سيشمل الهاتف الذكي. ولو أجري قبل خمسين سنة تقريبا ما كان سيشمل الكومبيوتر (الذي صار الهاتف الذكي جزءا مصغرا منه). وربما كان الناس، خاصة في العالم الثالث، أشاروا إلى القطار، والطائرة، والماكينة (بخار، وبنزين، وديزل). غير أن الاستطلاع فرق بين أهم اختراع، وأكثر اختراع فائدة للناس. واتفق كثير من الناس، في كل الدول التي شملها الاستفتاء، على أن أهم ثلاثة اختراعات في التاريخ هي: العجلة، ثم الماكينة، ثم الكهرباء، ثم الإنترنت. وعليه، يمكن اختصار الثورات العلمية في تاريخ العالم في: ثورة التنقل بالعجلة (خمسة آلاف سنة قبل الميلاد)، الثورة الصناعية (القرن الخامس عشر)، الثورة الإلكترونية (القرن العشرين). لم ينس الناس الماضي، لكنهم سعيدون بأنهم يعيشون في العصر الحاضر. وأشارت نسبة اثنين في المائة فقط إلى عصر اكتشاف النار. ونسبة عشرة في المائة إلى عصر الثورة الصناعية. ونسبة 20 في المائة إلى عصر الفضاء. لكن، أشارت نسبة 40 في المائة إلى العصر الحاضر، عصر الثورة التكنولوجية الرقمية. وقالت نسبة 80 في المائة إنهم سعداء لأنهم يعيشون في هذا العصر. وهناك سؤال عن أهمية الحرية للاختراع. لم يكن السؤال مباشرا، لكنه جاء في قائمة العراقيل أمام الاختراع. وأشارت نسبة اثنين في المائة فقط إلى النظام الديكتاتوري كعامل معرقل. ونسبة عشرة في المائة إلى عدم الاستقرار السياسي. لكن، كان أكبر سبب يعرقل الاختراع هو قلة التعليم، ثم انعدام الموارد، ثم قلة الدعم الحكومي، ثم غياب الحافز. ماذا عن المستقبل؟ مرة أخرى، ظهرت اختلافات حضارية وثقافية. يكثر التفاؤل في الغرب، ويقل في الشرق. وقالت نسبة 60 في المائة من الأميركيين إن المزيد قادم، ولم تكن نسبة 40 في المائة متأكدة. ولم يقل أحد إن عصر الاختراع انتهى. ومال الأوروبيون نحو هذا الرأي، ولكن بنسبة أقل وسط المتفائلين، ونسبة الربع للمتشائمين. لكن نسبة المتشائمين عالية جدا في أفريقيا (30 في المائة قالوا إن عصر الاختراعات المهمة انتهى)، وفي الشرق الأوسط (قالت نفس النسبة نفس الشيء).
مشاركة :