روما - طور فريق من الباحثين في إيطاليا ميزة جديدة في الروبوت المشهور على نطاق واسع "بيبر" تمكنه من التفكير بصوت مرتفع لبناء جسور التواصل والتفاعل مع المحيطين به وزيادة ثقة المستخدمين فيه. وحصل الروبوت "بيبر" المطور من طرف الشركة اليابانية العملاقة "سوفت بانك" وبالتعاون مع الشركة الفرنسية "ألدي باران" في السابق على لقب الروبوت المساعد الأول في العالم بعد اكتسابه سمعة طيبة واكتساحه العديد من المجالات الحيوية. وأصبح "بيبر" أول روبوت يطرح للتبني في المنازل ورفيق أصحاب الاحتياجات الخاصة وكبار السن كما يتم استخدامه بكثافة في اماكن العمل وحى في القطاع الطبي كما اأنه تحول الى أول روبوت في العالم يفكر بصوت مسموع. ويستطيع المستخدم من خلال تكنولوجيا جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في الروبوت "بيبر" التعرف على طريقة تفكيره وفهم دوافعه وأسباب القرارات التي يتخذها. وانبهر المشاركون بقدرة "بيبر" على التفكير بطريقة متوازنة وعقلانية ومنطقية ولكن دون الدخول في صدام مع مستخدمه وهو ما يفتح الباب امام تطوير روبوتات أكثر ذكاء وفعالية وقادرة مع التعامل مع البشر بشفافية وفطنة ولكن أيضا بطريقة سلسلة وغير متعصبة. وتسهل طريقة عمل الروبوت الجديد تعامل البشر مع الانسان الالي لأول وهلة وتغنيهم عن الاستعانة بخبراء ومتخصصين في المجال وهو ما سيؤدي الى انتشارها أكثر في العالم. وقام الباحثون باخضاع الروبوت الى تجربة تشمل إعداده مائدة طعام بناء على قواعد الإتيكيت. وطلب الباحثون من أحد المتطوعين في التجربة وضع منديل مائدة في مكان يتعارض مع قواعد الإتيكيت، وهو ما أثار استغراب الروبوت واندهاشه وسارع الى طرح سلسلة من الأسئلة بصوت عال ومسموع وخلص من خلالها إلى أن المتطوع ربما يكون على خطأ لكنه قام بالاستجابة إلى طلبه في نهاية المطاف. وخلال التجربة استخدم "بيبر" عبارات "إن الوضع يغضبني".. "أنا لا أخالف القواعد مطلقا، ولكنني لا يمكنني أن أثير غضب المتطوع.. لذلك سوف أقوم بتنفيذه ما يطلبه" قبل أن يضع منديل المائدة في المكان المطلوب. ومن خلال الاستماع إلى صوت الروبوت، يدرك المستخدم أنه يواجه مشكلة وأنه قام بحلها عن طريق تغليب وجهة نظر المتطوع. وقال المغرد كريسيز ماير المختص في أخلاقيات الكتنولوجيا "الروبوت "بيبر" يتحدث مع نفسه لتحسين تفاعله مع الناس". ومن ميزات "بيبر" ايضا قدرته على التعرف على الوجوه وتمييز ردود الفعل، ولديه قاعدة بيانات عملاقة تحتوي على ملايين المعلومات وتمنحه قدرة إتقان العديد من اللغات. وبدأ باحثون بالعمل على تطوير جيل جديد من الروبوتات الناعمة والأكثر ذكاء لتكون صديقة للبشر. ولم تعد الروبوتات ذكية او مرنة وطيعة فحسب، بل أصبحت تسعى إلى مصادقة الإنسان من خلال محاكاة مشاعره ومؤانسته بأحاديث ودية. وجيبو" و"أيبو" و"إيلي كيو" و"بادي" و"كلوي" … كلها روبوتات "ناطقة" مدجّجة بتقنيات الذكاء الاصطناعي تشبه شخصيات الرسوم المتحركة أحيانا وتنتشر بكثرة في أروقة معارض عالمية للأجهزة الإلكترونية. وفي دلالة على اشتداد المنافسة في عالم الذكاء الاصطناعي واالروبوتات، نجح في وقت سابق فريق من الباحثين من جامعة سنغافورة في ابتكار خامة معدنية جديدة تصلح لصناعة الجيل الجديد من روبوتات مرنة صغيرة قابلة للانطواء والتمدد والتحرك بسهولة وسرعة كبيرة. وانشغل باحثون مؤخرا بالعمل على تطوير روبوتات ناعمة متعددة الوظائف ومستوحاة من خصائص التمدد المتوفرة لدى الحيوانات الرخوية مثل الأخطبوط والحلزون والفأرة. لكن الخبراء يعتبرون أن الروبوت الكامل "سيظل حلما لأمد طويل، لأن كل حيوان او انسان يمتلك قدرات معينة تمكنه من العيش في بيئة معينة. لذا فإن فكرة ابتكار روبوت قادر على القيام بأي مهمة في أي بيئة هو من وحي الخيال".
مشاركة :