قال تقرير لشركة كامكو للاستثمار أن أسعار النفط في التقلب خلال شهر أغسطس لتنخفض أسعار نفط سلة أوبك إلى أدنى مستوى لها منذ 6 سنوات عند 40.47 دولار أمريكي للبرميل في الخامس والعشرين من أغسطس عندما أعلنت الصين عن تخفيض قيمة عملتها مما أثر على الأصول المتداولة عالميا بجميع فئاتها. وبقيت مسألة تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين وآثاره المحتملة على الطلب على النفط محور المناقشات في سوق النفط. ومن ناحية أخرى، شهد متوسط سعر برميل النفط انتعاشا تمثل في شكل حرف U على الرسم البياني خلال الأسبوع الأخير من شهر أغسطس مرتفعا بما يقارب 18 في المائة فقط ليتراجع بعد ذلك إلى 45.54 دولارا أمريكيا للبرميل في سبتمبر 2015. من بين التطورات الأخرى الهامة في سوق النفط، أعلنت الصين أنها تعتزم إصدار أولى عقودها الدولية للنفط الخام في وقت لاحق من العام الحالي في بورصة شنغهاي الدولية للطاقة (INE) سعيا منها إلى تأسيس مؤشر آسيوي جديد لصفقات النفط. ويمكن أن تعزز هذه الخطوة تأثير الصين في سوق النفط إذ أنها ستعطيها مزيدا من السلطة التسعيرية. إضافة إلى ذلك، أظهر التقرير الأسبوعي لوكالة الطاقة الدولية انخفاض مخزون النفط الأمريكي بمقدار 2.1 مليون برميل ليصل إلى 455.9 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 10 سبتمبر. وارتفع إثر ذلك سعر النفط بنسبة 4 في المائة خلال تداولات اليوم الواحد متأثرا بتزايد الآمال ببدء تراجع الإنتاج النفطي في الولايات المتحدة، مع ذلك أكّد التقرير أيضا على أن الإنتاج النفطي المحلي قد انخفض بنسبة 0.2 في المائة ليصل إلى 9.1 مليون برميل يوميا. الى ذلك، أشار التقرير الشهري لمنظمة الدول المصدرة للنفط (الأوبك) الى توقعات مماثلة عقب أن خفض اتحاد منتجي النفط توقعاته للمعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في المنظمة في عام 2015 نظرا لتراجع الإنتاج في المناطق المنتجة للنفط الصخري في أمريكا. وعلى الرغم من أن المنتجين غير الأعضاء في منظمة الأوبك قد خفضوا المعروض النفطي بمقدار 72 الف برميل يوميا في عام 2015 فإن منظمة الأوبك تتوقع استمرار تراجع الإنتاج النفطي في الولايات المتحدة في عام 2015 حيث أن انخفاض أسعار النفط لن يحقق للشركات المنقبة عن النفط الصخري عوائد مجزية تشجعها على مواصلة إنتاجها. في الوقت ذاته، تتوقع منظمة الأوبك أن ينمو معدل استهلاك النفط في الولايات المتحدة نتيجة لانخفاض أسعاره. وقد راجعت المنظمة نمو الطلب على النفط لعام 2015 بزيادة مقدارها 84 ألف برميل يوميا ليصل إلى 1.46 مليون برميل يوميا نتيجة لتحسن البيانات الاقتصادية الواردة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمعدل أعلى من المتوقع. أدى صدور قرار من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بعدم رفع أسعار الفائدة إلى انخفاض سعر الدولار الأمريكي غير أنه فشل في إنقاذ سوق النفط حيث أشار بيان المجلس الفيدرالي إلى قلق المجلس بشأن الوضع الاقتصاد العالمي وتداعياته السلبية على الطلب العالمي على النفط. استقرت أسعار نفط سلة أوبك دون مستوى 50 دولارا أمريكيا للبرميل طوال شهر أغسطس واستمرت في التراجع خلال شهر سبتمبر بعد أن أظهرت بوادر نمو مؤقت. وبقي متوسط سعر سلة نفط أوبك مستقرا عند 45.5 دولار أمريكي للبرميل خلال شهر أغسطس وحتى النصف الأول من شهر سبتمبر. ومن ناحية الأداء السنوي منذ بداية عام 2015 وحتى تاريخه، بلغ متوسط السعر 53.31 دولار أمريكي للبرميل بتراجع بلغت نسبته 44.6 في المائة بالمقارنة مع متوسط مقداره 96.29 دولار أمريكي للبرميل في العام المالي 2014. واستمر معدل السعر الفوري للنفط الخام الكويتي الموجه للتصدير في الانخفاض للشهر الثالث على التوالي حيث استقر عند 45.53 دولار أمريكي للبرميل خلال شهر أغسطس، مسجلا تراجعا حادا بلغت نسبته 17.5 في المائة بالمقارنة مع مستواه في الشهر الأسبق. تمت مراجعة توقعات نمو الطلب العالمي على النفط لعام 2015، بزيادة مقدارها 84 ألف برميل يوميا عن مستواه في الشهر الاسبق كما يتوقع أن ينمو عن مستواه في عام 2014 بمعدل 1.46 مليون برميل يوميا ليصل إلى حوالي 92.79 مليون برميل يوميا. وكان ذلك ثاني شهر على التوالي تتم فيه مراجعة توقعات نمو الطلب على النفط بالارتفاع (حيث بلغت توقعات نمو الطلب في الشهر الماضي 90 ألف برميل يوميا). وتشير المراجعة التي تمت في شهر سبتمبر بصفة أساسية إلى ارتفاع الطلب من دول الأمريكتين وأوروبا الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في النصف الأول من عام 2015.
مشاركة :