مثقفون: المرحلة التاريخية السابقة في الحج سجلت إبداعا في شتى فنون الأدب

  • 9/25/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أوضح مثقفون أن أسباب تراجع الحضور النصي لأدب الحج وغيابه مقارنة بالماضي تعود الى تغيرات فكرية وثقافية وحياتية منها تلاشي المعاناة التى هي شرط من شروط استثارة الأدباء والشعراء وايضا سهولة التعبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من المؤثرات.. وجاء التوضيح عبر الإجابة عن اسئلة وجهها «الجسر الثقافي». تطور الإعلام بداية قال الكاتب عبدالعزيز الخضر إن اسباب غياب ادبيات الحج الآن مقارنة بالماضي تعود الى تزايد المتغيرات التي تؤثر على فعالية هذه المناسبة.. فقد حدثت تطورات كبرى, أهمها الكاميرا التي انتزعت خصوصية التجربة التي تدون عبر كتابات ومشاعر الأدباء التي تلتقط روح اللحظة. وأيضا تأثير تطور الإعلام الجديد وإمكانية التواصل مع أي شخصية في العالم مباشرة في مواقع التواصل وحوارها ومع أن اللقاء في مكان وزمن واحد في أيام فاضلة لها خصوصيتها، إلا أنه في الوقت الحاضر تضخم عدد الحجاج وصعب التواصل والالتقاء، مقارنة بالماضي القريب قبل نصف قرن حيث كانت أرض المشاعر منى وعرفات ومزدلفة.. هادئة بالحجيج القليل، كل هذه العوامل وغيرها أثرت على الإبداع في السنوات الأخيرة, لكن الكاتب والمبدع لا يزال بإمكانه التقاط زوايا وجوانب لا تلتقطها ملايين الكاميرات وأدوات التواصل التي بيد كل حاج مع العالم. تضاؤل وفتور ورأى الشاعر ابراهيم الوافي ان الأمر لا يتعلق بالشعر فقط بل بغياب كبير لأدب الحج شعره ونثره معا.. جراء اندثار أدب كبير حمل قديما مسمى أدب الرحلات.. والذي كان يعتبر رحلة الحج أحد أهم أركانه، وعلى الرغم من اندثاره نسبيا إلا أنه لابد أن يطل برأسه بين حين وآخر حتى في العصر الحديث فالمتتبع مثلا لسلسلة مقالات الشاعرة الكويتية سعدية مفرح عن رحلتها للحج قبل عامين يدرك أن هذا الأدب لا يغيب مطلقا لتميزه بالسمات الفنية والخصائص الأسلوبية التي تفرقه عن غيره من الآداب في تجارب إنسانية أخرى، وأهم هذه السمات شفافية التعبير المفرطة والناتجة عن امتزاج الروح بالزمان والمكان معا، مما يجعلنا نترك الباب مفتوحا على سؤالٍ كبير عن أسباب تضاؤل هذا الأدب وفتوره في العصر الراهن مقارنة بما كان عليه أجدادنا الأدباء والشعراء الحجاج قديما لكننا في الوقت ذاته لا يمكن لنا ان نغفل أن أدب الحج من الآداب التراثية التي قد لا يقف به العصر الحديث الوامض في التقاطاته وإن كانت مساحة الرؤية فيه ومنه بحجم أزمان وعصور وثقافات شتى. مساحة محدودة الناقد العماني حميد الحجري شارك بقوله: ان الأسباب تعود إلى تعقد الحياة الحديثة على مختلف المستويات الفكرية والسياسية والاقتصادية بحيث لم تعد الشعائر الدينية تشغل لدى البعض سوى مساحة محدودة من اهتمامات الإنسان المعاصر مقارنة باهتمامات الإنسان القديم. فضلا عن أن الحج عبادة موسمية ولا تلزم المسلم سوى مرة واحدة في العمر. ويضيف الحجري «المعرفة قديما تقوم على مركزية مفهوم التوجه الى الله، ولذلك فالشعائر -التي هي أوجه التواصل معه- تظهر وتحضر بوضوح. أما المعرفة في هذا العصر فتقوم على مركزيات مفهوم الإنسان، وهو ما يؤدي إلى طغيان اهتمامات ذات الإنسان وهواجسه وأشكال حيرته وقلقه. مهرجان ادبي وأشار الشاعر حسن الزهراني رئيس مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي إلى أن المرحلة التاريخية السابقة في الحج سجلت ابداعا في شتى فنون الأدب. قائلا: «كان لموسم الحج حضوره البارز في شتى فنون الأدب وكانت وسائل الاعلام في مثل هذه الايام لا تخلو أبدا من قصيدة او قصة او فصول من رواية، وقد شهدنا هذا بأنفسنا وما زلت اذكر تلك القصائد المطولة التي تتحدث عن هذه المناسبة الهامة ربما لقلة وسائل الاعلام والتواصل في تلك الفترة وربما لأن الحج كان مهرجانا أدبيا لأداء بعض كبار الأدباء لهذه الشعيرة واستعدادهم الابداعي لها لأن المجتمع كان ينتظر مثل هذه القصائد ويتناقلها بكل اعجاب. لقد شغل المثقفون الآن بوسائل التواصل الحديثة وشغل المجتمع ايضا بما تبثه من تفاهات احيانا كثيرة فلم يعد المبدع او المتلقي يحتفي بهكذا إبداع ووضع في زاوية نصوص المناسبات. ترويج اعلامي اما القاص حسن بطران فقال: الحج موسم لم يكن كما في السابق محط رحال الشعراء وأعتقد أن سبب ذلك قلة الحجيج في السابق مقارنة بالوقت الراهن وليس هنالك ما يشغل الأمة كما هو الان حيث الأمة تمر بظروف أكثر أهمية من الشعر وفنونه وهذا لا يعنى أن الشعر بهت أو قل بر يقه بل هو لمعان حياة وروح انسان بالإضافة الى ان الحج موسم عبادة.. وفي السابق لا توجد قنوات لنقله فالشاعر يروج لنفسه أو القبيلة تعلن عن ظهور شاعر في الحج كونه تجمعا عالميا، أما الان فالوسائل كثيرة ومتعددة لابراز اسم الشاعر ولذا ربما انعدمت تقريبا هذه الثقافة السائدة سابقا كون هنالك البديل من وسائل الترويج للشاعر، وفي اعتقادي أن هنالك أمورا أكثر يجب معالجتها وتخدم الامة حيث ما يجري في بعض الدول العربية من دمار وخراب ودماء تسكب وان موسم الحج ومكة هما المكان والزمان المناسبان للتآخي.

مشاركة :