الهجرة غير النظامية في تونس: ما السبيل للخروج من الأزمة؟

  • 4/27/2021
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وما تزال سلطات الدول الأوروبية ذات الصلة تتنازع قضية المهاجرين غير النظاميين باتباع نهج أمني أكثر صرامة، من خلال الترحيل القسري والإيقاف الفوري، بينما من الصعب للغاية حل المشكلة باعتماد المقاربة الأمنية وحدها. هناك شبه إجماع أنه بهدف إيجاد الصيغ المناسبة للتعاون الثنائي والفعال، لا بد من معالجة هذه الظاهرة من مختلف جوانبها، بعيدا عن الضغوط والخطابات السياسية الملتهبة والمليئة بالكراهية التي تغذي الأفكار العنصرية. النخبة السياسية التونسية ترى أنه يتعين على هذه الدول أن توفر المساعدة الضرورية للتخفيف من حدة الظاهرة وإيجاد الحل المناسب، من خلال تشجيع الشباب على الاستقرار في تونس وإقامة مشاريع صغيرة ترافقها الإحاطة والتوجيه ، لاستبعاد فكرة" الرغبة في الهجرة والرحيل". وفي المقابل فإن هذه الطبقة السياسية مطلوب منها العمل بجدية على إعادة الثقة للشباب المحبط،، في سعي إلى التعاون مع المنظمات غير الحكومية ووسائل الإعلام النشطة. لعله من الضروري على الجميع التوجة إلى المدن والأحياء الفقيرة، لإشراك الشباب في نقاشات توعوية بالآثار السلبية للهجرة غير النظامية، والبحث عن وسائل أخرى مثل التدريب المهني المناسب وبرامج تعلم اللغات ومناقشة جميع القضايا التي تغذي الهجرة. إن هذه الاجراءات وغيرها ستمكن من إدارة أزمة الهجرة بشكل أفضل، وقد يعود المرحّلون من هذا الشباب إلى الضفة الأخرى من البوابة النظامية، بشهادة كفاءة مهنية ومعرفة ولو بسيطة بلغة الآخر، وهو ما يطمح له عدد من الشباب العاطل الذين نتحدث معهم باستمرار، هؤلاء لا يريدون أن يكونوا مطاردين ومشردين في الضفة الأخرى، يضنيهم الجوع، ولا يريدون الانسياق في عالم الجريمة والمخدرات، هم فقط ينتظرون الفرصة الملائمة، لينطلقوا في ترجمة أحلامهم الهادئة. الشاذلي بن رحومة مساعد رئيس تحرير موقع Tunisan Monitor Online (English Version) المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر يورونيوز

مشاركة :