أثار التسجيل الممتد لنحو ثلاث ساعات والذي نشر للمرة الأولى الأحد في وسائل إعلام خارج إيران، جدلا في البلاد، اذ يتحدث فيه ظريف عن قضايا عدة من أبرزها الدور الواسع للواء الراحل قاسم سليماني، قائد قوة القدس في الحرس الثوري، في السياسة الخارجية، وحديثه عن أولوية نالها "الميدان" على حساب الدبلوماسية. ولم ينف المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده صحة التسجيل، لكنه أكد الإثنين إنه اقتطع من حوار امتد سبع ساعات ولم يكن معدا للنشر، وتضمن مواقف "شخصية" لظريف الذي يشغل منصبه منذ العام 2013 بعد تولي المعتدل روحاني منصب رئاسة الجمهورية. ولم يعلق ظريف مباشرة على الجدل، لكنه نشر الثلاثاء تسجيلا صوتيا مقتضبا عبر حسابه الرسمي على إنستاغرام. ويقول ظريف في التسجيل "أعتقد انه لا يجب أن تعمل من أجل التاريخ (...) أقول إنني لا أقلق كثيرا من التاريخ، بل ما يثير قلقي هو الله والشعب". "حقير" وأثارت التصريحات المسربة انتقادات من سياسيين ووسائل إعلام محافظين، لا سيما أنها طالت سليماني الذي يعد من أبرز مهندسي السياسة الإقليمية الإيرانية، ويحظى بمكانة كبيرة خصوصا بعد مقتله في ضربة جوية أميركية في العراق في مطلع العام 2020. وتصدرت قضية التسجيل الصفحات الأولى لغالبية الصحف الإيرانية الثلاثاء، مع توجيه المحافِظة انتقادات لاذعة لظريف، في حين سألت الإصلاحية عن هدف التسريب. تسريبات لجواد ظريف عن قاسم سليماني والملف النووي تثير الجدل في إيران لأول مرة.. البنتاغون يكشف عن مشاهد قصف إيران لقاعدة عين الأسد في العراق انتقاما لقاسم سليماني ونشرت "وطن امروز" المحافظة على صفحتها الأولى صورة كبيرة لظريف بالأبيض والأسود، مع عنوان باللون الأحمر هو "حقير" (بالفارسية، وهي أقرب الى "الدنيء" بالعربية). وكتبت "يزعم ظريف أن انجازات أو قدرات المفاوضات والدبلوماسية تم منحها إلى "الميدان"، علماً بأنه يجدر بالدبلوماسية أن تتبع مساراً لزيادة قوة النظام (السياسي لإيران)". من جهتها، اعتبرت صحيفة "كيهان" أنه "في حال كانت الأجزاء المثيرة للجدل من هذه التصريحات صحيحة -وهي ليست كذلك- أخطأ ظريف بحق الثقة وهذه ليست جريمة صغيرة". وأضافت "تعليقات كهذه توفر معلومات وذخيرة لحرب العدو النفسية (وتتيح له) أن يعرف أي يضرب، وأي تشققات وأي تباينات محتملة يركز عليها، وكيفية التأثير في معركة الرأي العام". أما صحيفة "جوان"، فقارنت بين تصريحات ظريف عن سليماني، واغتيال الأخير بضربة جوية أميركية في بغداد في كانون الثاني/يناير 2020 بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب. وكتبت أن سليماني "اغتيل جسديا بناء على أمر من المخلوق الأكثر انحطاطا في العالم، أي رئيس الولايات المتحدة، لكن وزير خارجية بلادنا، بزعمه هذه الأمور لأسباب غير معروفة، اغتال شخصيته". من جهتها، ركزت الصحف الإصلاحية على معرفة مصدر تسريب التسجيل. وعنونت صحيفة "شرق" على صفحتها الأولى "من سرّبه، من استفاد؟".
مشاركة :