شهدت منطقة الخمرة أمس، تواجدا مكثفا للجزارين العشوائيين الذين استغلوا غياب الرقابة والتزاحم في مسالخ أمانة محافظة جدة، حيث انتشروا في الطرق عارضين خدماتهم بأسعار مبالغ فيها. ورغم ذلك يضطر البعض الى اللجوء لخدماتهم غير النظامية، مثل محمد عبدالله الذي لم تمكنه ظروفه من التزاحم مع الآخرين في مسالخ الأمانة، ما دفعه للاتفاق مع أحد أولئك الجزارين المخالفين على ذبح أضحيته مقابل 150 ريالا، مع أن سعر الذبح في المسلخ لا يتجاوز 50 ريالا. ومثله عبدالعزيز السيد الذي قال إنه ذهب الى المسلخ فور صلاة العيد وفوجئ بالازدحام الشديد، وعاد أدراجه ليتفق مع جزار عشوائي من المنتشرين في الشوارع على ذبح ذبيحته بـ120 ريالا. أما ابراهيم علي فيقترح حلولا بديلة لتخفيف الضغط على المسالخ أيام العيد، ومنها الاستفادة من العمالة التي تحدد أسعارا غير قابلة للتفاوض مستغلة ظروف عيد الأضحى. ولاحظت «عكاظ» خلال جولة ميدانية فوضى وعشوائية في استقبال ذبائح الأضاحي في مسلخ جدة الرئيسي بشرقي المحافظة، ما أدى الى اصابة أحد الأشخاص بضربة شمس استدعت نقله بالاسعاف الى المستشفى. وتعليقا على اشكالية ذبائح الأضحية قال الخبير البيئي المعروف الدكتور عبدالرحمن كماس «للأسف تتكرر هذه المشاهد كل عام في عيد الأضحى التي تكثر فيها الذبائح، فيضطر الكثيرون الى التوجه الى العمالة العشوائية المخالفة. وبطبيعة الحال تعد هذه اشكالية كبيرة من الناحيتين الصحية والبيئية، تتمثل في غياب وجود من يضمن سلامة الماشية من حيث فحصها قبل الذبح، وامكانية تعرض الذبيحة للتلوث البيئي، اضافة الى التلوث البيئي الذي يحدث في موقع الذبيحة ويترك آثارا كبيرة لبقايا الذبيحة التي تكون بيئة خصبة وجاذبة للحشرات والقطط. بينما الذبح في المسالخ يكون تحت اشراف بيطري ويضمن سلامة التخلص من بقايا محتويات الذبيحة.
مشاركة :