الماء الأبيض في العين (والأصح الكثافات البيضاء في العين) يمكن أن يحصل في أي سنّ، لكنّ المتقدمين في السن هم أكثر إصابة به، خصوصاً بعد سن الخامسة والستين. ولا يسبّب هذا الداء صعوبات في الرؤية، إلا إذا هاجم المناطق المركزية من عدسة العين، أما إذا طاولت الإصابة المناطق المحيطية بالعدسة، فلا يسبّب إزعاجاً كبيراً. ويعدّ التقدم في السن من أهم مسببات الماء الأبيض في العين. وتفيد التقارير بأن نصف الأميركيين الذين قطعوا العقد السادس من العمر يعانون منه. أما أسبابه الحقيقية فما زالت غير معروفة، ولا أحد يعرف بالضبط لماذا تصاب عدسة العين بالكثافات البيضاء المسؤولة عن المرض. وهناك نظرية تقول أنها تنتج من ارتفاع وتيرة عمليات الأكسدة في عدسة العين نفسها، والتي تلعب الشوارد الكيماوية الحرة دوراً في اشتعالها. تتألف عدسة العين من تناغم يجمع ما بين الماء والبروتينات، وهذه الأخيرة تتراصف في شكل يشبه طبقات البصل بطريقة تحافظ على شفافية عدسة العين، بحيث تسمح للضوء بالعبور من خلالها. لكن مع التقدم في العمر، تتحد البروتينات مع بعضها البعض لتشكل كثافات أو عتمات بيضاء تمنع مرور الضوء، ومع الوقت تكبر هذه الكثافات وتتوسع إلى درجة أنها يمكن أن تشمل كامل العدسة فتحجب الرؤية نهائياً، ويصاب الشخص بالعمى. ومرض المياه البيضاء الناتج من الشيخوخة، هو من النوع الذي يتطور ببطء شديد وعلى مدى سنوات طويلة قد تصل الى 20 عاماً. وتختلف سرعة هذا التطور من شخص إلى آخر ومن عين إلى أخرى، لكنها تزداد في حال وجود عوامل أخرى مشجّعة. وقد تم رصد حالات تطور فيها مرض المياه البيضاء في غضون أشهر قليلة، لكنها تظلّ حالات نادرة.
مشاركة :