قُتل خمسة على الأقل الثلاثاء في تظاهرات متفرقة في نجامينا وفي جنوب تشاد ضد المجلس العسكري الذي تولّى الحكم عقب وفاة الرئيس إدريس ديبي إتنو قبل أسبوع، وفق ما أعلنت النيابة العامة. لكن مرصدا محليا اشار الى مقتل تسعة اشخاص. فقد ذكرت الجمعية التشادية لحقوق الإنسان في بيان تلقت فرانس برس نسخة منه «سقط تسعة قتلى، سبعة في نجامينا واثنان آخران في موندو بجنوب تشاد». ودانت المنظمة الحقوقية «هذه المجزرة المخزية بعد الاستخدام المفرط لأسلحة الحرب ضد المتظاهرين» غير المسلحين. وتحدث مدعي العاصمة عن مقتل اربعة اشخاص في نجامينا بينهم امرأة. وفي وقت سابق الثلاثاء، اكد نظيره في موندو ثاني مدن البلاد التي تبعد حوالى 400 كلم من نجامينا مقتل متظاهر. في باريس، دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «بأشد درجات الحزم قمع المتظاهرين والعنف» وحض المجلس على الإيفاء بالتزامه «بانتقال سلمي وشامل سياسيا». كان ماكرون الرئيس الغربي الوحيد الذي حضر تشييع ديبي في نجامينا الجمعة، حيث قدم لابنه الذي خلفه على الفور «دعم فرنسا» ودول الساحل لاجراء»عملية انتقال مدنية عسكرية». تعتبر فرنسا تشاد حليفها العسكري الرئيسي في محاربة الجهاديين في منطقة الساحل. وعلى غرار ما فعل والده الذي حكم البلاد بقبضة من حديد، حظر ابنه الجنرال محمد إدريس ديبي الذي يرأس المجلس العسكري الانتقالي المكون من 15 جنرالًا التظاهرات الثلاثاء. ودعت أحزاب معارضة عدة ومنظمات من المجتمع المدني إلى هذه التظاهرات احتجاجا على «الانقلاب المؤسسي» و «الخلافة الأسرية» للسلطة. وخرج المتظاهرون على شكل مجموعات صغيرة يضم كل منها نحو عشرة أشخاص في مناطق متفرقة من العاصمة خلال الصباح لتجنب عناصر الشرطة المنتشرة في كل مكان والتي قامت بالقاء قنابل الغاز المسيل للدموع من أجل تفريقهم، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس. وفرّقت الشرطة بالغاز المسيّل للدموع تجمّعات متفرقة في بداياتها ضمت عشرات الأشخاص أحرق بعضهم الإطارات، بحسب صحافيين في وكالة فرانس برس. - «سئمنا من الحكم الملكي» - وقالت التشادية سارة لوكالة فرانس برس «سئمنا سئمنا سئمنا من الحكم الملكي في تشاد». خلفها، وصل شباب يركضون ويهتفون «شرطة، شرطة». ومع اقتراب شاحنة صغيرة لقوات الأمن، فرّ المتظاهرون العشرون راكضين. وفي الصباح الباكر، كانت هناك آثار حرق إطارات على الإسفلت في وقت كانت لا تزال إطارات أخرى مشتعلة، وسُمع دوي قنابل الغاز المسيّل للدموع في أماكن عدة. وكتب صالح كبزابو المعارض التاريخي لادريس ديبي في تغريدة على تويتر «لقد أعلن الجيش نيتهم: الحكم بالدم. أطلقت الشرطة الذخيرة الحية على الشباب لقمع مسيرة سلمية». كما أعلن سوكسي ماسرا، أحد أشد المعارضين للنظام، «التشاديون نهضوا، ولن نتراجع أبدًا (...)، وسنواصل المسيرة». في 20 نيسان/أبريل، تولّى أحد أبناء إدريس ديبي ويبلغ 37 عاماً، الحكم على رأس مجلس عسكري موقت، غداة موت والده في معارك مع المتمردين في شمال البلاد، بحسب الجيش. ألغى المجلس العسكري الدستور وحلّ الحكومة والبرلمان، لكن الجنرال محمد إدريس ديبي، وعد بإجراء «انتخابات حرّة وديموقراطية» خلال 18 شهراً. وتولى منصب رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للجيوش. وفي قصر الاليزيه، أكد ماكرون أن فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة لتشاد، تعارض أي محاولة لتعيين خليفة لديبي. وقال «لا أؤيد خطة لخلافة» ديبي. وإلى جانبه، دعا رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي الثلاثاء السلطات في تشاد إلى «توطيد النظام الديموقراطي بسرعة». الاثنين، تم تعيين البير باهيمي باداكيه، آخر رئيس وزراء لإدريس ديبي إيتنو رئيسا للحكومة الانتقالية في تشاد. وفي 11 نيسان/أبريل، يوم الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها ديبي بحصوله على 79,32% من الأصوات بحسب اللجنة الانتخابية، بدأ هجوم شنّته «جبهة التناوب والوفاق في تشاد» (فاكت) إحدى المجموعات المتمردة الكثيرة ضد النظام الذي أداره ديبي طيلة 30 عامًا. ويؤكد المجلس العسكري أن المتمردين قتلوا ديبي أثناء توليه إدارة المعارك شخصياً في شمال البلاد.
مشاركة :