تغلـب التربوي فايز المدهوني (35 عاما) على الإعاقة التي لحقت به إثر حادث سير، وتفوق في أداء رسالته التربوية وتعليم الطلاب بإتقان، فكانت مخرجاته نجاح التلاميذ وتحقيقهم مستويات عالية في مادة القرآن الكريم التي يدرسها. وعلى الرغم من إعاقته واعتماده في التنقل على كرسي متحرك، إلا أنه تفوق على كثير من زملائه الاصحاء، من خلال انضباطه في الحضور والانصراف، إذ يعد أول المعملين حضورا في ابتدائية العمرة في مكة المكرمة، وآخرهم انصرافا، مقدما صورة جميلة عن الإنسان المتفاني في إداء عمله، رافضا التقاعس بدعوى إعاقته التي أصيب بها نتجية حادث سير وقع له قبل (10) سنوات. وروى المدهوني تفاصيل إعاقته، مشيرا إلى أنه بعد تخرجه من الجامعة عين في محافظة الكامل (200 كلم شمال مكة المكرمة)، وكان يخرج إليها قبل صلاة الفجر يوميا مع مجموعة من زملائه للتدريس في ثانويتها ومن ثم العودة إلى مكة المكرمة في اليوم ذاته، مبينا أنه في أحد الأيام تأخر عن رفاقه الذين كان يذهب معهم في سيارة واحدة، فقـرر الذهاب بسيارته بمفرده وفي نهاية اليوم الدراسي، وحين وصل إلى عسفان في منتصف الطريق بين مكة المكرمة والكامل توقف لأداء الصلاة في أحد المساجد وكان مرهقا وأخذ قسطا من الراحة ومن ثم وانطلق بسيارته متجها إلى مكة المكرمة، لكنه على حد قوله لم يشعر بنفسه إلا بعد 12 عشر يوما وهو طريح الفراش في أحد مستشفيات مكة المكرمة. وحين سأل أقاربه بينوا له أنه ارتطم بشاحنة كانت تسير في الطريق ونتج عن الحادث (10) كسور في يده اليسرى وإصابة في الرأس وتصلب في الركبة مع تلف في الأعصاب مما جعله لا يستطيع التحرك سوى على كرسي متحرك. وقال المدهوني: «بعد أن خرجت من المستشفى صمـمـت أن أمارس حياتي بشكل طبيعي واستطعت أن أودي رسالتي لتلاميذي فأنا متخصص في تدريس التربية الإسلامية وأشعر بالسعادة عندما أؤدي عملي على أكمل وجه» ، مبينا أنه متزوج ولديه أربعة أطفال ويمارس حياته بشكل طبيعي. وذكر أنه يعاني حين يصعد السيارة أو ينزل منها، مما دفعه لاستقدام سائق إلا أنه هرب منه، متمنيا أن يتوافر لديه سيارة خاصة بالمعوقين، يقضي عبرها احتياجاته ومستلزمات أسرته دون طلب العون من الآخرين.. وألمح إلى أن عددا من الاختصاصيـين أكدوا له وجود علاج لتلف الأعصاب الذي يعاني منه وتصلب الركبة في ألمانيا، متمنيا أن يتلقى العلاج هناك ليعود يسير على قديمه، إلا أن ضيق ذات اليد يمنعه من السفر. وأكد أن أطفاله دائما يسألونه عن عدم قدرته على السير على قدميه كالآخرين، فيجيبهم دائما «إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه فالله يحبني».
مشاركة :