قال وزير الاقتصاد الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس إنه لا توجد أي دلائل حتى الآن على أن شركات أخرى لصناعة السيارات استخدمت نفس البرمجيات التي استخدمتها «فولكس فاغن» الألمانية لإخفاء المستوى الحقيقي انبعاثات العوادم من محركات الديزل. وبحسب «رويترز» قال ماكرون أثناء زيارة للندن: «في الوقت الحالي يبدو أن الأمر مقتصر إلى أبعد الحدود على «فولكس فاغن»، التي استقال رئيسها التنفيذي مارتن فينتركورن أول من أمس، آخذا على عاتقه مسؤولية تلاعب الشركة في اختبارات الانبعاثات بالولايات المتحدة. من جهته قال وزير النقل الألماني ألكسندر دوبرينت إن التلاعب في قيم العوادم الصادرة من سيارات مجموعة «فولكس فاغن» الألمانية التي تعمل بالديزل طال سيارات في أوروبا أيضا. يذكر أن لجنة التحقيق التي شكلها دوبرينت للتحقيق في فضيحة التلاعب في قيم العوادم الصادرة من سيارات «فولكس فاغن» التي تعمل بالديزل (السولار) في الولايات المتحدة كانت قد أعلنت ذلك أول من أمس الأربعاء. ولكن الوزير الألماني أشار في الوقت ذاته إلى أنه لم يتم التحقق حاليا من عدد السيارات التي حدث معها ذلك بالتحديد، وقال: «سوف يتم توضيح ذلك خلال الأيام القادمة». وتابع دوبرينت: «لهذا السبب سوف يتعين علينا مواصلة العمل بشكل مكثف بالتعاون مع (فولكس فاغن) للتوصل إلى اكتشاف دقيق لنوعية السيارات التي حدث معها ذلك بالتفصيل من أجل اطلاع الرأي العام عليها أيضا». ووفقا لتصريحات الوزير، يتعلق الأمر بمحركات الديزل ذات السعة اللترية 6.1 لتر و2. ويذكر أن «فولكس فاغن» اعترفت الأحد الماضي بالتلاعب بقيم العوادم المنبعثة من السيارات التي تعمل بالديزل في الولايات المتحدة خلال اختبارات للسيارات، وتجري وكالة حماية البيئة الأميركية تحقيقا ضد الشركة بتهمة انتهاك قانون حماية المناخ الأميركي. يشار إلى أنه بعد إعلان فضيحة الشركة في الولايات المتحدة الأميركية، ذكرت الشركة أن هناك نحو 11 مليون سيارة على مستوى العالم تعرضت للتلاعب. وقد بلغ مصدر مطلع «رويترز» أن المجلس الإشرافي لـ«فولكس فاغن» سيختار ماتياس مولر رئيس بورشه للسيارات الرياضية ليصبح الرئيس التنفيذي الجديد للمجموعة خلفا لمارتن فينتركورن الذي استقال أول من أمس بعد تسع سنوات تقريبا على رأس أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا. وأضاف المصدر أن مولر - وهو مسؤول كبير سابق بـ«فولكس فاغن» - يحظى بتأييد غالبية بين العشرين عضوا في المجلس الإشرافي الذي من المنتظر أن يجتمع اليوم الجمعة. من جانب آخر قال مصدران مطلعان لـ«رويترز» إن شركة «فولكس فاغن» لصناعة السيارات ستبدأ اليوم الجمعة في الإعلان عن أسماء الأشخاص المسؤولين عن التلاعب في اختبارات الانبعاثات. وذكر المصدران أمس أن المجلس الإشرافي للشركة لن يعلن فقط عمن سيخلف الرئيس التنفيذي مارتن فينتركورن في منصبه خلال اجتماع يعقد اليوم الجمعة لكنه سيبدأ أيضًا في الكشف عن أسماء المسؤولين عن التلاعب في اختبارات الانبعاثات. واستقال فينتركورن أول من أمس الأربعاء تحت ضغوط من أجل التغيير في الشركة الألمانية التي تترنح اثر إقرارها بأنها ضللت الجهات التنظيمية الأميركية عن كمية التلوث المنبعث من سياراتها التي تعمل بالديزل. وقد تراجعت الأسهم الأوروبية أمس متأثرة بانخفاض الأسواق الآسيوية والأميركية رغم تعافي سهم «فولكس فاغن» الألمانية الذي دعم أسهم شركات صناعة السيارات المنافسة. وتراجعت الأسهم الآسيوية أمس بعد صدور مزيد من البيانات الاقتصادية السلبية في الصين والولايات المتحدة. وفي التعاملات المبكرة نزل مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 5.1 في المائة، بينما انخفض مؤشر يورو ستوكس 50 للأسهم القيادية في منطقة اليورو 6.1 في المائة. لكن سهم «فولكس فاغن» صعد 2.2 المائة بعدما أغلق أول من أمس مرتفعا 2.5 في المائة عقب استقالة الرئيس التنفيذي للشركة مارتن فينتركورن بعد اعتراف «فولكس فاغن» بأنها خدعت الجهات التنظيمية الأميركية بشأن كمية التلوث المنبعث من سياراتها التي تعمل بالديزل. وأدى ارتفاع سهم «فولكس فاغن» إلى دعم أسهم شركات صناعة السيارات الأوروبية المنافسة وإن كان سهم الشركة الألمانية لا يزال منخفضا نحو 30 في المائة منذ الكشف عن فضيحة انبعاثات العادم الأسبوع الماضي. لكن بعض المتعاملين قالوا إن استقالة الرئيس التنفيذي للشركة تمثل علامة على أن «فولكس فاغن» تتخذ خطوات لمعالجة المشكلة. وفي أنحاء أوروبا انخفض مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني 6.0 في المائة بينما هبط كاك 40 الفرنسي 4.1 في المائة وداكس الألماني 7.1 في المائة. وعلى صعيد متصل ارتفع البلاتين أمس بعد هبوطه على مدى أربعة أيام بفعل مخاوف بشأن الطلب من قطاع السيارات عقب فضيحة انبعاثات سيارات الديزل التي لاحقت شركة «فولكس فاغن». وتراجع البلاديوم - الذي يستخدم في محفزات البنزين - من أعلى مستوى له منذ منتصف يوليو (تموز) الذي سجله في وقت سابق منخفضا 5.0 في المائة إلى 642 دولارا للأوقية (الأونصة). وكان البلاديوم قفز نحو سبعة في المائة في الجلسة السابقة. وصعد البلاتين في المعاملات الفورية واحدا في المائة إلى 20.939 دولار للأوقية أمس بعدما خسر نحو خمسة في المائة في الجلسات الأربع الأخيرة. وظل المعدن قرب أدنى مستوياته في ست سنوات ونصف السنة البالغ 50.924 دولار للأوقية الذي سجله أول من أمس الأربعاء. ووجد البلاتين بعض الدعم أيضًا في عودة التجار اليابانيين أمس بعد عطلة استمرت ثلاثة أيام. وزاد الذهب للجلسة الثانية على التوالي مرتفعا 4.0 في المائة إلى 56.1134 دولار للأوقية مع انخفاض الدولار والأسهم الأوروبية. وارتفعت الفضة 3.0 في المائة إلى 78.14 دولار للأوقية.
مشاركة :