نيودلهي - الوكالات: بدأت المساعدة الدولية تصل امس إلى الهند بسبب موجة وبائية تسجّل أعداد إصابات ووفيات قياسية. تسجّل الهند التي أصبحت مركز الوباء منذ أيام مع انتشار نسخة متحورة «هندية» وهي البلد الأكثر اكتظاظا بالسكان بعد الصين، أرقاما قياسية جديدة يوميا. وسجّلت الهند الاثنين 352.991 إصابة جديدة في يوم واحد في أعلى حصيلة إصابات في العالم، بالإضافة إلى 2812 وفاة في أعلى حصيلة وطنية. والهند هي رابع دولة أكثر تضرراً في العالم من حيث الوفيات، مع أكثر من 192 ألف وفاة. وتعمل محارق الجثث بأقصى سرعة في الأيام الأخيرة. في نيودلهي، يروي شهود عيان الاكتظاظ في ممرات المستشفيات الممتلئة بالأسرة والحمالات التي يستلقي عليها أحياناً شخصان أو ثلاثة، فيما تتوسل عائلات بدون جدوى إلى العاملين للحصول على مكان لأقربائهم الذين يحتضرون، ويموت بعضهم على أبواب المستشفيات. ويصطف آخرون أمام الصيدليات بحثا عن أدوية يعالج بها مرضى كوفيد. في نيودلهي، بعد انتظار استمر ثماني ساعات، خرج مانيش أغاروال بست جرعات من ريمديسيفير لوالده، وغادر آخرون خالي الوفاض. وقال فينود كومار وهو أحد سكان المدينة «لقد خذلتنا هذه الحكومة كثيرا لدرجة أن الذين يستطيعون الاستمرار عادة، يموتون أيضا». ووصلت أول شحنة من المساعدة الطبية البريطانية التي تحتوى خصوصا على مائة جهاز تنفس ميكانيكي و95 جهاز توليد أكسجين، إلى نيودلهي في طائرة لوفتهانزا. في المجمل، سيتمّ إرسال تسع حاويات جوية هذا الأسبوع محملة بمعدّات من بينها 495 جهاز توليد أكسيجين و120 جهاز تنفس عبر القناع و20 جهاز تنفس يدوي، بحسب المفوضية البريطانية العليا في نيودلهي. من جهتها، أوضحت فرنسا طبيعة «عملية التضامن» التي من شأنها أن تصل إلى الهند بحلول نهاية الأسبوع، وهي تتضمن ثماني وحدات توليد أكسجين طبي من خلال مولّد وحاويات أكسجين مسال سبق أن أُرسلت خمسة منها، تسمح بتوفير الأكسجين الطبي لما يصل إلى 10 آلاف مريض في يوم واحد، بالإضافة إلى معدّات طبية خاصة تحتوي خصوصاً على 28 جهاز تنفس، بحسب ما أفادت السفارة الفرنسية في بيان أُرسل إلى وكالة فرانس برس. وتعهّدت الولايات المتحدة إثر مكالمة هاتفية الاثنين بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، بتقديم «مساعدة عاجلة» تتضمن خصوصا مكونات لانتاج لقاحات ومعدات حماية وأجهزة تنفس وفحوص كشف الاصابة. وأعلن الاتحاد الأوروبي أن الشحنة الأولى من المساعدات من دول التكتل سيتم تسليمها الى الهند «خلال الأيام المقبلة»، ومن المتوقع أن يتبعها المزيد. وتتضمن المساعدة الأولية 365 جهاز تنفس و700 مكثف أوكسجين من أيرلندا، و120 جهاز تنفس من السويد، و58 جهاز تنفس من لوكسمبورغ و80 مكثفا للأوكسجين من رومانيا، وآلاف الجرعات من عقار ريمديسفير من بلجيكا والبرتغال. ومازالت المتحوّرة الهندية تثير تساؤلات. وأشارت منظمة الصحة إلى أنه لا يزال غير معروف ما إذا كان «ارتفاع معدّل الوفيات ناجما عن الخطورة الشديدة للمتحوّرة أم عن إجهاد قدرات النظام الصحي بسبب الارتفاع السريع لعدد الإصابات، أم أنه ناجم عن الاثنين معا». رُصدت هذه المتحوّرة في بلجيكا وسويسرا واليونان وإيطاليا في وقت تخفف دول أوروبية عدة القيود هذا الأسبوع. في الوقت نفسه، تتزايد قائمة حظر الرحلات الجوية مع الهند. إذ قررت أستراليا أمس تعليق الرحلات الجوية من الهند حتى 15 مايو فيما علقت كندا والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة ونيوزيلندا رحلاتها أو قيدتها. كذلك، أعلنت بلجيكا إغلاق حدودها مع الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا حيث تنتشر نسخ متحورة من الفيروس. - «انعدام يقين» حيال سبوتنيك- في البرازيل -على صعيد اللقاحات، عارضت الوكالة الناظمة للأدوية في البرازيل، ثاني دولة أكثر تضرراً من الوباء في العالم (391.936 وفاة) وحيث حملة التلقيح بطيئة جداً، مساء الاثنين طلب عدة ولايات في البلاد استيراد لقاح سبوتنيك-في.
مشاركة :