مشايخ وعلماء دين يؤكدون أهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية والابتعاد عن التجمعات حفاظا على صحة وسلامة المجتمع

  • 4/28/2021
  • 01:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عدد من المشايخ وعلماء الدين مسئولية المواطنين والمقيمين تجاه أنفسهم ومجتمعهم ووطنهم، وأهمية الالتزام بالإجراءات الاحترازية خلال شهر رمضان المبارك، والابتعاد عن كافة أنواع التجمعات حفاظاً على صحة وسلامة المجتمع. وقالوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين «بنا»، إن أشكال عمل الخير تعددت وتغيرت حسب الحاجة المجتمعية، معتبرين أن أبواب الخير الإلكترونية والآمنة أصبحت مفتوحة ومتوفرة بكثرة، مؤكدين أن شهر رمضان يأتي للمرة الثانية في ظل الظروف الراهنة لجائحة فيروس كورونا، حيث استطاعت مملكة البحرين خلالها تقديم أنموذج متحضر ومتقدم لكيفية التعامل مع الجائحة بما يتماشى مع التوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى. وأشاد علماء الدين والمشايخ بالجهود الوطنية لفريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، للتصدي لجائحة كورونا بما يحفظ صحة وسلامة المواطنين والمقيمين، لافتين إلى أهمية اختصار تجمعات الإفطار على الأسرة الواحدة المقيمة في نفس المنزل، موضحين أن التباعد الاجتماعي يعتبر طوق النجاة للحد من تصاعد أعداد الحالات القائمة. وأكد الشيخ سلمان المشعل إمام وخطيب جامع الرفاع فيوز أهمية التعاون مع الجهود الوطنية للتصدي لجائحة فيروس كورونا، حيث إن مملكة البحرين قامت بخطوات استباقية وإجراءات احترازية منذ بدء الجائحة والتي كانت محل إشادة دولية واسعة، وأوضح أن تطبيق الاشتراطات الصحية والالتزام بالإجراءات الاحترازية بإيجابية يعتبر جزءًا هامًا من المسئولية الاجتماعية خلال شهر رمضان المبارك. وأوصى الشيخ المشعل الجميع بالمساعدة والإسهام في الحد من انتشار الجائحة، موضحًا أن العودة للحياة الطبيعية أمر يتطلب التعاون من أجل تحقيق الخير، ومنع الشر، (فلا ضرر ولا ضرار). وبين الشيخ المشعل أهمية الالتزام بالقرارات الصادرة عن الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا، مؤكدا وجود بدائل آمنة تقنية وإلكترونية للكثير من الأمور الحياتية، ابتداءً من وسائل التواصل عن بعد وصولا إلى أعمال الخير، موضحا أن التكاتف هو طريق انتهاء الجائحة والرجوع إلى الحياة الطبيعية بإذن الله. ظروف صحية صعبة.. الشيخ فاضل فتيل الجمري الواعظ الشرعي في وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف أوضح أن شهر رمضان يأتي رغم الجائحة بالخير واليمن والبركات على بلدنا العزيز، داعيا الله أن يعيد هذه المناسبة الكريمة على حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء أعوامًا مديدة بالخير والسعادة والصحة والعافية، وبين أهمية أن نتقبل الشهر الكريم بكافة ظروفه وأن نجعله فرصةً مميزة للرجوع إلى الله تعالى والتوبة وطلب المغفرة، وأوصى بعدم خسارة فرص الثواب الجزيل في هذا الشهر الفضيل. وأوصى الشيخ الجمري بالالتزام بكافَّة الإجراءات الاحترازية الصادرة عن الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا، وعدم مخالفتها حفاظاً على الأنفس والآخرين، وبين أهمية عدم ترك المتيسّر من الأمور العبادية كالصلاة في المساجد وحضور مجالس الذكر والقرآن في المآتم وفق الاشتراطات التي وردت عن الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا، والالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي بما يحفظ صحة وسلامة الجميع. من جانبه أوضح الشيخ ابراهيم الحادي أن من واجب المسلم في كل وقت أن يتخذ الاجراءات المناسبة لكل جائحة أو نازلة تنزل به في المجتمع، فالمسلم إيجابي بطبعه، وبما تعلمه من أمور الشرع، واستذكر أقوال الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام باعتباره أول من تحدث عن الحجر الصحي، بقوله: (إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه)، وقوله أيضا: (لا يورد ممرض على مصح)، فمن خلال هذين النصين نجد أن المسلم يتكيف مع هذه الجوائح ويبتعد عن كل ما يضر بالفرد والمجتمع. وقال الشيخ الحادي «نتكلم عن أمة ووطن وأسرة، إذا استهتر الفرد فيهم أثر على الجميع، فمن باب العقل والحكمة والشرع أن يلتزم المسلم بما يقال له من توجيه من الجهات المختصة ومن الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا، الذين لا يألون جهدا في بيان الأمور التي تنفع المواطن والمقيم على حد سواء، والتي إذا ما التزم الجميع بهذه التوجيهات خرجنا بالفائدة وبأقل الخسائر التي ربما لو تعرضت لها بلاد ولم يكن فيه مثل هذا الفريق، لكانت الخسائر فادحة». التباعد الاجتماعي ضرورة.. إلى ذلك قال حسن مدن متولي، من مأتم القرية، إن دور المآتم يعتبر دورا كبيرا وفاعلا خلال الظروف الاستثنائية، لما يعكسه خطاب المأتم من توعية وإرشاد وتوجيه، ونبه إلى أهمية الالتزام بمعايير التباعد الاجتماعي والإجراءات الاحترازية للتقليل من عدد الحالات القائمة، موضحا أن زيارة الأهل خلال شهر رمضان وإن كانت على نطاق ضيق يجب أن تتم في ظل لبس الكمام والتباعد الاجتماعي وتعقيم اليد بشكل مستمر. وأوضح مدن أن مصارف عمل الخير متعددة ومتنوعة هذا العام، فشهر رمضان مختلف في الكثير من التفاصيل الاجتماعية والسلوكية، فإن كانت الجائحة على سبيل المثال قد أثرت على نوعية أعمال الخير وطريقة التوصيل إلا أن أصل المساعدات وإخراج الزكاة والصدقات موجود ومستمر بطرق جديدة وآمنة، داعيا الى الاستعاضة عن إخراج الوجبات بتوزيع مواد وأشياء عينية معلبة ومغلقة، مؤكدا أن صدقة السر تطفئ غضب الرب. الطاعة الواجبة.. من جانبه أوضح الشيخ هشام الرميثي أن سلوك المسلم خلال شهر رمضان المبارك هذا العام يندرج تحت قوله تعالى «أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم»، فالطاعة واجبة، وقد استطاعت مملكة البحرين وفق التوجيهات الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، والجهود الوطنية لفريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، للتصدي لفيروس كورونا منذ بدء الجائحة أن تكون محل إشادة وتقدير دولية، وهو دليل حرص واهتمام المملكة للحفاظ على صحة المواطنين والمقيمين على حد سواء. وبين الشيخ الرميثي بأن الأساس في التعامل هو قول رسولنا الأكرم عليه وآله الصلاة والسلام (لا ضرر ولا ضرار)، ومن هنا نقول إن «على المسلم ألا يلحق الضرر في أي فعل يقوم به سواء كان فعلا شخصيا أو مجتمعيا، فالعمل الصالح واجب ديني ووطني، وأي مخالفة تعتبر آثمة شرعا». وأكد الرميثي أهمية التقيد بالإجراءات الاحترازية من قبل الجهات المسئولة للحفاظ على المصلحة العامة، فحفظ النفس مسئولية، وشهر رمضان فرصة للتقرب إلى الله بالأفعال والطاعات، مشيرا إلى تعدد أبواب الخير والعطاء الإلكترونية الآمنة، التي تتلاءم مع الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية المطلوبة. حفظ النفس واجب شرعي.. وقال الأستاذ الدكتور عبدالستار الهيتي أستاذ الفقه المقارن والقضايا الفقهية المعاصرة بجامعة البحرين أن التقيد بالإجراءات الاحترازية التي تتخذها الجهات المعنية سواء كانت طبية أو إدارية يعتبر واجبا شرعيا، لأن الأصل منها تحقيق المقصد العام لحفظ الأمن والسلامة، فمن الناحية الشرعية هو واجب شرعي، وهناك مبحث من أصول الفقه، وهو تحجير المباح، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وبالتالي حرص الإسلام على سلامة النفس والغير. واستشهد الشيخ الهيتي بقول الرسول عليه الصلاة والسلام: «فر من المجذوم فرارك من الأسد»، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها»، ودعا إلى التقيد بنصائح وتعليمات الأطباء والفريق الإداري المختص. وختم الشيخ الهيتي بأهمية الموازنة بين قاعدة سددوا وقاربوا، فلا التشدد الكبير مطلوب ولا ترك الأمور مطلوب أيضا، وعليه فإن المحافظة على المصلحة العامة والالتزام بالضوابط الصحية مهمة يحتمها الشرع والمجتمع. 

مشاركة :