مفتي لبنان يدعو لانتخاب رئيس للجمهورية ومواجهة الاستحقاقات

  • 9/25/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يحتفي لبنان اليوم مع الأمة الإسلامية بعيد الأضحى المبارك. وألقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان خطبة عيد الأضحى المبارك في جامع محمد الأمين في وسط بيروت، وأم المصلين في حضور رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، ممثل الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري النائب محمد قباني، كما شارك في الصلاة وزير العدل اشرف ريفي والنائبان عماد الحوت وعمار حوري، الامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل، سفير مصر في لبنان محمد بدر الدين زايد، أمين سر قيادة حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات على رأس وفد فلسطيني، ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، رئيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية الدكتور فوزي زيدان، رئيس جمعية رجال الأعمال اللبنانية الهولندية محمد خالد سنو، قائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي، رئيس هيئة الرقابة على المصارف سمير حمود، رئيس حزب النجاة مصطفى الحكيم، رئيس مؤسسات المفتي الشهيد الشيخ حسن خالد المهندس سعد الدين خالد، قضاة شرع، علماء، أعضاء من المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وحشد من الشخصيات السياسية، الاجتماعية والعسكرية. احتفاء بعيد الأضْحى وقال المفتي: نحن نحْتفي اليوم بعيد الأضْحى ، وبأداء حُجاج بيْت الله الحرام ، لفريضةٍ وركنٍ من أرْكان الإسْلام ، وقد أخْبرنا سُبْحانهُ وتعالى ، عنْدما فرض عليْنا الحج أن الحُجاج إنما يأتون للبيت الحرام ، ليشْهدُوا منافع لهم ، قال تعالى مُخاطباً إبراهيم عليه السلام : ?وأذنْ في الناس بالْحج يأْتُوك رجالاً وعلى كُل ضامرٍ يأْتين منْ كُل فجٍّ عميقٍ * ليشْهدُوا منافع لهُمْ ويذْكُرُوا اسْم الله في أيامٍ معْلُوماتٍ?. والمنافعُ مُتعددة، وأولُها أداءُ الفريضة ، وثانيها اجتماعُ المسْلمين منْ أصقاع الأرض ، وثالثُها الارتباطُ والاقتداءُ بأبي الأنبياء إبراهيم الذي وفى ، والذي رفع وإسماعيل قواعد البيت ، ليكون بإرادة الله وأمْره موْئلاً ومثابة وأمْناً ، واسْتن سُنة الأُضْحية التي يتقبلُها اللهُ سُبْحانهُ ، ويجْزي عليها بمغفرة الذنوب ، والإنابة للحي القيُّوم. ويوْمُنا هذا هو يومُ عيد ، والأعيادُ في الإسلام طاعةٌ تأتي بعد الطاعة.. وأَضاف بالأمس وقف الحجاجُ على صعيد عرفات ، في يوم الوقوف والمناجاة والمباهات، والذكر والدُّعاء ، والشُّكْر والثناء ، والنقاء والصفاء ، في يوم وحْدة المسلمين العُظمى ، ومؤتمرهمُ الأكبر، اجتمعوا منْ أجْناس الأرض ، على اختلاف ألسنتهم وألوانهم ، وعلى اختلاف لُغاتهم وأوطانهم ، اجتمعُوا لهدفٍ واحدٍ ، ولربٍّ واحد، يرجُون رحمته، ويخافُون عذابه، صنعُوا وحْدة الهدف، وبنوْا وحْدة العمل ، إنهم جميعاً مُسلمون، لربٍّ واحدٍ يعبُدون، ولرسولٍ واحدٍ يتبعون، ولقبلةٍ واحدةٍ يتجهون ، ولكتابٍ واحدٍ يقرؤون، ولأعمالٍ واحدةٍ يُؤدُّون، وهلْ هناك وحْدةٌ أعظمُ منْ هذه الوحدة؟! قال تعالى : ?وإن هذه أُمتُكُمْ أُمةً واحدةً وأنا ربُّكُمْ فاتقُون ? [المؤمنون: 52] . وأشار إلى أن الإسلام يُوحدُ الأُمة ، فلماذا تتشتت؟! ويُعزُّ الأُمة ، فلماذا تذلُّ؟! ويُغْني الأُمة، فلماذا تفْتقر؟! ويهدي الأُمة ، فلماذا تضلُّ؟! قال تعالى : ?وكيْف تكْفُرُون وأنْتُمْ تُتْلى عليْكُمْ آياتُ الله وفيكُمْ رسُولُهُ ومنْ يعْتصمْ بالله فقدْ هُدي إلى صراطٍ مُسْتقيمٍ؟ ونوه إلى أنه منذُ قيام الكيان الصهيوني المغتصب على أرض فلسطين ، بدأ الاستيلاءُ وبدأ التهجيرُ والإخراجُ من الديار ، وها هُمُ الصهاينةُ ، ومنذُ العام 1967 ، يضْطهدوننا في ديننا ، فقدْ قاسمُونا على المسجد الإبراهيمي بالخليل، وها هُم يُريدون هدْم الأقصى أو اقْتسامه ، لا يستطيعُ العربيُّ والمسلمُ بحُكم الكرامة الإنسانية ، والحرية وحُرُمات المعابد ، وحب الأوطان، أنْ يُسلم لعصابات المتطرفين والمسْتوطنين مساجدهُ أو أرضهُ ، وعلى رأْس المقدسات، المسجدُ الأقصى ، أُولى القبْلتين وثالثُ الحرمين الشريفين ، لقد ظل يُقالُ لنا: إن الصراع مع إسرائيل ، ليس صراعاً دينياً ، بل هو صراعٌ على الأرض ، أو هو صراعٌ قومي ، وكانت النصائحُ تتْرى : لا تُدْخلوا الدين في صراعكم على فلسطين مع الإسرائيليين ، ليظل حلُّ النزاع مُمْكناً ، وها هُمُ الصهاينةُ يُبادرون إلى جعْل الصراع صراعاً دينياً . إنهم يقولون : إنهم يريدون فلسطين وطناً ودولةً لليهود دون غيرهم ، ويقولون : إنهم يُريدون هدْم الأقصى ، منْ أجْل البحْث عن الهيْكل المزْعُوم ! وفي الحالتين ، وأياً يكُن الفهْمُ للصراع على فلسطين، تبْقى الأرضُ عزيزة، ويبْقى الدينُ عزيزاً ، وعلى ماذا يعيشُ الناسُ ويمُوتون ، إلا على الأوطان والأديان؟! مصائب واسْتهْدافات وأكد أننا نُعاني في هذه المنطقة منْ ثلاث مصائب أو اسْتهْدافات : استهدافُ الإنسان ، واستهدافُ الأوطان ، واستهدافُ الأديان ، إنها أمراضٌ وابتلاءاتٌ مُتوطنة ، بمعنى أنها ما عادتْ قاصرةً على ما يقومُ به الصهاينةُ في فلسطين، على الأرض والدين والبشر، بلْ إنها انتشرتْ فيما بيننا ، في السنوات الخمس الأخيرة ، وتُمارسُ دُونما تردُّدٍ أو تأنيب ضمير ، أو إصغاءٍ لأي حُرمةٍ أو مقياس، إن لدينا الاضطهاد في الدين ، والقتل باسمه . ولدينا القتل والإخراج من الديار ، للاعتداء على الوطن والدولة ، أو بحُجة حمايتهما ، ولدينا ما هو أفظعُ منْ هذا وذاك ، وذلك إنْ كان هناك ما هو أفظعُ من القتل والتهجير والخراب ، والتخريب للعُمران والإنسان ، وما أقصدُه بالذي هو أفظع ، اليأسُ وانعدامُ الأمل ، بحيث تخرُجُ الملايينُ هائمةً على وجْهها حاملةً أطفالها وشُيوخها ونساءها ، وهي مُستعدةٌ للموْت غرقاً ، وتحمل إذلال حرس الحُدود، وليستْ مُسْتعدةً للتفكير بالعودة ، إلا رُبما لدفْن موْتى الهجرة ، الذين يلْفظُهمُ البحْر : هلْ صارت الأوطانُ للموت والقبور ، ولا شيء غير؟! لقدْ كانت الغُربةُ عذاباً ، وكانت استثناءً ، وكانتْ ضرُورة ، وها هي تُصْبحُ الحل البديل عن الأوطان والدُّول والمجتمعات ، التي ينْشأُ فيها الإنسان ، ثم يشعُرُ أنه لم يعُدْ يتحملُها ، ولم تعُدْ تتحملُه! قواعد للحل ودعا إلى اعتماد قواعد أساسيةٍ ثابتةٍ لحل القضايا العالقة في لبنان ، والتي ينُوءُ بها كاهلُ الوطن والمواطنين ، أُولى تلك القواعد : الحرصُ على الشرعية ، وأن الحُلول لا يُمْكنُ أنْ تحصُل إلا منْ ضمن الدستور وإجماعات اللبنانيين ، وعيشهمُ المشترك ، وثانيةُ تلك القواعد : أنه لا حُلُول إلا بالحوار والتوافُق ضمن المؤسسات القائمة ، وهي الحكومةُ ومجلسُ النواب ، وثالثةُ القواعد : أن الواجب الأول لهاتين المؤسستين ، الإقدامُ على انتخاب رئيسٍ للجمهورية ، منْ ضمْن الرُّوح التوافُقيّ ، والانفتاح والوطنية، لأن رئيس الجمهورية ، هو رمزُ وحدة البلاد ، والمؤتمنُ على الدُّستور ومؤسساته ، ولنْ يستقيم الوضعُ الوطنيّ ، إلا بوجوده وفعاليته ، وهذه الرغبة ، الرغبةُ في ملء الفراغ ، وتجنُّبُ تداعي المؤسسات ، هي رغبةٌ عربيةٌ ودوْلية ، وحاجةٌ وضرورةٌ وطنية ، لنْ تستقيم أمورُ بلدنا إلا بالحوار والتلاقي ، وعودة الثقة بين بعْضنا البعض ، والابتعاد عن المواقف التصعيدية ، والخطابات النارية ، التي تُؤثرُ على مُجتمعنا في تفاقُم الخلافات ، فينبغي أن نكون مرنين في التعاطي لحل الأمور السياسية والاجتماعية والمعيشية ، وعلينا الابتعادُ عن كل الخلافات التي تُؤثرُ على حياة اللبنانيين ، وعلينا أن لا نظلم الحكومة ، وعلينا أن نقف إلى جانبها وندْعمها في الظروف الصعبة التي يمُرُّ بها وطنُنا، وعلينا جميعاً أنْ نعُدْ إلى رُشْدنا ، لكي يبْقى الوطنُ ، وتبقى دولتُه . إلى ضريح الحريري وبعد إلقاء المفتي دريان، الخطبة توجه وممثل الرئيسين الحريري والسنيورة النائب محمد قباني والنواب إلى ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث قرأ الفاتحة عن روحه الطاهرة ورفاقه الأبرار. وكان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام اصطحب مفتي الجمهورية من منزله صباحا إلى مسجد محمد الأمين يرافقهما قائد شرطة بيروت العميد محمد الايوبي في موكب رسمي، وقدمت ثلة من قوى الأمن الداخلي التشريفات في باحة المسجد للرئيس سلام والمفتي دريان.

مشاركة :